2.1 تريليون دولار حجم الأنشطة الموافقة للشريعة الإسلامية عالمياً
44 مليون مسلم يعيشون فى أوروبا، بما يعادل %6 من تعداد أوروبا. فيما تشير معدلات الخصوبة إلى أن النسبة سوف ترتفع إلى %20 بحلول 2050، بينما انكمش بالفعل عدد السكان غير المسلمين %3.5 فى الفترة من 2001 إلى 2014.
وفى أكبر اقتصاد أوروبى، حيث المملكة المتحدة يوجد 2.9 مليون مسلم بما يوازى %2 من عدد السكان، ومن المتوقع أن تبلغ النسبة %4.6 فى 2030 بنحو 5.6 مليون نسمة.
فرض هذا التواجد الإسلامى فى أوروبا تغيرات فى الخريطة السياسية فى الدول الغربية، حيث حسمت الأصوات المسلمة المنافسة الرئاسية فى فرنسا فى الانتخابات الأخيرة لصالح فرنسوا أولاند ضد نيكولا ساركوزى، الرئيس السابق لأقدم جمهورية أوروبية.
وعلى الصعيد المجتمعى انتشرت ظاهرة المدارس المخصصة للجاليات المسلمة، حيث يحرص المسلمون على الحفاظ على الهوية العقائدية لأبنائهم.
لكن هذا التأثير لم يتوقف عند هذا الحد، بل ظهرات أنماط اقتصادية جديدة مرتبطة بتواجد المسلمين، وتنامى أعدادهم بشكل متسارع؛ نظراً إلى ارتفاع معدلات الإنجاب نسبياً لديهم، فضلاً عن تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، كما أن استطلاعات الرأى تقول إن %90 من المسلمين يراعون قواعد الإسلام فى قراراتهم الاستهلاكية.
لا تقتصر الأنماط الاقتصادية على مجرد بعض فروع المتاجر أو الشركات التى دخلت المنافسة فى عالم الطعام الحلال والسلع الحلال أو حتى ما يمكن تسميته «محلات الجنس الحلال» التى ظهرت مؤخراً فى بعض الدول، بل وصل التأثير إلى قطاعات حيوية مثل القطاع المصرفى والسياحة وغيرهما، حيث تشير التقديرات إلى أن حجم الأنشطة التجارية المرتبطة بالتوافق مع تعاليم الإسلام يقترب من 2.1 تريليون دولار على مستوى العالم.
ففى هولندا، قررت شركة هينكن العالمية للبيرة إنتاج مشروبات خالية من الكحول، وأنتجت مشروبات تصدرها للخارج توافق الشريعة الإسلامية، فى الوقت الذى لجأ فيه بنك ليلودز البريطانى لتقديم خدمات مصرفية إسلامية للمسلمين الرافضين للتعاملات الربوية.
ليس هذا فحسب بل أسهم المسلمون بأنفسهم فى خلق مشروعات تلبى احتياجاتهم من مشروبات «مكة كولا» و«قبلة كولا»، حتى الإعلام حيث ظهرت برامج تليفزيونية وصحف ومجلات أزياء ومواقع إنترنت تخاطب المسلمين وفق معتقداتهم وآدابهم بحسب صيحفة الجارديان البريطانية.
بل إن شركات البرمجيات العالمية باتت تحرص على إقامة معارض سنوية فى لندن باللغة العربية؛ لتقدم منتجاتها المعربة مثل سونى لإنتاج ألعاب الكمبيوتر.
وفى الحقيقة، فإن الشركات التى تأخرت فى دخول أسواق السلع والمال الحلال أو دخلت بشكل محدود كانت مكبلةً بمخاوف أن تتهم بأنها تروج للإسلام كدين، لكن النمو الكبير لرأسمال هذه الأسواق دفعها للتخلص من مخاوفها.
فحسب مؤسسة أرنست آند يونج، فإن سوق التأمين الإسلامى (تكافل) مرشح لأن يقفز إلى 25 مليار دولار فى 2015 بفضل السمعة القوية التى اكتسبتها من القدرة على تفادى الانهيار إبان الأزمة المالية العالمية فى 2008 باعتبارها أكثر الاستثمارات تبنياً لمعايير الأمان.
ويعتبر قطاع السياحة من أكثر القطاعات التى تواجه تحدياً على صعيد خلق أنماط استهلاكية موافقة للشريعة الإسلامية خصوصاً سياحة الشواطئ، لكن تنامى إقبال المسلمين على السياحة الخارجية دفع الكثير من الشركات إلى توفير هذا الطلب المٌلح للاستفادة من نحو 140 مليار دولار قيمة إنفاق المسلمين على السفر والسياحة، وهو رقم مرشح ليقفز إلى 192 مليار دولار فى 2020، أى فى غضون 5 سنوات فقط، هذا الرقم بالقطع لا يتضمن موسم الحج والعمرة الدينى بمعدل نمو سنوى %4.8 مقابل %3.8 نمواً للسياحة العالمية.








