بدأ المتحف المصري تسجيل كل عمل ترميمي يحدث داخله، في محاولة منه لاستعادة سمعته بعد الضجة التي أثيرت بشأن لحية توت عنخ آمون الملصوقة.
وقال سعيد عبد الحميد حسن، مدير الترميم في المتحف والمُعين حديثا، إنه أخبر طاقمه بتوثيق جميع أعمال الترميم التي يقومون بها على القطع الأثرية، مضيفا أنه يأمل نشر هذه السجلات خلال عام على الانترنت.
وفي مقابلة مع صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، قال عبدالحميد إن لديه طريقة “مختلفة تماما” تجاه عمليات الترميم في المتحف تختلف عن سلفه، ووعد بزيادة الشفافية داخل قسمه.
وخلال فترة ترأسه للقسم التي لم تتعدى 4 أسابيع حتى الآن، قال إن مسئولي الترميم قاموا بتسجيل كافة العمليات المتعلقة بترميم 10 قطع أثرية في المتحف بما في ذلك مومياء يبلغ عمرها 3500 عاما.
وقال عبدالحميد في أول لقاء له بعد التعيين إن عملية التسجيل تلك سوف تسمح بمعرفة من دخل إلى معمل الترميم، ومن كان مسئولا عنه في ذلك الوقت، وهل كان فردا واحدا أم فريقا مؤلفا من 4 أشخاص، ومنهجية الترميم، وما المواد المستخدمة، ومنهجية استخدامها، ونسبة المواد، وتاريخ إنهاء الترميم.
وقال إن هذه العملية سوف تساعد في المستقبل، في حال وقوع خطأ ما مثلما حدث مع القناع، موضحا أنها سوف تكشف عن الخطا في مراحله الأولى، وتساعد في معرفة ما المطلوب لإصلاحه.
ويأمل عبدالحميد، بالإضافة إلى تحميل دفتر التسجيلات على الانترنت، في جعل مجموعة الآثار الكاملة في المتحف متاحة على الإنترنت للباحثين المعتمدين.
ولطالما انتقد علماء المصريات من خارج المتحف كيف أن مجموعة الآثار – التي تعد الأكبر من نوعها في العالم – تبقى سرية، وفي هذا الصدد، أوضح عبدالحميد إن المسئولين السابقين لم يدركوا قيمة النشر، وظنوا أن لهم الحق في الاحتفاظ بالمعلومات لأنفسهم، مضيفا أن العقلية الآن تغيرت.
وفيما يتعلق بإجراءات الترميم، قال عبدالحميد إنه طلب من طاقمه، بجانب تسجيل جميع الخطوات، تجريب التقنيات الترميمية على عينات بدلا من المخاطرة بتدمير القطع الأصلية من خلال تطبيق تقنيات غير مجربة من قبل.
وقال عبدالحميد: “في السابق كان هناك خطوات مفقودة، وكان التوثيق فقيرا جدا في بعض الأحيان، واعتقد الأشخاص أنه كلما زاد عدد القطع التي يرممونها، سوف يحصلون على المزيد من الثناء من مدرائهم، ولكن إذا فهمنا عملية الترميم جيدا، سنعرف أنها تحتاج وقتا، ودائما أقول إذا كنت تريد أن تكون مرمما ماهرا، فكر ساعة قبل العمل لدقيقة، وهذه هي فلسفتي، التفكير جيدا قبل القيام بأي ترميم”.








