سوف تعقد مصر مؤتمرا اقتصاديا في 13 وحتى 15 مارس الجاري في شرم الشيخ، وسوف يركز على قطاع الطاقة بشكل خاص، ويرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤتمر القمة كأحد المكونات الهامة في استراتيجية تحسين الاقتصاد من خلال جذب الاستثمارات الخاصة.
وقال روبرت رووك، مدير الدراسات متعددة التخصصات وأستاذ التاريخ بجامعة توسون، والخبير بالشئون المصرية، لمجلة “فوربس” إن السيسي يتمتع بمصداقية حقيقية، وقد تكون مصر رهانا استثماريا أفضل تحت حكمه من مرسي وسلفه مبارك خاصة في العقد الأخير من رئاسته.
وأدى الفساد المتفشي، والمحسوبية، والقوانين التنظيمية الضعيفة إلى استنزاف الاقتصاد المصري على مدار أجيال، وأحد مكونات هذا النظام كان الدعم الكبير للطاقة والغذاء، وكان نظام الدعم فاسدا وشجع على أوجه قصور ضخمة.
ووفقا لبيانات رويترز، تطلب هذا النظام أن تدفع القاهرة 3 مليار دولار سنويا على صادرات القمح، مما جعلها ليس فقط أكبر مستورد للقمح، وإنما استنزف احتياطيات الدولة الأجنبية.
وعندما تولى السيسي السلطة في يونيو 2014، كان ربع المصريين يعيشون دون خط الفقر، وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي.
وأطلق السيسي حملة على الفساد، وأدخل إصلاحات للتخلص تدريجيا من دعم الغذاء والطاقة، وأحد النماذج الناجحة على ذلك هي الكارت “الذكي” الذي قلل الفساد، وشجع على المحاسبة والكفاءة.
ويتفاءل صندوق النقد الدولي بشأن الإصلاحات الحكومية المصرية، وجاء في تقرير حديث للصندوق “تركز سياسات التوصل إلى نمو شامل، وخلق فرص عمل على الإصلاحات الهيكلية، وتشجيع الاستثمار، وحماية الفقراء… وبدأت الإجراءات التي تم تطبيقها حتى الآن، بجانب استعادة بعض الثقة، أن تؤتي ثمارها”.
ومع ذلك أضاف الصندوق أن نجاح السلطات في تحقيق أهدافها سوف يعتمد على المجهودات المستمرة، والرغبة في اتخاذ الإجراءات الإضافية المطلوبة، والدعم الخارجي المتواصل.
ويذكر تقرير مجلة “فوربس” إن المصريين متفائلون بنسبة كبيرة بشأن السيسي، وترتكز أولوياتهم اليوم على التنمية الاقتصادية أكثر من أي شيء آخر، وهم يرون السيسي يعمل باتجاه الإصلاحات الاقتصادية الحقيقية، كما انهم مستعدون لتحمل بعد العقبات على المدى القصير مثل تحمل نقص مؤقت في الطاقة، إذا كان ذلك سيؤدي في الأخير إلى تنمية طويلة الأجل.
وفي ظل انخفاض أسعار الطاقة، والمساعدات الخليجية، يحابي السوق مصر، ويبقى السؤال، إلى مدى سيدوم صبر المصريين؟ وهل ستنجح إصلاحات السيسي؟
وقال روك إن الاستراتيجية ستكون جيدة بقدر الدعم الذي ستحصل عليه من الشعب، وستظهر نتائجها خلال العامين أو الثلاثة المقبلين، مضيفا أنه يوجد بعض الأدلة على أن السيسي يفي بوعوده.
وبخلاف إصلاح انظمة الدعم، يحتاج الاقتصاد المصري لإنجاز شيء أكثر صعوبة بكثير وهو خلق فرص عمل حقيقية وذات رواتب جيدة خاصة للشباب، وهذا التحدي يعد هائلا بالنسبة لبلد ثلثي سكانها دون سن 35، وفقا لصحيفة “دويتش فيل” الألمانية.








