المستفيدون
حسن روحاني
بالطبع يعد الرئيس الإيرانى هو المستفيد الأكبر من الاتفاق النووي بين دولته والقوى العالمية الست، فقد سلط الضوء على حق إيران فى تطوير طاقة نووية سلمية، كما عزز مكانته فى المنطقة.
ومما لا شك فيه أن إنهاء عزلة إيران الدولية هو إنجاز تاريخي، ولكنه أيضاً سيضمن له الفوز بفترة رئاسية ثانية فى عام 2017، ومع ذلك، يواجه روحانى مقاومة من المتشددين المتشككين الذين يخشون من أن يؤدى التقارب- وإن كان محدوداً- مع الولايات المتحدة والغرب إلى زيادة المطالب بتغيير داخلي، ما يقود إلى تقويض النظام الذى يهيمن عليه المرشد الأعلى الإيراني، على خامنئى.
باراك أوباما
ينبغى تقييم إنجاز الرئيس الأمريكى من خلال مقارنته بموقف الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، الذى أعلن فى عام 2002 أن إيران عضو فيما أسماه «محور الشر» الذى تضمن أيضاً صدام حسين، الرئيس العراقى الأسبق، وكوريا الشمالية.
وقال الرئيس أوباما إن هذا الاتفاق يثبت أن الدبلوماسية الأمريكية بإمكانها جلب التغيير الحقيقى وذى المعنى، وألا ينبغى أبداً أن يتم التفاوض نتيجة الخوف، وإنما يجب ألا نخشى أبداً أن نتفاوض.
وتعهد أوباما باستخدام حق الفيتو فى حال اعتراض الكونجرس على الاتفاق، أما إذا سار كل شيء على ما يرام، فسوف يكون الاتفاق الركيزة الأساسية لإرثه السياسى الخارجى.
بشار الأسد
مدح الرئيس السورى الاتفاق سريعاً باعتباره «نقطة تحول رئيسية» فى تاريخ إيران والمنطقة والعالم، ووصفه بـ«الانتصار العظيم»، ويتلقى الأسد مساعدات عسكرية ومالية من إيران منذ الانتفاضة ضده فى عام 2011.
وتحسين وضع إيران الإقليمى بعد التوصل لاتفاق سوف يعزز مطالبتها بالاعتراف بها كلاعب رئيسى فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك تدخلها فى أى مفاوضات بشـأن مستقبل سوريا، ويشعر معارضو الأسد من السوريين والعرب بالقلق من الاتفاق نظراً للحرب التى خلفت بالفعل 210 آلاف قتيل، وشردت الملايين من الشعب.
الخاسرون
أبو بكر البغدادي
قد يخشى الرجل الذى نصب نفسه خليفة للدولة الإسلامية من توحد الجهود الدولية ضد قواته فى العراق وسوريا، نظراً للاحتمالات الجديدة بالتعاون بين الولايات المتحدة وإيران.
وقالت إيران فى وقت سابق، إن الولايات المتحدة ليست جادة فى محاربة الإرهاب، واشتكت من أن حلفاء واشنطن الوثيقين من العرب، السعودية، وقطر، وغيرهما من دول الخليج، بالإضافة إلى تركيا، ساعدوا على أن تكون هذه الجماعات الجهادية، كما أشارت طهران إلى أنها مستعدة للمساعدة فى القضاء على هذه الجماعات.
الملك سلمان بن عبدالعزيز
يشير الصمت المبدئى للسعودية بشأن الاتفاق إلى قلق عميق من التقارب بين الولايات المتحدة وإيران، منافستها الأكبر فى المنطقة، وتتمثل وجهة النظر فى الرياض وأبوظبى والعواصم المجاورة فى أن واشنطن تتقرب لإيران متجاهلة مخاوفهم الأمنية، رغم إنفاقهم أكبر بكثير على الدفاع.
ويكره الملك سلمان بشدة دور إيران فى العراق وسوريا والبحرين واليمن، حيث يهاجم السعوديون الحوثيين الذين يقولون إنهم مدعومون من طهران، وتعد الطائفية بين السنة والشيعة عنصراً جديداً ينذر بالخطر من دون وجود علاقة عدائية منذ فترة طويلة بين العرب والفرس.
بنيامين نتنياهو
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى بالوقوف فى وجه الاتفاق النووى بين الولايات المتحدة وإيران، ولم يفشل فحسب فى ذلك، وإنما ألحق ضرراً خطيراً بعلاقة إسرائيل الاستراتيجية الثمينة مع واشنطن، ويقول نقاد واشنطن فى الداخل، إنه بالغ فى مدى التهديد الإيرانى، وطالبه البعض بتقديم استقالته.
ولطالما كانت إيران معادية للدولة الإسرائيلية منذ الثورة الإسلامية فى 1979، وتؤكد طهران دائماً على دعمها للفلسطينيين، بما فى ذلك حماس، وحزب الله اللبنانى، ولا يوجد شئ فى اتفاق فيينا يشير إلى احتمالية تحول إيران عن ذلك الدعم.
وتخشى إسرائيل أيضاً من ان تزداد جرأة إيران بعد حصولها على مليارات الدولارات بعد رفع العقوبات، ومن أن تواصل عدوانها فى المنطقة والعالم.













