“إمام”: نستعد لإطلاق النظام فى الشرق الأوسط بنهاية العام الحالى
“Watson” قادر على قراءة 800 مليون صفحة فى الثانية الواحدة
وصلت استثمارات شركة “IBM” فى تطوير نظام “واتسون-Watson” للحوسبة الإدراكية إلى مليار دولار، ويوفر “واتسون” للأطباء بالمستشفيات 4 طرق علاجية مختلفة لأمراض السرطان.
قال الدكتور أسامة إمام، مدير تقنية لغة الإنسان بالشركة، إن “واتسون” Watson نظام قائم على الحوسبة الإدراكية، وهو الخطوة الأولى فى الحوسبة الإدراكية، فـ”واتسون” قادر على فهم الأسئلة المعقدة التى تطرح باللغة البشرية التى نتحدثها والقدرة على الإجابة عليها، فهو نظام معرفى يفهم ويتعلم كميات كبيرة من البيانات ويحفظها داخله ويحللها.
وأضاف “إمام” فى حواره لـ”البورصة” أن “واتسون لعلم الأورام-Watson for Oncology” يستقى المعلومات من الكم الهائل من الدراسات الطبية التى تسمح له بتوفير الاقتراحات لعلاج الأمراض السرطانية، ويتعرف النظام على العلاج من خلال معرفة الحالات المشابهة التى تم علاجها بطرق مختلفة فى مستشفيات وجامعات مختلفة فى أى مكان فى العالم.
وبعد ذلك يحق للطبيب المشرف على الحالة أن يختار طريقة العلاج المناسبة للحالة التى يتابعها، ولهذا فإن “واتسون” ليس بديلاً للإنسان، وإنما يساعده فى علاج الحالات والتشخيص السليم لها.
وحول استخدام هذا النظام فى المستشفيات، قال إمام إنه يستخدم الآن فى أكبر المستشفيات الأمريكية، وقريباً جداً سيتم استخدامه للمرة الأولى فى الشرق الأوسط فى أحد مستشفيات دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح أن شركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، وشركة الاستثمار والتطوير الاستراتيجى بأبوظبى، وشركة آى بى إم المدرجة فى بورصة نيويورك تحت الرمز (IBM)، أعلنت إطلاق شركة “كوغنيت للحلول التكنولوجية”، التى ستقدم نظام “واتسون” للحوسبة من “آى بى إم” للمؤسسات فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وجرى تأسيس “cognit” خصيصاً لتطبيق إمكانات نظام الحوسبة “واتسون” على القطاعات المحلية ودعم بيئة رواد الأعمال، ومبرمجى التطبيقات، والشركات الناشئة التى تصنع تطبيقات وخدمات “واتسون” فى مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضح إمام، أن المعلومات الطبية تنمو بوتيرة أسرع من قدرة الأطباء على استخدامها. كما يمثل “واتسون” نهجاً جديداً للأطباء فى علاج الأورام، بينما فى النهج التقليدى، الطبيب يفهم حالة المريض عن طريق الدراسة التقليدية للحالة، وفحص سجلها المرضى إذ تستهلك وقتا طويلا للوصول لعملية التشخيص، فضلا عن الوقت المستهلك فى التشاور بين الأطباء حول الحالة وطرق علاجها، التى تختلف من خبرة طبيب لآخر.
واستخدام نظام النهج المعرفى “cognitive approach”، يمكنه أن يوفر كل هذا الوقت، عبر توفير طرق العلاج المختلفة بالأدلة، لأنه يحتفظ بكم هائل من التقارير والسجلات لحالات مرضية مشابهة، والأبحاث وطرق العلاج المختلفة التى تم استخدمها لتلك الحالات.
وقال مدير تقنية لغة الإنسان بشركة “IBM”، إن “واتسون” يقدم أفضل الحلول والمقترحات لإدارة الثروات، من خلال تقديم أفضل وسيلة لاستثمار المال على أساس قراءة تفضيلات العملاء والزبائن وآراءهم حول المنتجات مع تصنيف العملاء، وتقديم بيانات حولهم، وعرض حلول حول أفضل أوقات الاستثمار، وأهم المنتجات التى يمكن أن تستثمر فيها الشركات.
وأشار إلى أن “واتسون” يستطيع قراءة 800 مليون صفحة فى الثانية الواحدة، فله قدرة هائلة على معالجة كميات كبيرة من المعلومات، مضيفا أن هناك الكثير من الغموض والتضارب فى البيانات، حيث أن 80% من البيانات غير مرئية أو مفهومة من قبل التكنولوجيا وأجهزة الحاسوب التقليدية ويصعب عليه فهمها، لكن الآن أصبح من السهل جدا تعليم نظام “واتسون” اللغة البشرية لفهم هذه البيانات الغامضة.
و”واتسون” هو الحوسبة المعرفية المصممة لفهم السبب فى كل مكان، إذ يساعد المدارس والمستشفيات والشركات والمؤسسات الصناعية والتجارية فى أن تصبح أنظمتها معرفية “cognitive”.
و”واتسون” هو الجيل الثالث من الحوسبة، ويتكون من أنظمة مختلفة يتعلمها بسرعة، ويتعامل معها ويحللها، بحيث يمكن للنظام المعرفى أن يتعامل مع الإنسان بطريقة طبيعية، فهو كائن يمكنه استيعاب البيانات وفى وقت قصير جداً، والأكثر من ذلك انه يتعامل مع أعمدة “IBM” وهى الحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الكبيرة، ووسائل الاعلام الاجتماعية واستخدام المحمول.. وبالتالى نحتاج إلى الحوسبة الإدراكية لاستيعاب كل هذه البيانات.
وحول أهمية “واتسون” فى مصر، قال إمام إن النظام يمكنه معالجة حالات الأورام المختلفة، ويمكن أيضا معرفة أكثر الأمراض انتشارا فى مصر، ويتم تحديث الحالات على النظام لكى يقدم حلولاً لها مثلها مثل الأمراض السرطانية.
والأكثر من ذلك أن النظام يمكنه استيعاب وتحليل البيانات والمعلومات المتضاربة غير المفهومة التى تملأ المؤسسات والمنظمات فى مصر، ضاربا المثل بمنظومة الدعم قائلاً إن المنظومة بها أفراد لا يستحقون الدعم.. ونتيجة كثرة المعلومات وتضاربها، مازالوا موجودين داخل المنظومة، لكن “واتسون” يمكنه حل تلك المشكلة من خلال استيعاب البيانات والتعرف على من يستحق ومن لا يستحق للدعم.
وبشكل عام فالبرنامج يوفر الوقت والأموال، ويعطى خبرة لا تقدر بثمن، خصوصا فى المجال الطبى.
وفى يناير 2014 أطلقت شركة “آى بى إم-IBM” “واتسون جروب-Watson Group”، وهى وحدة أعمال جديدة مخصصة لتطوير وتسويق أنظمة السحابة المعرفية، وصفها إمام بأنها الخطوة التى أحدثت تحولاً استراتيجياً من قبل “IBM” لتقديم فئة جديدة من البرمجيات والخدمات والتطبيقات التى تفكر، وتحسن طرق التعلم، واكتشاف رؤى جديدة من كميات هائلة من البيانات.
وتستثمر “IBM” مليار دولار فى “واتسون جروب”، بالتركيز على التطوير والأبحاث، التى تتضمن 100 مليون دولار متاحة للاستثمار فى مشروعات الدعم النظام البيئى الخاصة بـ”IBM” للشركات المبتدئة والشركات لبناء التطبيقات المعرفية التى يقوم عليها “واتسون”.
وحول بدء التفكير فى اختراع نظام “واتسون” قال أسامة، إنه بدأ المشروع فى 2006. كما دخل “واتسون” خلال عام 2011 مسابقة من اشهر المسابقات الامريكية وهى “جوباردى-Jeopardy” التى يتم فيها اختبار المتسابقين فى المعلومات العامة، وفاز “واتسون” على أشهر وأكبر متسابقين فى المسابقة، من خلال قيام اللعبة بتقديم إجابات وعلى المتسابق أن يقدم السؤال فى أسرع وقت ممكن، وكان “واتسون” أكثر تقدما من المتسابقين.
وتم اطلاق “واتسون للرعاية الصحية” فى أغسطس 2011، و”واتسون للخدمات المالية وحلول الصناعة” فى 2012.
ويتعامل “واتسون” الآن باللغتين الإنجليزية، والإسبانية، وبنهاية العام الحالى سيتم إطلاقه بالعربية تمهيداً لتطبيقه فى الشرق الأوسط، وجار تطويره بلغات أخرى حسب الحاجة.
كتبت – شيماء العيص








