5 مليارات دولار خسائر سنوية للعرب لعدم استغلال المخلفات
لا تزال الحكومات العربية تمارس الوسائل التقليدية فى التخلص من مخلفاتها الصناعية بصورة غير آمنة، فى حين تتسابق دول الاتحاد الأوروبي لاستخدام التكنولوجيا المتطورة فى تدوير هذه المخلفات، لتحويلها كوقود بديل والاستفادة منها فى مختلف الصناعات.
ووفقاً لدراسة حديثة، فإن الدول العربية تخسر مايقرب من 5 مليارات دولار سنويا بسبب عدم استغلال النفايات الصناعية، عبر إعادة تدويرها واستخدامها فى الصناعة.
وأوضحت الدراسة أن إجمالى المخلفات الصناعية فى الدول العربية، يتجاوز 100 مليون طن سنويا، ولا تتجاوز الاستثمارات العربية فى تدوير المخلفات 200 مليون دولار، ومعظمها مبادرات فردية.
وحسب إحصائيات صدرت عن وكالة البيئة الأوروبية (EEA)، فإن الدول العشر الأولى من حيث التخلص من النفايات عبر إعادة التدوير هى النمسا 63%، وألمانيا 62%، وبلجيكا 58%، وهولندا وسويسرا 51%، والولايات المتحدة والسويد 49%، ولوكسمبورج 46%، والنرويج 42%، وأخيرًا الدنمارك 40%.
واتجهت بعض الدول النامية، إلى اتباع ثقافة تدوير المخلفات خصوصا الصناعية، وإن كانت بنسب ضئيلة جداً مقارنة بدول الاتحاد الأوروبى، ومن ضمنها تركيا التى بدأت عام 2014 إعادة تدوير المخلفات، إذ قامت الدولة بإعادة تصنيع ما يقدر بنحو 66.550 ألف طن بطارية، و118 ألفا من تروس وعجلات السيارات غير الصالحة للاستخدام، وحققت ما يقرب من 2.5 مليار ليرة تركية.
وبلغ عدد مصانع إعادة تدير وتصنيع النفايات فى تركيا ما يقرب 1450.
كما تم تنفيذ مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من غاز الميثان المنبعث من النفايات.
وأنشأت تركيا محطتى توليد كهرباء فى أسطنبول وكوجاتبه بالتعاون مع بلدية المدينتين.
والإجراءات التى تتبعها الدول الأوروبية فى منظومة جمع تدوير المخلفات، جعلتها تحقق نجاحا، إذ تضع الدول قواعد صارمة ومشددة فيما يتعلق بجمع المخلفات، وتلزم المواطنين بدفع رسوم على المخلفات حال ترك البلدية عملية تجميع المخلفات من أمام المنزل.
وعند تخلص المواطن من النفايات بنفسه وتوصيلها لصناديق إعادة التدوير، لا يدفع رسوما على الإطلاق.
وتحرص الدول على وضع حاويات وأكياس مخصصة بلون معين لكل نوع من أنواع المخلفات. ففى الشوارع توجد حاويات للزجاج، وأخرى للألومنيوم، وغيرها للمخلفات النباتية، بالإضافة إلى البلاستيك والصحف.
وتحظر سويسرا منذ عام 2000 التخلص من النفايات عبر الطمر والدفن فى باطن الأرض. وفيما يتعلق بالنفايات التى لا يمكن إعادة تدويرها أو تحويلها إلى أسمدة يتم التخلص منها عبر الحرق فى منشآت خاصة مصممة بتكنولوجيا متطورة، حتى لا تسبب تلوثًا فى الهواء.
كما أن الطاقة الناتجة عن عملية الحرق تستغل فى توليد الكهرباء.
وأصدرت ألمانيا قانونا يحظر تمامًا طمر النفايات فى باطن الأرض منذ عام 2005. وتكلف الدولة الألمانية مواطنيها بدغع رسوم حال اعتمادهم على البلدية فى تجميع مخلفاتهم، فى حين لا تكلفهم شيئا حال تخلصهم من هذه المخلفات بأنفسهم عبر الحاويات المخصصة لإعادة التدوير.
وتعتمد ألمانيا على عدة قواعد لفرض نظام إعادة التدوير على كل من المستهلك والمنتج، إذ يدفع المنتجون رسومًا إضافية كلما كانت عملية إعادة تدوير منتجاتهم أصعب.
وتطبق السويد قوانين الاتحاد الأوروبى بشأن إعادة تدوير النفايات، وتستخدم 100% من نفاياتها فى إنتاج الكهرباء والتدفئة.. الأمر الذى جعلها تلجأون لاستيراد مزيد من النفايات من جارتها النرويج.
وتباع أكياس النفايات فى بلجيكا بألوان مختلفة تميز أربعة أنواع من النفايات هى الأصفر للورق والكرتون، والأزرق للبلاستيك والمعادن، والأخضر لمخلفات الحدائق، والكيس الأبيض لباقى المخلفات.
وتخصص البلدية أياما معينة فى الأسبوع لإخراج نوع معين من القمامة. فلو كان اليوم مخصصا لإخراج كيس الورق وقام أحد المواطنين بإخراج كيس آخر للبلاستيك على سبيل المثال، فلن يتم رفعه عند مرور سيارة البلدية.
وتصل نسبة إعادة تدوير السيارات القديمة إلى 91%، إذ تمر السيارة بمراحل للتفكيك والتقطيع والطحن، ثم تعالج بطريقة ميكانيكية معينة تعمل على فصل المواد الأولية المختلفة الناتجة عن عملية الطحن عن بعضها البعض، وتستخدم مرة أخرى فى تصنيع منتجات جديدة.








