ارتفعت مخاطر الصناديق الأمريكية المتخصصة فى الاستثمار بالأوراق المالية قصيرة الأجل بعد زيادة مشترياتها من سندات البنوك الأوروبية ورغم ذلك فإن هذا الاتجاه يعد علامة على عودة الثقة فى استقرار الاتحاد النقدى الأوروبي.
وطبقا لبيانات من وكالة التصنيف الائتمانى «فيتش»، صعدت نسبة تعرض الصناديق الأمريكية للمخاطر نهاية شهر سبتمبر الماضى بمقدار 16% مقارنة بالشهر السابق له فى ثالث زيادة شهرية على التوالى بعد تعهد ماريو دراجي، رئيس البنك المركزى الأوروبي، نهاية يوليو بالقيام بما يتطلبه الأمر للحفاظ على سلامة اليورو.
وتعتبر الصناديق الأمريكية مصدرا مهما للبنوك الأوروبية للحصول على الدولار حيث أدى تراجع إقراض تلك الصناديق للبنوك الأوروبية مع تفاقم أزمة الديون والمخاوف من خروج اليونان من العملة الموحدة العام الماضى إلى استفحال مشكلات تمويل البنوك.
وساعدت تصريحات دراجى والخطط التى وضعها المركزى الاوروبى بشأن التدخل المحتمل فى أسواق السندات الحكومية فى منطقة اليورو على استقرار قطاع البنوك فى الاقتصادات الطرفية بمنطقة اليورو مثل أسبانيا.
وأصدر المركزى الأوروبى تقريرا الأسبوع الماضى أكد فيه ارتفاع الودائع فى البنوك الأسبانية لأول مرة منذ ستة أشهر، كما تراجع اعتماد البنوك الأسبانية والإيطالية على قروض المركزى الأوروبي.
ورغم ذلك مازال تعرض صناديق الاستثمار فى الأوراق المالية قصيرة الأجل الأمريكية لمخاطر البنوك الأوروبية منخفضا، بالإضافة إلى تجنبهم البنوك فى الاقتصادات الطرفية الأكثر تضررا من الأزمة.
ويذكر تقرير لجريدة الفاينانشيال تايمز أنه بالرغم من الزيادة الأخيرة، فى نسبة التعرض للمخاطر الأوروبية إلا أنها شكلت أقل من 11% من ممتلكات الصناديق الأمريكية مقارنة بأعلى مستويات وصلت إليها عند 30% مايو 2011.
وترى فيتش أن هذا الانخفاض يعكس تحولاً فى نماذج التمويل لبنوك منطقة اليورو وتقليص الاعتماد على السيولة الدولارية بالإضافة إلى تزايد الاتجاه الأمريكى نحو منطقة اليورو.
واعتبر روبرت جروسمان، محلل فى «فيتش» ارتفاع سبتمبر طفيفا وليس عودة إلى مستويات 2011، مضيفا ان الصناديق الأمريكية كانت مؤشرا مبكرا على اتجاهات المستثمرين.
وأضاف أن تلك الصناديق متحفظة للغاية كما أنها تستثمر لآجال قصيرة وعادة ما تتجنب المخاطر عندما تكون هناك مشكلات ائتمانية، لذلك فهى مؤشرات جيدة على اتجاهات السوق.
وأظهر المسح الذى أجرته فيتش على أكبر 10 صناديق أمريكية للاستثمار فى الأوراق المالية قصيرة الأجل تمتلك حوالى 650 مليار دولار كأصول تحت الإدارة، وإنه كان هناك اتجاه قوى تجاه البنوك الفرنسية فى سبتمبر الماضى.
كما أوضح المسح أن الصناديق تقلص اعتمادها على أسواق الديون الأمريكية بينما بقى تعرضها لمخاطر البنوك اليابانية مستقرا رغم تزايده بشكل مطرد على مدار العام الماضى، كما أوضحت فيتش أن اتجاه الصناديق الأمريكية للبنوك الأوروبية تحول من إقراض بضمان إلى بدون ضمان وهى علامة أخرى على تحسن الشعور تجاه أوروبا.
اعداد – رحمة عبدالعزيز








