يعتبر القمح المكون الرئيس فى الطعام لمعظم شعوب العالم وتزداد أهميته بالنسبة للطبقات الفقيرة التى تتناول الخبز كوجبة رئيسية هى الأقل تكلفة والمصدر الأهم للشعور بالإشباع.
لكن استمرار ارتفاع أسعار القمح يعنى أن قدرة الفقراء على الحصول على وجبة بسعر معقول آخذة فى الانحدار حيث دفع الجفاف أسعار الحبوب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق العام الماضي، ومع ذلك وجد المتعاملون بعض العزاء فى المحصول البرازيلى الكبير، واستقرت الأسعار رغم ارتفاعها.
ولكن إذا عانت الولايات المتحدة، أكبر مصدر للحبوب، عاماً جافاً آخر أو رطبا على نحو غير متوقع فإن هذا الاستقرار لن يدوم.
وبالرغم من تهدئة الثلوج والمطر بعض المناطق، فإن معظم منطقة الغرب الأوسط والسهول المرتفعة مازال يعانى الجفاف، ولم تظهر ولايات مثل نبراسكا وكنساس أى تحسنا، كما يتوقع أن يسوء الوضع فى تكساس.
وفقدت الولايات المتحدة حصة سوقية كبيرة لصالح البرازيل والمنافسين الآخرين، إلا أنها مازالت مصدر رئيس للحبوب والبذور الزيتية للمستوردين من على امتداد الخريطة العالمية من الصين إلى مصر.
وأثار جفاف الولايات المتحدة فى 2012 القلق لدى البنك الدولى ومنظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة بشأن تقلبات الأسعار واحتمالية التكالب على الشراء بسبب انتشار الذعر بين الحكومات خشية عدم الوفاء باحتياجات شعوبها من الغذاء.
ويعتبر التنبؤ بالمناخ هذا العام أكثر صعوبة نتيجة انحسار ظاهرتى «النينو والنينا» اللتان تعدان أفضل مؤشر على هطول الأمطار، وغيابهما يترك خبراء الأرصاد فى حيرة ويلجأون إلى نماذج توقع أخرى أكثر تضاربا.
وصرح ديفيد ميسكوس، من مركز التنبؤ بالطقس، إحدى إدارات الخدمة الوطنية الأمريكية، لجريدة الفاينانشيال تايمز بأن التنبؤ صعب هذا العام، مضيفا انهم يلجأون إلى تلك الظواهر عندما لا توجد مؤشرات أخرى.
ويتوقع المركز تحسن الطقس فى حزام زراعة الذرة فى ولايات مثل أيوا وإلينوي، بينما تنبأت باستمرار جفاف المناخ عبر الجنوب.
وأدى الجفاف العام الماضى إلى تراجع محصول الذرة بنسبة 13% مقارنة بالعام الذى يسبقه وبنسبة 3% فى محصول فول الصويا.
وحاليا تعانى حقول القمح المزروعة فى الشتاء والتى من المقرر أن تحصد فى يوليو القادم، وقال دان هيلد، مزارع فى كنساس، إنه حتى فى حالة هطول الأمطار يوميا من الآن وحتى الحصاد، فلن يفرق ذلك مع المحصول حيث تدمر حوالى 30% منه بالفعل.
وبشكل عام، من المتوقع أن ينمو المعروض من القمح الأمريكى هذا العام، بينما سوف يهبط الإنتاج العالمى نتيجة الانخفاضات الحادة فى أستراليا وروسيا وأوكرانيا.
ويتراجع مخزون القمح العالمى ولكنه مازال أعلى بكثير من المستويات المنخفضة الحرجة التى وصل إليها فى أزمة الغذاء فى 2007- 2008.
وهناك تفاؤل كبير بشأن محاصيل الصيف مثل الذرة وفول الصويا، مع ذلك من المتوقع أن يهبط مخزون الذرة فى الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى منذ 1996.
وقال مارك سفوبودا، عالم المناخ فى المركز القومى لتخفيف آثار الجفاف، إن الجفاف فى الخريف والشتاء لا يزيد بالضرورة احتماليات الطقس الجاف فى الربيع، ولكنه يجعل المزارعين معتمدين تماما على أمطار الربيع لترطيب التربة.
واظهرت هيئة مراقبة الجفاف فى الولايات المتحدة أن 70% من أراضى أمريكا سوف تعانى الجفاف هذا العام، وارتفعت هذه النسبة بمقدار 16% مقارنة بالعام الماضى.
اعداد: رحمة عبد العزيز