على الرغم من حالة الحذر والتحوط التى تتبعها البنوك فى عملياتها التمويلية، لاسيما لقطاع الأفراد، فإنها مازالت تتوسع فى إصدارات بطاقات الائتمان بأنواعها المختلفة.
وقامت بنوك بإطلاق المنتج فى ظل الأوضاع الراهنة لتعويض تراجع التوظيفات بالمنتجات الأخرى ومن أبرز البنوك التى أطلقت مؤخرا بطاقات ائتمانية البنك الأهلى اليونانى وبنك باركليز الذى اطلق نوفمبر الماضى بطاقة بلاتينيوم الجديدة وكذلك سيتى بنك الذى أطلق بداية العام الماضى البطاقة البلاتينية الجديدة.
بالاضافة إلى ذلك قام عدد من البنوك بحملات ترويجية لرفع مبيعات البطاقات عبر تخفيض الرسوم الإدارية للإصدار ومنح بطاقة مجانية، وتنويع برامجها وحدودها الائتمانية لكى تتناسب مع عدد كبير من شرائح العملاء المختلفة، ومن أبرز البنوك التى اعمدت على تلك الوسائل البنك التجارى الدولى والبنك الاهلى المصرى وبنك باركليز.
وقال خالد حسن نائب رئيس قطاع التجزئة المصرفية ببنك الشركة ان بطاقات الائتمان من أكثر منتجات التجزئة التى تلاقى طلبا واسعا من جانب العملاء، كما أنها تعد خدمة مصرفية بجانب كونها تمويلا، لافتاً إلى أنها تسهل من عمليات البيع والشراء دون الحاجة إلى تبادل العملات.
أضاف حسن انه على الرغم من كون بطاقات الائتمان من أكثر المنتجات مرتفعة التعثر فإنها تحقق للبنوك ربحية كبيرة وتعد من اهم قنوات توظيف السيولة قصيرة الأجل، لافتا إلى أن تكلفة إصدارها مرتفعة على العميل وكذلك فى حالة تعثره يتحمل عملاؤها فائدة مركبة عقب فترة تتراوح بين 50 و55 يوماً وفقاً لكل بنك.
ومن جانبه، قال إيهاب ماجد، مسئول التجزئة المصرفية بأحد البنوك الأجنبية ان منتج بطاقات الائتمان بأغلب البنوك يستحوذ على حصة مهمة من محافظ التجزئة المصرفية، مشيرا إلى ان هناك طلباً كبيراً من جانب العملاء على تلك البطاقات، كما أن البنوك تفرض عليها فوائد متغيرة وفقا للشريحة الائتمانية، لافتا إلى أن فترة السماح لتلك البطاقات محدودة وبناءً عليها تحقق البنوك هوامش ارباح سريعة.
أكد أن البنوك تضع العديد من العوائق فى التعاملات مع عملاء البطاقات المتعثرين والتى تدفعهم للسداد خوفا من عدم قدرتهم على التعامل مع البنوك مرة أخرى، مشيرا إلى أن العائد عليها مرتفع ويجذب قاعدة كبيرة من العملاء من جميع الشرائح.
وأشار إلى أن البنوك تحقق ربحية فى كل الأحوال سواء قام العميل بالسداد أو تعثر فيه، كما ان البنوك لديها أنواع متعددة من البطاقات وفقا للشريحة التى تضم كل عميل ومستويات ملاءته المالية وبناءً عليها تتفادى البنوك عجز العملاء عن السداد.
وقال مسئول بطاقات الائتمان ببنك مصر ان البنوك تضع هوامش ارباح مرتفعة على بطاقات الائتمان، نظرا لارتفاع مخاطرها، مشيرا إلى أن البنوك تضع حدوداً للنهم الاستهلاكى للعملاء وفقا لقدرتهم على السداد، لافتاً إلى انها أقل مخاطر لكون استردادها سريعاً ويتم احتساب عوائد مركبة على عملائها المتعثرين وغالبا ما يقومون بالسداد بعد فترة.
وأشار إلى ان تلك البطاقات الائتمانية من اكثر المنتجات التى جذبت شريحة واسعة من العملاء وفى المقابل تزيد من الطلب على المنتجات المكملة، فضلاً عن ان جميع البنوك تتوسع فى إصدارها وبالتالى فان عنصر المنافسة يلزم البنوك التى ليس لديها بطاقات أن تقوم بإصدارها استهدافا لقاعدة عملاء جدد.
ويرى أنه كلما ارتفعت مخاطر منتج بعينه تزايدت مكاسبه والبنوك لديها القدرة على إلزام العميل بالسداد، كما ان البنوك لديها برامج ودراسات تجريها على العملاء قبل التعاون معهم للتأكد من ملاءتهم المالية.
كتبت – أسماء نبيل