تسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية فى خروج نحو 500 فدان عند الكيلو 82 طريق مصر – اسكندرية الصحراوى من منظومة الانتاج، مما ساهم فى تراجع انتاجية الأراضى الواقعة على جانبى هذا الطريق بنسبة تزيد على 50%.
قال الدكتور سمير رشدى، عضو مجلس ادارة جمعية الهدى الزراعية، إن انتاجية الأراضى الواقعة على جانبى طريق «مصر – إسكندرية» الصحراوى من الفاكهة والخضر انخفضت إلى النصف، وان محصول العنب الذى كان يمثل المنتج الرئيسى للجمعية انخفض من 18 طناً صالحة للتصدير إلى نحو 10 أطنان غير قابلة للتسويق المحلي.
واضاف أن تراجع الانتاجية وتدنى جودتها دفعا التجار إلى الحرص على إبرام تعاقداتهم مع المنتجين لمدة موسم واحد بدلا من التعاقد لعدة مواسم خوفا من عدم قابلية المنتج للتسويق، مشيراً إلى أن ارتفاع تكلفة الزراعة وانخفاض عائدها دفعا أكثر من 30% من المستثمرين إلى تبوير الأراضي، والتوقف عن مزاولة النشاط الزراعي، فيما أصبحت انتاجية المساحات المتبقية غير اقتصادية.
ولفت عضو مجلس ادارة جمعية «الهدي» إلى أن إجمالى المساحات المزروعة التابعة للجمعية يبلغ 1753 فداناً مقسمة إلى 222 قطعة مساحة الواحدة 7.5 فدان، وأن هروب المزارعين يرجع إلى نقص مياه الري ، حيث تعتمد هذه الأراضى فى الزراعة على مياه الآبار، لكن مع مرور الوقت بدأ مستوى المياه فى الانخفاض من 70 إلى 105 أمتار، ما يعنى ان تكلفة حفر البئر الواحدة ارتفعت من 100 إلى 500 ألف جنيه لرى 100 فدان، اضافة لارتفاع نسبة الملوحة بالمياه نفسها.
وأكد أن الجمعية ناشدت وزير الرى من خلال رابطة مستخدمى المياه سرعة انشاء ترعة لتوصيل المياه لانقاذ هذه الأراضي، لكن الوزير لم يستجب لهذه المطالب، وأنه على الرغم من أن انشاء هذه الترعة تقدر تكلفتها بنحو 1.3 مليار جنيه، فإنها ستعيد الحياة للمزارع الواقعة بين الكيلو 50 و90 على طريق «مصر – اسكندرية» الصحراوي، وأن استثمارات الجمعية بلغت حتى الآن اكثر 55 مليون جنيه.
وطالب رشدى وزير الزراعة بضرورة التدخل لإيجاد حلول توافقية مع وزارة الري، وتوفير اسمدة ومبيدات مدعمه تعويضا للمستثمرين عن خسائرهم، خاصة أن ترك الأمور بدون تدخل يمثل خسارة فادحة للاقتصاد، حيث انخفض حجم العمالة بالجمعية من 3 آلاف إلى 1200 عامل، فضلاً عن أن 73 أسرة هجرت العمل بعد توقف المزارع عن الانتاج.
كتب – محمد عبد المنصف