د. هاني قسيس : استفادتنا من الولايات المتحدة دون المستوي .. وخطة لزيادة التعاون بين البلدين
توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع «أمريكا» مرهون بعودة الاستقرار إلي الاقتصاد الوطني
قال د. هاني قسيس ، رئيس مجلس الأعمال المصري – الأمريكي، إن مصر لم تستفد من علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية طوال الـ 30 عاما الماضية، بما يتناسب وقوة الفرص الاستثمارية، التي يمتلكها الطرفان سواء علي صعيد الاستثمارات أو حجم السوق.
وأضاف قسيس في حواره مع «البورصة» أن مجلس الأعمال المصري – الأمريكي بتشكيلته الجديدة، يسعي لدعم وتفعيل العلاقات التجارية والاستثمار المشترك بين البلدين، وذلك من خلال استراتيجية جديدة تعتمد علي التفاوض الجاد مع مجتمع الأعمال الأمريكي، وأن المجلس بدأ في تشكيل اللجان الفرعية للقطاعات الاقتصادية المختلفة، لدعم التواصل مع الجانب الأمريكي في مختلف المجالات.
وأشار إلي أن المجلس أسند رئاسة لجنة الطاقة للمهندس خالد أبو بكر، فيما تولي رئاسة لجنة تطوير الصناعة المهندس مجدي طلبة، وتولي رئاسة لجنة السياحة وائل تكلا، ولجنة التعليم نديم الباز، ويرأس لجنة المعلومات عماد عدلي، أما لجنة الاستثمار فتولي رئاستها باسل الباز وعمر مؤمن.
وأكد قسيس أن المجلس يسعي إلي توسيع قاعدة المصدرين المصريين إلي الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم اقتصارها علي صفوة الشركات، وذلك من خلال دعم رفع جودة وكفاءة المنتج المحلي، ليكون منافسا أمام المنتجات الآسيوية وخاصة الصين، بحيث تتاح فرصة أكبر أمام المشروعات الصغيرة.
وأوضح أنه أكد خلال لقاء مجلس الأعمال مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، علي أهمية تحديد الآليات التي تدعم بها الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصاد المصري، بعيدا عن المعونات و القروض، وأنه طالب الجانب الأمريكي بضرورة افساح المجال أمام السلع المصرية للنفاذ إلي الأسواق الأمريكية، مثل غيرها من الدول الأخري، خاصة أن الصين تمكنت من زيادة صادراتها إلي الولايات المتحدة الأمريكية بمقدار 87 ضعفا خلال الربع قرن الأخير.
ولفت إلي أنه طالب أيضا الإدارة الأمريكية بضرورة إقامة مشروعات استثمارية حقيقة في مصر، والعمل علي نقل التكنولوجيا الحديثة في التصنيع، مشيراً إلي أنه لا يمكن اعتبار الشركات الأمريكية ومتعددة الجنسيات مثل «كوكاكولا» استثمارات أمريكية، لأنها تقوم علي استثمارات مصرية بشكل أساسي، ولا تعبر عن القوة الاستثمارية الكبيرة للولايات المتحدة.
وقال رئيس مجلس الأعمال المصري – الأمريكي إن لجنة الاستثمار بالمجلس ستعمل باستراتيجية محددة لتحقيق زيادة ملموسة للتواجد الاستثماري الأمريكي في مصر، الذي يبلغ حاليا نحو 17 مليار دولار، أغلبها في الشركات متعددة الجنسيات وسلاسل المطاعم، وأنه لا يمكن التعامل معها كاستثمارات مباشرة، بقدر ما هي مشروعات «فرانشايز».
وأضاف أن اللجنة ستعمل علي التواصل مع المستثمرين الأمريكيين خاصة مع تزامن طرح مصر لعدد كبير من المشروعات الكبيرة للاستثمار الأجنبي وصدور القوانين المحفزة وأدوات التمويل، التي يتم إعدادها مثل الاستثمار في الصكوك، وهو ما سيعمل علي إتاحة مساحة واسعة من التنوع أمام المستثمر الأمريكي للدخول إلي السوق المصري.
وأكد أن تجربة المناطق الحرة التي أقيمت في شرق الصين، التي خصصت إنتاجها بالكامل للتصدير إلي الولايات المتحدة جاءت من خلال نقل التجربة المصرية في انشاء المناطق الحرة الصناعية في السبعينات وتعميمها في الإنتاج الصيني المخصص للتصدير، وبالفعل نجحت الصين في تحقيق ما يزيد علي تريليون دولار صادرات بينما إجمالي الصادرات المصرية لم يتجاوز 25 مليار دولار حتي الآن، وهو ما يظهر خللاً عميقاً في منظمومة الصناعة في مصر واستراتيجية التصدير والإنتاج علي السواء.
وأوضح قسيس انه سيتم فتح باب العضوية بمجلس الأعمال المصري الأمريكي الأسبوع الحالي، وأن المجلس يستهدف ضم 1000 شركة في المرحلة الأولي شاملة جميع القطاعات الإنتاجية، وأن الغالبية ستكون للمشروعات المتوسطة والصغيرة.
ولفت إلي أن لجنة تطوير الصناعة بالمجلس ستعمل علي تطوير المصانع المشتركة بالمجلس لمواءمة إنتاجها مع متطلبات السوق الأمريكي خاصة المصانع المسجلة باتفاقية الكويز، التي تتعدي 700 مصنع في حين ان المصانع التي تقوم بالتصدير إلي الولايات المتحدة لا تزيد علي 100، وأن الكميات المصدرة من خلال هذه الاتفاقية أقل كثيرا من المفروض تحقيقه.
ونبه قسيس إلي ان الترويج للمنتجات المصرية بالأسواق الأمريكية سيتم ضمن خطه يتم إعدادها الآن تتضمن إعداد معارض دائمة للمنتجات المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية والتفاوض لإنشاء أجنحة للسلع المصرية بالمولات الأمريكية الكبيرة والترويج للعديد من السلع لدي كبار المستوردين خاصة مع سلاسل بيع التجزئة الكبيرة والمنتشرة بجميع أرجاء الولايات المتحدة، حيث يمثل حجم استيراد هذه السلاسل أكبر حصة من واردات الولايات المتحدة الأمريكية من الخارج.
وكشف أن هناك اتجاهاً لإرسال بعثات ترويجية للمنتجات المصرية إلي الولايات المتحدة الأمريكية، التي سيتم تشكيلها بحيث تراعي تنوع الإنتاج سواء كان زراعيا أو صناعيا أو سلعاً وسيطة ومستلزمات إنتاج، وأنه سيستعين بالاستراتيجية التي اتبعها المجلس التصديري للكيماويات وكان مشاركاً فيها، التي ساهمت في دخول المنتجات المصرية من الصناعات الكيماوية إلي السوق الأفريقي، وحققت نتائج مذهلة وساهمت في إبرام عقود تصديرية كبيرة للشركات المصرية داخل البلدان الأفريقية عن طريق إرسال هذه البعثات.
وقال قسيس إن المجلس سوف يطالب الجانب الأمريكي بحصة عادلة لدخول المنتجات الزراعية والحاصلات المصرية إلي الأسواق الأمريكية، وأن استبعاد مصر من دائرة استيراد هذه المنتجات ليس منطقيا، ولا يتفق مع فكر حرية الأعمال والتجارة التي تتبناها الإدارة الأمريكية، وأن المجلس يضم في عضويته الدكتور شريف البلتاجي الرئيس الأسبق للمجلس التصديري للحاصلات الزراعية وسيتولي ادارة هذا الملف.
واضاف أنه من المستبعد تحقيق تقدم ملحوظ في ملف توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هذا الموضوع له أبعاد مختلفة، وأنه لا يمكن الجزم بإمكانية تحقيق تقدم ملحوظ به في الوقت الراهن، خاصة مع التأزم الذي يشهده الشارع المصري.
وتوقع رئيس مجلس الأعمال المصري – الأمريكي أن تدخل في مفاوضات جادة مع الجانب الأمريكي في هذه الشأن، حينما تتخطي مرحلة التخبط الشديد التي تسيطر علي ملف ادارة البلاد، ويترتب علي ذلك حالة من الاستقرار في الأوضاع الداخلية علي الصعيد المصري، وأنه بدون تحقق هذا الاستقرار فإنه من المستبعد طرح الملف للنقاش من الأساس.
كتب – أحمد سلامة
