« Pay It Forward » هو اسم فيلم من الأفلام التي أحبها جداً وانصحكم بمشاهدتها، تقوم فكرة الفيلم علي طفل يطلب منه معلمه أن يفكر في شيء ليغير العالم ويجعله مكانا أفضل، ويفكر الطفل في أن يضع مخططا لتغيير العالم عبر شبكة من التأثير بمن يحيط به، فهو يساعد ويؤثر في حياة ثلاثة أشخاص ويطلب منهم بدورهم التأثير بثلاثة أشخاص آخرين وهكذا حتي يعم التغيير وببساطة.
والمساعدة هنا يجب أن تكون مؤثرة وهي نوع من المساعدة التي لا ينساها الانسان الذي تتم مساعدته وتظل في ذهنه وباله دائماً.. كالمساعدة التي تبدل حياة الإنسان.
الملفت في الفيلم أن الطفل فكر في هذه الفكرة في حصة «النوايا» تخيلوا حصة في المدرسة هدفها الأساسي أخذ نية الأسبوع.. وكل طفل يخرج عند السبورة ويبدأ فيشرح نيته لهذا الأسبوع تخيلوا مدي الرقي في التعليم.
والمهم أن الطفل بدأ في تنفيذ نيته وقابل في طريقه رجلاً مدمناً وحالته سيئة جداً، وكان في أمس الحاجة للمساعدة فأخذه الطفل عنده في البيت وأسكنه الجراج وأعطاه ملابس نظيفة بل وأعطاه كل ما أدخره من نقود وبدأ يبحث له عن عمل حتي وجد له وعلما بان الطفل الصغير قد ولد في بيئة سيئة جدا وعلي الرغم من هذا فقد استطاع تغيير حياة شخص اكبر منه إلي حياة افضل لم يكن يحلم بها، حيث ساعده الطفل ايضا علي ترك الإدمان.
هذا الفيلم عندما تراه تتذكر المقولة الشهيرة «ما استحق أن يولد من عاش لنفسه» وتجد أن الفيلم يجسد أمام عينيك نموذجاً عملياً لما تنادي به الاديان السماوية من حسن الخلق والمعاملة والاهتمام بالاخرين.
الغريب اني شاهدت هذا الفيلم منذ سنين الا أن الذي جعلني اتذكره هي قضايا النصب المثارة هذه الايام بسبب شركات التسويق الشبكي !!
ففكرة التسويق الشبكي المقصود بها استهداف جيوب الضحايا مع نشر فكر النصب واستهداف عدد أكبر من الضحايا هي نفس فكرة «الفيلم» والتي تعتمد علي التأثير بشكل شجري أو شبكي ولكن مع اساءة استخدام الفكرة.
بمعني أن نفس الفكرة التي قد تستخدمها لتحقيق خير عظيم للناس يمكن أن تستخدمها لتحقيق شر عظيم للناس!
أخيراً.. أرجو ممن شرفني بقراءة المقال أن يتحمس لفكرة اختيار اهداف بشرية بقصد التأثير في حياتهم وتغييرها للافضل…لعل هذا التأثير ينتقل من شخص إلي آخر ثم إلي باقي المجتمع، لعل ذلك أن يكون بمثابة العمل الصالح الجاري ولعله أن يكون في ميزان حسناتنا يوم القيامة.
بقلم: وليد عبد المنعم
الخبير المصرفى








