نوقشت قبل أيام رسالة الدكتوراه المقدمة من الدارس أحمد حسين عبد الجواد بكلية التجارة وإدارة الأعمال- جامعة حلوان واحد العاملين بالبنك الأهلي المصري تحت عنوان «تطوير دور المحاسبة الإدارية في ترشيد قرارات إدارة مخاطر الأعمال : دراسة تطبيقية علي بيئة الأعمال المصرفية»، والتي لاقت استحسان لجنة الحكم والمناقشة والمُشكلة برئاسة الأستاذ الدكتور محمد يوسف أستاذ المحاسبة الإدارية والتكاليف بجامعة القاهرة ورئيس جامعة بني سويف الأسبق ورئيس مجلس إدارة شركة مصر القابضة للتأمين، الأستاذ الدكتور خيري محسب أستاذ المحاسبة الإدارية والتكاليف وعميد كلية التجارة جامعة حلوان سابقاً والمشرف علي الرسالة والأستاذ الدكتور يونس عقل أستاذ المحاسبة الخاصة ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب بكلية التجارة جامعة حلوان.
تضمنت أهداف الدراسة إثراء المجال التطبيقي لإدارة مخاطر الأعمال بمجموعة من الأدوات والآليات الجديدة، وكذا تخفيض حجم الخسائر الناشئة عن قصور أدوات إدارة مخاطر أعمال الائتمان بالمصارف.
وقد أبرزت الرسالة أهمية المخاطر الداخلية لخطوط الاعمال التجارية التي تمارسها المصارف وأهمها نشاط الائتمان والتي تستوجب المعالجة بطريقة مختلفة تساعد علي تحقيق ممارسات الإدارة الرشيدة لمخاطر أعمال الائتمان، وتمثلت المنهجية المستحدثة في Lean Six-Sigma والتي تعد أرقي منهجيات الجودة العالمية التي تهدف إلي تخفيض معدل الأخطاء في العمليات لأقصي درجة بما يعادل 3.4 خطأ في كل مليون فرصة مما يؤدي إلي تحسين جودة قرار إدارة مخاطر الائتمان بمقياس عالي الجودة، فهي تتميز بالاعتماد علي منهج الـ Preventive Actions بدلاً من منهج الـ Corrective Actions في تصميم نظم إدارة المخاطر، بالإضافة إلي الاهتمام برضا العميل Customer Satisfaction والنجاح في تحقيقه من خلال جعله هو المحرك الرئيسي للتحسين والتطوير.
وقد اعتمدت الدراسة في المراحل التنفيذية علي العديد من الأساليب الاحصائية والتحليلية من أجل إثبات قابلية المنهجية الجديدة للتطبيق العملي في الواقع المصرفي، والتي من خلالها استطاعت الدراسة تقديم نموذج للتحسين والتطوير يتضمن مجموعة من الأدوات الجديدة في مراحله المختلفة بما يحقق مساراً أفضل لعلميات صناعة قرار إدارة مخاطر الائتمان ومما يؤدي بالتبعية إلي ترشيد فعلي لقرارات إدارة المخاطر في عناصر الوقت والتكلفة وتخفيض معدل الأخطاء بالإضافة إلي توفير آلية مستدامة لترشيد تلك القرارات.
ورأت الدراسة أن من أهم ثمار تطبيق هذه المنهجية هو تحقيق الاستجابة الفعلية من المصارف لتوصيات وفــاق بازل II وفقاً لما ورد بالدعامة الثانية منه « المراجعة الإشرافية Supervisory Review » من حيث تشجيع المصارف نحو تطوير واستخدام أساليب إدارة مخاطر أفضل لمراقبة مخاطرها وإدارتها، حيث تحتوي المخاطر الائتمانية علي العديد من أحداث المخاطر صعبة القياس ومن ثم فالأفضل لإدارة المخاطر التي يصعب قياسها أن يتم منعها بدلاً من السعي وراء قياسها دون جدوي، والجديد فيما قدمته الدراسة هو أن الأمر ليس مجرد تحديد المخاطر وقياسها للتحوط ضدها في إطار ملاءة رأس المال حتي تتم الإدارة السليمة للخطر بل إن تطوير جودة العمليات الداخلية في صنع قرار إدارة المخاطر بما يحقق خصائص الجودة الحرجة المطلوبة لترشيد القرار والسعي نحو تبني مفهوم القرار الائتماني بأدني مخاطر ممكنة من خلال تطبيق منهجية Six-Sigma التي تقوم علي ثقافة منع التهديدات من الحدوث هو ما يجعل تطبيقها في المؤسسات المصرفية يحقق الإدارة الشاملة للخطر من حيث الأخطار القابلة للقياس والأخطار الصعبة القياس ويمثل تفعيل من المصارف لتوصيات بازل II نحو استحداث أدوات جديدة للتعامل مع المخاطر.








