كل شيء مباح في الحب والحرب .. و بالنسبة لفنزويلا وإيران يبدو أن ذلك ينطبق علي البترول ايضا.
كراكاس، أقرب حليف لطهران، تستفيد بهدوء من أثر العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا علي البترول الإيراني لتلتقط بعض الاسواق التي تخسرها طهران في المنطقة الآسيوية المزدهرة خاصة الصين والهند.
فقد ارتفعت معدلات صادرات فنزويلا من البترول إلي الصين- ثاني أكبر مستهلك للبترول في العالم- والي الهند- رابع اكبر مستهلك للبترول في العالم- بنحو الضعف علي مدار العامين الماضيين ليصل اجمالي صادراتها إلي الدولتين مليون برميل يوميا تقريبا، في حين انخفضت صادرات البترول الإيرانية إلي هاتين الدولتين خلال الفترة ذاتها إلي نحو 500 الف برميل يوميا.
أصبحت فنزويلا هذا العام ثالث أكبر مورد للبترول للصين والهند بعد ان كانت تحتل المركز السابع عام 2011 في حين تراجعت إيران التي كانت تحتل المركز الثالث منذ عامين كأكبر مصدر للبترول لبكين ونيودلهي إلي المركزين السادس والحادي عشر علي التوالي.
وقد أدي فقدان إيران أسواق التصدير في آسيا إلي تراجع انتاجها من البترول إلي ادني مستوياته منذ 25 عاما ما أدي إلي انخفاض حاد في قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار ويذكر أن إيران تعتمد علي عائدات البترول لتغطية ما يقرب من نصف نفقاتها.
قال رافايل راميرز، وزير البترول الفنزويلي إن نمو صادرات البترول إلي آسيا هو نتاج لاستراتيجية تنويع سوق البترول الناجحة بعيدا عن الولايات المتحدة.
وقد تراجعت صادرات فنزويلا البترولية إلي الولايات المتحدة خلال العقد الماضي بنسبة 25% أي بنحو 900 ألف برميل يوميا في المتوسط عام 2012، وقد تسارع معدل تراجع الصادرات إلي الولايات المتحدة هذا العام مع انخفاض المبيعات إلي ادني مستوياتها منذ 25 عاما لتصل إلي 579 الف برميل يوميا في فبراير الماضي.
وقد ذهبت الروابط المتنامية بين فنزويلا والهند والصين إلي ابعد من صادرات البترول حيث رحبت كاراكاس باستثمارات شركات البترول الصينية والهندية في صناعة الهيدروكربونات في الوقت الذي تناضل فيه طهران من اجل الاحتفاظ بالمستثمرين الأجانب حتي من حلفائها مثل بكين جراء العقوبات الغربية.