شهدت صالات البنوك زحاماً يومي الأربعاء والخميس الماضيين نتيجة الاقبال المكثف لسحب أرصدة أو صرف رواتب حكومية.
وفشلت ماكينات الصراف الآلي في تخفيف الضغط عن فروع البنوك نتيجة تعطل الشبكات وخروج عدد منها من الخدمة.
وكشف الاقبال المكثف من السحب من البنوك خلال الأسبوع الماضي عن عدم كفاية الصرافات الآلية المنتشرة في مصر لخدمة العملاء الذين يمكنهم استخدامها وهو ما أسهم في ازدحام البنوك.
وقال علي الدين ابراهيم مدير الفروع بأحد البنوك الاسلامية أن ارتفاع معدلات السحب إلي 50% جاء مخالفا لتوقعات البنوك، لافتا أنه كان من المتوقع أن تصل عمليات السحب إلي 20% فقط وهو ماتسبب في عدم وجود توازن بين عمليتي السحب والايداع.
وأضاف إبراهيم أن هذه المعدلات خلقت عبئاً كبيراً علي البنوك والموظفين الذين استقبلوا العملاء وفوجئوا بعددهم الكبير، بالاضافة إلي كميات الأموال المطلوبة.
وعلل إبراهيم ذلك الإقبال علي السحب بخوف العملاء من حدوث قلاقل تؤدي إلي غلق البنوك علي غرار ما حدث في 2011.
واختفت الفئات الكبيرة من العملة من ماكينات الصراف الآلي، واقتصر المتاح علي فئة الـ20 جنيها فقط.
وقال خالد حسن، مساعد مدير عام قطاع التجزئة المصرفية ببنك الشركة المصرفية أنه من البديهي ارتفاع حركة السحب من البنوك بنهاية الأسبوع الماضي ترقبا لما ستؤول إليه الأوضاع.
وبرر حسن ارتفاع معدلات السحب إلي 50% بسبب خلو كثير من ماكينات الصراف الآلي من الأموال وهو ما أدي إلي تكدس صالات البنوك بالعملاء وازدحامها من أجل السحب.
وأشار حسن إلي أن الظروف الحالية ليست عادية بالرغم من حالة التأهب لدي القطاع المصرفي.
من جانبه قال عمرو طنطاوي مدير عام قطاع التجزئة ببنك مصر – إيران للتنمية أن مؤشرات السحب التي تجاوزت 45% ستحدث ارتباكا في البنوك، لأنها جاءت فوق المتوقع من قبل عملاء البنوك الذين توافدوا علي البنوك يومي الأربعاء والخميس للحصول علي أموال من أرصدتهم البنكية كانوا أفراداً أو مؤسسات وذلك خوفا من اغلاق فروع البنوك تجنبا لحالات السطو عليها.
وأوضح طنطاوي أن هناك إقبالا علي علي السحب لفئات العملات الورقية الكبيرة دون الصغيرة تبعا للحاجة إليها.
وأشار طنطاوي إلي أن معدلات السحب من ماكينات الصراف الآلي خلال الأسبوع الماضي ارتفعت 20% وهي نسبة لاتقارن بمعدلات السحب من البنوك.
وبرر محمد إيهاب، رئيس قطاع العمليات المصرفية بالبنك الأهلي المصري الزحام الذي تكدست به البنوك خلال الأسبوع الماضي بأنه بسبب تسلم مرتبات الموظفين مبكرا علي خلفية قرار وزارة المالية بتعجيل تسلم الرواتب قبل 30 يونيو الذي لا يستطيع أحد التكهن بما ستكون عليه الأمور.
وقال إيهاب إن حركتي السحب والايداع في البنك تسير بخطي متوازية ولا تعكس أي اضطراب موجود علي الساحة السياسية ولم تشهد تحقيق معدلات غير عادية بالتراجع أو الزيادة.








