وقف البعثات التجارية لكندا لحين انتخاب رئيس الجمهورية واستقرار الحكومة
قال معتز رسلان ، رئيس مجلس الأعمال المصري الكندي، إن التطورات السياسية التي أعقبت 30 يونيو الماضي كانت متوقعة، بسبب رغبة الإخوان المسلمين في الهيمنة علي السلطة، مشيراً إلي أنهم كانوا يسيرون البلاد إلي اتجاه غير ديمقراطي وبعيد عن الشفافية.
أشار إلي أن الإخوان تعجلوا في السيطرة علي الحكم، فيما لم يتمكنوا من النهوض بالاقتصاد أو إحكام السيطرة الأمنية في البلاد، بالإضافة إلي سوء إدارة ملف العلاقات الخارجية.
أضاف أن الذكاء كان يقضي بأن تسير جماعة الإخوان في نفس الطريق الذي اتبعه حزب العدالة والتنمية الإسلامي في تركيا، مشيرا إلي أن الحزب في تركيا عمل في بداية توليه السلطة علي إصلاح الاقتصاد وتحسين المستوي المعيشي للمواطنين، إلي أن أصبحت لديهم شعبية سمحت لهم بالحصول علي الأغلبية في الانتخابات ومن ثم طرح أفكارهم السياسية، وهو الأمر الذي لم تقم به جماعة الإخوان في مصر.
قال رسلان إن حالة الغضب الشعبي التي شهدتها البلاد مؤخراً بجميع ربوع مصر، جاءت نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ، وتسببت في حالة من الخوف للكثير من المستثمرين سواء الخليجيين أو الأوروبيين، مضيفاً أن أي مستثمر يهمه في المقام الأول الاستقرار.
وأشار الي أن أي مستثمر لا يمكنه إقناع شركائه في الخارج بالقدوم إلي مصر التي تفتقد الأمن وتعاني حالة من عدم الاطمئنان.
وقال رسلان ساخراً، إن المستثمرين كانوا يلجأون إلي الكذب أحيانا لتجميل الصورة، خاصة فيما يتعلق بما أثير عن اضطهاد الأقباط، حيث كان يصطحب بعض رجال الأعمال المسيحين في الجولات والبعثات الاقتصادية، مشيرا إلي أنه في عهد مرسي لم يترك النظام أي مساحة لتجميل الصورة وأن كل شيء كان واضحاً للجميع ولا يمكن إنكاره.
و أبدي رسلان سعادته بما جري في 30 يونيو، مشيراً إلي أن العديد من المستثمرين كثيراً ما أبدوا رغبتهم في ضخ أموالهم في مشروعات بمصر، إلا أن حالة الاضطراب وعدم الاستقرار حالت دون ذلك، قائلاً إن الكثير كانوا يعتقدون أن “الإخوان هيودوا البلاد في داهية”.
و قال إن الدول التي لديها مصالح مع الإخوان مثل أمريكا وتركيا، فقط التي لم ترحب بـ30 يونيو، مؤكداً أن جميع رجال الأعمال بتلك الدول أجمعوا علي أن ما جري فيه خير لمصر ولصالح الاستثمار والاقتصاد، متوقعاً أن تشهد البلاد تحسناً اقتصادياً خلال الشهور المقبلة.
وأضاف أن حجم الاستثمارات الكندية بمصر بلغ العام الماضي 9 مليارات دولار من خلال 400 شركة تعمل في قطاعات البتروكيماويات والتعدين والتصنيع الزراعي.
واشار إلي أن حجم صادرات مصر لكندا تضاعف خلال العام الماضي لتسجل 455 مليون دولار.
وأوضح انه لن تتجه بعثات تجارية لكندا في الوقت الحالي إلا في ظل رئيس جمهورية منتخب لضمان وجود وزارة مستقرة تلتزم باتفاقاتها، مشيرا إلي أن الاستثمارات الكندية كان حظها سيئاً مؤخرا مثل الاعتراضات والاحتجاجات علي مصنعي اجريوم وميثانكس للبتروكيماويات بميناء دمياط تخوفاً من الإضرار بالصحة علي الرغم من التزامهم بجميع الشروط البيئية والتي كانت تؤدي الي توقف العمل احيانا بالمصنعين اللذين يعدان من اكبر الشركات في العالم، وهنا يأتي دور الدولة في تقنين الاوضاع والاتفاق مع الاهالي وتوعيتهم قبل التعاقد مع المستثمرين حتي لا يتأثر إنتاجه ويترك انطباعاً سيئاً أو يفقد الثقة في الاستثمار بمصر.
أشار إلي أن الاجتماعات الداخلية مع أعضاء المجلس مستمرة، وأن هناك اتجاهاً لعقد اجتماع نهاية الشهر الحالي لمناقشة النواحي الاقتصادية والأوضاع الحالية.
وقال رسلان إنه في اطار الحرص علي جذب جميع الاستثمارات الممكنة وبعد تلقينا دعوات من بعض الدول لإنشاء مجالس مشتركة معهم تم تأسيس المجلس المصري للتنمية المستدامة والذي يهدف الي تنمية العلاقات بين مصر وتلك الدول مثل جورجيا، وأوكرانيا، ودومينيكان، إضافة إلي الترويج لأكبر عدد من دول العالم لتوضيح الاوضاع الحالية وما هي مجالات الاستثمار المتاحة بمصر.
وفي سياق آخر، رحب بصندوق دعم مصر واعتبره فكرة ممتازة تساهم في النهوض بالاقتصاد، مؤكدا ان رسلان جروب ستساهم فيه بإذن الله.
وعن اختيار الدكتور حازم الببلاوي لرئاسة الحكومة، أشار رسلان إلي أنه يعرفه عن قرب فهو رجل عظيم ومخلص لأي عمل يؤديه ويمتلك كفاءة عالية، متمنيا له التوفيق وان يجد بجواره المساعدين ذوي الكفاءة العالية وألا تشهد تلك الحكومة مثل السابقة تهرب العديد من تولي مسئوليتها.
وقال انه لو عرض عليه تولي حقيبة وزارية سيرفض، رغم أنه لا يعترض أن يكون من بين تشكيل الحكومة رجال أعمال، مشيراً إلي انطباع الشارع المصري السيئ عن الحكومة التي يكون من بين أعضائها رجال أعمال.
وأوضح أن من أولويات الحكومة الحالية العمل علي ضمان المصالحة الوطنية لتحقيق الاستقرار علي أرض الواقع ما يسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات والنهوض بالاقتصاد في فترة وجيزة.
وأضاف أن العلاقات بدول الخليج شهدت حالة من الخمول مع مصر في ظل حكم الإخوان وبدأت في التحسن فور إقالة مرسي.
من جهة أخري، قال رسلان، إن “رسلان جروب” تعتزم إقامة مجمع تجاري ترفيهي شامل بتكلفة 350 مليون جنيه علي مساحة 10 أفدنة بالتجمع الخامس، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع خلال عامين أو ثلاثة أعوام.
و أوضح أن مجموعته بدأت في انشاء فندق بالغردقة علي مساحة 10 آلاف متر بحجم استثمارات 200 مليون جنيه، ومن المتوقع الانتهاء منه خلال سنتين، موضحا ان القائم عليه شركة سبكترا التابعة لرسلان العقارية.
أشار إلي أن “رسلان الجوية” هي أول شركة طيران اقليمية خاصة بمصر، أوقفت نشاطها لتوقف حركة السياحة، مشيراً إلي أنه من الممكن ممارسة نشاطها مرة أخري مع انتهاء حالة الركود التي يشهدها القطاع السياحي حاليا.








