السيناريو الأفضل أن يؤسس هذا الاتجاه نموذجا للتعامل مع بطالة الشباب
عندما قررت فايدا طاهر مطلع عام 2011 إطلاق موقع يعرض فيديوهات لوصفات الطعام، استخفت بها عائلتها ليس فقط لأن مهارتها في الطبخ متوسطة بل لأنها ليس لديها خبرة في مجال الأعمال، والآن تعرض شركتها «الزيتونة» 600 فيديو ويتداول علي اليوتيوب ومواقع أخري.
وجذبت شركتها التي وظفت عشرة أفراد حتي الآن تمويلا من قناة فضائية في مايو الماضي وسوف تبث أشرطة فيديو لها، و من المنتظر أن تداول العديد من شركات الاتصالات في المنطقة هذه الفيديوهات.
تعد فايدا واحدة من عدة مئات من رواد الأعمال الذين أسسوا شركات علي الانترنت في الأردن في السنوات الأخيرة، مما جعل الدولة مركزا رائدا في الشرق الأوسط لهذه الشركات، ومع ذلك فإن هذه الشركات انتشرت في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني حاليا من صراعات وخلافات سياسية.
وبدأ عدد من هذه الشركات التكنولوجية الصغيرة في التضاعف سواء في بيروت أو القاهرة أو دبي أو الرياض وحتي في غزة، وصنعوا ربيعا خاصا بهم، خاصة أن البيروقراطية والخوف من الفشل لا يعيقان رواد الأعمال الحاليين، ومع ذلك معظم هذه الشركات قد لا تحقق النجاح، لكن الناجحين منهم ينتظرهم مستقبل واعد.
وبالرغم من أن العالم العربي يأتي بعد مناطق أخري في استخدام الانترنت، فإنه يلحق بهم بسرعة كبيرة مع انتشار استخدام الهواتف الذكية والتجارة الإلكترونية، وتعطيه الحواجز الثقافية واللغوية بعض الحماية ضد شركات الانترنت الأجنبية العملاقة.
قال كريستوفر شرودر، مستثمر أمريكي في كتاب سينشر له الشهر المقبل عن موجة ريادة الاعمال التكنولوجية في منطقة الشرق الأوسط بعنوان «ظهور الشركات الصغيرة»، إن شركات الانترنت مازالت صغيرة بالمقارنة بسيليكون فاللي أو حتي إسرائيل، ولكن لا يمكن تجاهل الجيل الجديد الناشئ من رواد الأعمال.
ويذكر تقرير لمجلة «الاكونوميست» الأمريكية أنه في أسوأ الأحوال سيكون هذا الاتجاه مجرد فقاعة انترنت محلية ستترك الكثيرين محبطين، أما أفضل السيناريوهات هو أن يؤسس هذا الاتجاه نموذجا يوضح كيفية تعامل المنطقة مع واحدة من أكبر مشكلاتها وهي البطالة بين الشباب، وتوضح بعض التقديرات أن أكثر من ربع سكان المنطقة بين سن 15 و24 ليس لديهم عمل.
وبالرغم من انتشار هذه الشركات عبر المنطقة، فإنها أكثرها تطورا في الأردن التي ليس لديها إيرادات بترولية ولكن لديها نظام تعليم جيد كما أنها تدعم خريجيها، وتم تأسيس أول شركات تكنولوجية في الأردن عام 1970، والآن تتراوح الشركات من أمثال شركة « بالما» للاستشارات، التي تساعد الشركات علي تطبيق البرامج، إلي شركة «أسباير» التي تقوم بصيانة أنظمة الكمبيوتر.
وقال حبيب حداد، المدير التنفيذي لشركة «ومضة» الالكترونية، إن تأسيس شركة علي الانترنت الآن أصبح في الأردن وغيرها سهل ورخيص، ولكن الصعوبة الحقيقية تكمن في تحويله إلي عمل تجاري حقيقي.
وتضطر العديد من الشركات الإلكترونية إلي الإغلاق نتيجة نقص التمويل، وحتي إذا استطاعت شركة ما توفير مئات الآلاف القليلة المطلوبة للتوسع فإن عليها التعامل مع العقبات التالية، وهي تقسم المنطقة، فكل دولة لها ثقافتها وقوانينها، علاوة علي أن شركات التجارة الإلكترونية عليها التعامل أيضا مع التعريفات الجمركية المرتفعة، والبطء الناتج عن البيروقراطية، بالإضافة إلي البنية التحتية السيئة، فبعض البضائع لا يمكن نقلها بالقطار او اللوري ولكن يجب أن تنقل بالطائرة.
ويتوقف مستقبل هذه الشركات علي الخطوات التي تتخذها الحكومات لتشجيع ريادة الأعمال، وتعد الأردن مثالا حيث انها خفضت علي الروتين إلي حد كبير وحسنت جودة التعليم وخلقت منافسة بين شركات الاتصالات.
وتسهيل الحياة علي الشركات التكنولوجية لن يكون كافيا لانتزاع الشباب من الشوارع، لأن الكثير منهم ليس لديه المهارات للعمل في مثل هذه الشركات، وان هذه الشركات لن تخلق وظائف عمل كافية لاستيعاب المدخلات الجديدة في سوق العمل، ولكنها تقدم مثالا للقطاعات الأخري أيضا لتصبح اكثر نشاطا.
وقالت راندا أيوبي، مؤسسة موقع روبيكون، إنه لم يعد أمام الشباب خيار سوي خلق وظائفهم بأنفسهم.








