ثمة جهود تبذل، لمجابهة الأزمة الراهنة التى يعانى منها القطاع السياحى باعتبار أن السياحة منظومة تعمل فى إطار الكيان السياسى والاقتصادى للمجتمع ولا تستطيع أن تغرد بمفردها.
فالسياحة التى تعرضت لأزمة عنيفة فى أعقاب ثورة يناير المجيدة منذ قرابة الثلاث سنوات مازالت تترنح فى مراحل التحول الديمقراطى وما شابه من بعض صور الانفلات الأمنى التى أثرت بالسلب على السياحة فى ظل إعلام يؤجج نيران الفتنة ويزكيها، وفى إطار حملات موجهة من الاعلام الغربى لعكس صورة غير حقيقة عن الاوضاع فى مصر.
من هنا كانت الحاجة الماسة لوزير تكنوقراط يمتلك رؤية حقيقية لإدارة الموقف المتأزم لقطاع السياحة الأكثر حساسية للمتغيرات السياسية فتم تكليف هشام زعزوع فى حكومتين متتاليتين، حكومة د هشام قنديل، وحكومة د حازم الببلاوى.
انتهج زعزوع أسلوب مهنى تكتيكى فى إدارة الأزمة ولم ينفرد بصنع القرارات بل كرس مبدأ المشاركة فى صنع القرارات مع قيادات وزارة السياحة وهيئاتها أو مع القطاع السياحى الخاص متمثلا فى الاتحاد المصرى للغرف السياحية.
أولى الوزير كثيراً من الاهتمام لأنماط سياحية جديدة غير تقليدية كالسياحة الرياضية والسياحة النيلية والسياحة الخضراء بجانب التركيز على سياحة الشواطئ والسياحة الثقافية.
وجاهد كثيرا فى ضرورة إعادة السياحة الثقافية إلى الاقصر وأسوان فى ضوء الانخفاض فى عدد السائحين وانخفاض نسبة الاشغال وما كان لذلك من تأثير سيء على العاملين بهذا القطاع.
وعمل على تقديم الدعم اللازم لمصر للطيران من أجل تخفيض أسعار تذاكر الطيران إلى الاقصر وأسوان وحثه أصحاب رؤوس الأموال والشركات السياحية على ضرورة التركيز على السياحة الداخلية باعتبارها صمام أمان للمنتج السياحى خاصة فى ظل الأوضاع التى تمر بها البلاد.
وعمل وزير السياحة على تغيير سياسيات التسويق القائمة فاتجه إلى تعظيم الاستفادة من التركيز على دور العلاقات العامة بلقاءات مكثفة جمعته بكبار منظمى الرحلات وسفراء الكثير من الدول المصدرة للسياحة والكثيرمن الكتاب السياحيين.
وألغى الحملات الاعلانية التى رأى عدم جديتها فى التنشيط السياحى فى ظل الأوضاع الحالية وما يبثه الاعلام الخارجى من صورة مبالغ فيها عن مصر مع تركيزه على دور العلاقات العامة باعتبارها أفضل فى وقت الأزمات.
فهناك جهود حثيثة يقوم بها زعزوع لتشجيع السياحة البينية مع الدول العربية كالمغرب والكويت والأمارات والسعودية.
لم تتوقف آليات مجابهة الأزمة الراهنة عند ذلك بل كانت توجيهاته إلى تعظيم الاستفادة من أجندة عمل الوزارات الأخرى كوزارات الثقافة، الشباب، الرياضة، التى تتضمن احداث يمكن الاستفادة منها للترويج السياحى.
والواقع يؤكد أن الأمر مازال معقوداً على مزيد من الاستقرار السياسى والأمنى بعد مراحل التحول الديمقراطى لاستعادة السياحة لمعدلاتها الطبيعية فتلك الجهود المبذولة لو أطلقت فى ظروف مواتية لجنيت السياحة لنا ذهباً.
بقلم: أيمن سعد
عضو المكتب الفنى لوزير السياحة








