على مدار اربع ساعات متواصلة من النقاش نجحت جمعية “اتصال” في تقريب وجهات النظر بين الشركات الصغيرة والمتوسطة من جانب، والشركات وصناديق الاستثمار والتمويل من جانب اخر في اطار البرنامج التأهيلي الذي اطلقته ” اتصال ” للشركات للمساعدة في جذب مستثمرين اجانب.
وقد شارك في البرنامج 80 شركة محلية ، حيث اكدت الشركات صاحبة التمويل على ضرورة أن تكون الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة على درجة كبيرة من الوعي بالسوق الذي تعمل به مع الاهتمام بالكوادر البشرية الموجودة لديها و بناء جسور من الثقة بينها وبين الشركات الممولة.
فيما أكدت الشركات المستثمره أنها في الغالب ما تحصل على حصة مابين ( 25-30% ) من الشركات الراغبة في دخول مستثمر مباشر لديها ، حيث شارك في هذا اللقاء وليد بكر مدير شركة أبراج كابيتال ، زياد مختار الشريك المؤسس بشركة Ideavelopers ، وهاني السنباطي المدير المؤسس في شركة سواري.
وقد قال هاني السنباطي المدير المؤسس في شركة سواري ان صناديق الاستثمار والممولين مثل سواري التى تستثمر في الشركات الصغيرة والمتوسطة خاصة الشركات الناشئة دائما ما تعمل على نقل خبراتها الى هذه الشركات لفترة معنية تكون مدروسة بدقة ووفقا لجدول زمني معين تتخارج فيه من الشركة التى قامت بتمويلها، مؤكدا ان معدلات التمويل في هذه الحالة تتراوح مابين 3-10 ملايين جنيه على ان تكون الشركة صاحبة التمويل ممثلة في مجلس ادارة الشركة المصرية .
اضاف ان صناديق الاستثمار او الشركة الممولة عادة ما تضع معدل زمني يتراوح مابين 5-7 سنوات حتى تتخارج من الشركات التى تقوم بتمويلها عن طريق بيع حصتها للشركة نفسها او لمستثمر جديد لان هذه الشركات يكون هدفها الاستثمار على المدى القصير وليس الطويل.
واشار ان العنصر البشري يعد المعيار الاول لدى المستثمر الاجنبي الذي يبحث فيه لدى الشركات الراغبة في دخول مستثمر جديد لديها يليه حجم السوق ونسب نموه حتى يتمكنوا من مضاعفه الاموال التى قاموا بدفعها في هذه الشركات الصغيرة.
وقال زياد مختار الشريك المؤسس بشركة Ideavelopers ان تمويل صناديق الاستثمار عادة ما يبحث عن الافكار الجديدة في الشركات وليس افكار تقليدية ويبحث حول تقليل خسائر الشركات الراغبة في التمويل ، مؤكدا ان الشركات التى تبحث عن فرص تمويلية جديدة عادة ما ترفض الكشف عن افكارها امام المستثمر الجديد بحجه خوفها من القرصنة على فكرتها .
وشدد على ان الشركات التى تمول هذه المشاريع تخاف على سمعتها في الاسواق التى تعمل بها كما انها ليس لديها الوقت في تنفيذ هذه الافكار .
ويؤكد وليد بكر مدير ابراج كابيتال ان طريقة عمل ابراج مختلفة بعض الشيء حيث انها لا تبحث عن الشركات الناشئة لكنها تبحث عن الشركات المتوسطة و الكبرى الراغبة في زيادة اعمالها ، مؤكدا ان المشكلة الرئيسية التى تواجه الشركات المحلية تتمثل في ضعف مصادر التمويل وعدم توفر السيولة اللازمة .
وشدد على ضرورة بناء الثقة بين الشركات التى تبحث عن مصادر تمويل والمستثمر الجديد مع ضرورة العمل على وضع خطة جيدة للنمو بحيث تحقق هذه الشركات نسب نمو مرتفعه وتحصل على مكانة مرموقه في الاسواق وتتوسع في اعمالها ومن هنا تأتي الخطوة التالية في بيع حصة المستثمر و تحقيق العائد على الاستثمار المرجو .
وتقول المهندسة هبه مجدي مديرة المشروع بجمعية اتصال إن هذا المشروع يُعد من المشاريع الهامة التي تركز عليها جمعية اتصال خلال عام 2014 ، مشيرة إلى أن مدة البرنامج التأهيلي هي ثلاثة أشهر و تحصل عليه الشركات الراغبة في ذلك بدءاً من منتصف مارس المقبل بحيث تكون الشركات المصرية بعده قادرة على عرض أنشطتها أمام صناديق الاستثمار و المستثمرين الأجانب .
وأضافت أنه في ظل احتياج الشركات المصرية في التوسع في الاسواق اقليميا و عالميا و كذلك احتياج بعض الشركات لتمويل منتجات تحقق تنافسية عالمية فإن اتصال تسعى إلى الخروج من أزمة التمويل الحالية من خلال البحث عن فرص استثمارية جديدة للشركات الأعضاء فيها بدايةً من البدء في تطوير خطة العمل بأسس سليمة و الترويج لنفسها وأنشطتها ووصولاً إلى لقاء صناديق الاستثمار و المستثمرين الأجانب انتهاء بنجاح عملية التمويل .
من جانب اخر استعرض كل من الدكتور خالد اسماعيل من قطاع المحمول بشركة انتل، و احمد قابيل من شركة OMS تجاربهم الناجحة في هذا الصدد.
وأكد المهندس حسام الجمل, نائب رئيس مجلس ادارة اتصال ان الهدف من البرنامج هو تحقيق نقلة نوعية لشركات الصناعة من خلال توفير عناصر البيئة الاقتصادية الناجحة و اهمها مؤسسات التمويل و استشاري التطوير و خبراء الصناعة بما يحقق تكامل للطاقات و الخبرات و طفرة في اداء شركات الصناعة لتتضاعف انتاجيتهم عدة مرات و تتوفر من خلالهم فرص عمالة مميزة جديدة و تتحقق صادرات اقليمية و عالمية بقيمة مضافة عالية.