المنافسة تحتم تحول المصرية للاتصالات للمحمول والبرودباند الجوال بديل تجارى جيد للأرضى
نشارك المشغلين الأربعة الأساسيين فى تطوير الصناعة
الخدمات الصوتية مجانية فى المستقبل والمشغلين سيعتمدون على البيانات
يتفاءل أندش ليندبلاد، رئيس إريكسون الشرق الأوسط، بمستقبل تكنولوجيا الاتصالات فى المنطقة، وأن تشهد مصر تطورات كبيرة مع وجود مبادرات للحكومة تسمح للمشغلين بالاستثمار.. ويعزى تأجيل خطوات كثيرة فى السوق خلال الـ 3 سنوات الماضية إلى صعوبة الأوقات التى مرت بها البلاد.
والتقت «البورصة» أندش ليندبلاد على هامش قمة صناعة الموبايل فى مدينة برشلونة الذى عقد مؤخراً وشاركت فيه إريكسون بقوة عكست تطبيقات المجتمع الشبكى وتكنولوجيا الجيل الخامس.
وتوقع أن تستفيد مصر من العمل على المزيد من انتشار الإنترنت فى البلاد بشكل أسرع، مشيراً إلى أن من ينجح فى سوق مشغلى الهاتف المحمول هو من يجرؤ على القفز فى الماء.
وعن وضع الشرق الأوسط بالمقارنة بالوضع العالمى من حيث تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خاصة أن اريكسون طرحت تكنولوجيا الجيل الخامس عالمياً بينما لا يزال يستخدم الشرق الأوسط الجيل الثالث، أشار إلى أن الخطوة الأساسية للوصول إلى تحقيق وتنفيذ فكرة المجتمع الشبكى هى أن الناس فى حاجة لأن يحصلوا فى البداية على قسط واف من التعليم مع توافر خدمات الاتصالات، وأن يحصل المستخدم على كليهما سوياً، فمثلاً إذا حصل على الإنترنت يمكن أن يتعلم من خلاله وإن حصل على التعليم يستطيع ممارسة الإنترنت.
وتطمح إريكسون أن تطبق هذه الاستراتيجية بشكل موسع فى الشرق وبالتأكيد فى مصر، ولكن علينا اتباع خطوات مهمة فى البداية مثل الاهتمام بالبنية التحتية الأساسية والتى لا تزال تعانى فقراً ملموساً فى المرافق الحياتية، فمثلاً فى العديد من دول الشرق الأوسط نجد أن هناك آلاف القرى الفقيرة تعانى من نقص الكهرباء والمياه النظيفة وغيرهما من الاحتياجات الأساسية، إضافة لمتطلبات أشد حاجة للحياة عن احتياجاتهم لخدمات البرودباند وهذا يعتبر من الأسباب الرئيسية لتأخر الاستثمار فى خدمات الاتصالات فى بعض المناطق فى المنطقة.
والشىء الإيجابى هو أن تكلفة نشر خدمات البرودباند المحمول تتراجع يوماً بعد آخر وما نراه عملياً أن هناك انخفاضاً يحدث باستمرار فى تكلفة إنتاج الهواتف الذكية وبشكل واضح وصول عدد مشتركى سوق المحمول لـ 100 مليون يؤثر ذلك بالإيجاب على هذه الصناعة فى مصر.
وأشار إلي أن تكاليف التكنولوجيا تتناقص بسرعة كبيرة، ومن هذا المنظور سيضيق فجوة توافر خدمات الاتصالات بين الدول بما فيها مصر، وحتى إذا كانت خدمات الجيل الثالث متوفرة بشكل جيد فى مصر لكن فى المجمل لا تزال خدمات البرودباند للمحمول فى حاجة للتطوير، وتعتبر المملكة العربية السعودية، إحدى الدول التى خلقت بيئة تنافسية وفتحت أسواقاً كبيرة لتوفير خدمات البرودباند على نطاق واسع، أما فى حالات أخرى نجد بلدان متأخرة فى ذلك المجال، لأنها لا تملك البيئة الجاهزة والمنظمة لإطلاق خدمات البرودباند بشكل واسع.
وتوقع أن العام الحالى سيشهد توجه الدول الثلاث «باكستان والعراق وإيران» نحو توفير خدمات الجيل الثالث على الأقل، ودول الخليج والمملكة العربية السعودية بشكل خاص تمتلك أعلى نسبة فى استخدام خدمات الفيديو للمستخدم الواحد، فحركة خدمات تداول البيانات فى المملكة العربية السعودية عالية جداً.
فبشكل عام إنها منطقة متنوعة وتتميز بتحديات مختلفة، ولكن عموماً أود أن أقول إنه لا تزال هناك فرص متعددة لتطوير قطاع الاتصالات والمعلوماتية فى المنطقة والمحلوظ هو وجود طلب متزايد على خدمات الاتصالات.
وحول الزيارة الأخيرة للرئيس التنفيذى لإريكسون العالمية لمصر، والاجتماع مع كبار المشغلين الرئيسيين «فودافون واتصالات وموبينيل»، قال أندش ليندبلد إنه خلال الـ 25 سنة الماضية من تطور صناعة المحمول، سنرى أنه فى البدايات الأولى كان هناك العديد من الموردين فى ذاك الوقت الذين كانوا ينتجون معدات «GSM» وكان وقتها لدينا القدرة أن نقرر تقريباً من المشغل الذى نود العمل معه وهو ما مكنا من الذهاب إلي أحد المستثمرين فى بلد ما وننشأ معاً مشاريع لإنتاج خدمات المحمول وهذه الفترة استمرت لمدة 10 سنوات ثم دخلنا المرحلة الثانية، حيث كان المشغلون شديدو الطلب كانوا يضغطون علينا كشركات عالمية من الخارج تقديم خدمات البنية التحتية، وهذه كانت سمعة العلاقة بين المورد والمشغل، أما المرحلة الثالثة التى نعيشها الآن، فيمكننا أن نرى أن المشغلين قد وضعوا ثقتهم بنا كشريك دائم، حيث أثمرت علاقتنا مع مرور السنين فى بناء قطاع الاتصالات وتخطى سوياً جميع التحديات.
ومن أبرز التحديات هو التحول الكبير الذى تشهده صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وفورة شركات الإنترنت ومن شركات الهواتف حول بيئة الأعمال التجارية كلها، وهذا هو ما نناقشه مع المشغلين الآن حول هذه الصناعة. والقضية هى عن بقاء الشراكة الوثيقة بين المشغلين والموردين معاً، ونحن بحاجة إلى إيجاد سبل لتطوير طريقتنا فى العمل سوياً، بحيث تعود بالنفع على المستهلكين لأنهم هم الذين يصنعون الفرق فى النهاية.
أوضح أن حافظة الخدمات تحولت لمشتركين من الصوت والرسائل القصيرة إلى الخدمات، ويمكن القول إن الخدمات تقدم مجالات جديدة لجميع المشغلين، ولكى نكون قادرين على بناء منظومة عمل ناجحة من هذا التحول فنحن بحاجة للعمل معاً، وبحاجة إلى التفكير فى مستقبل البيانات التى ستتصدر الخدمات الصوتية العادية لنصل لمرحلة تصبح فيها الخدمات الصوتية مجانية وخدمات البيانات هى التى يعتمد عليها المشغلون.
والسؤال، كيف يمكننا أن نساعد المشغلين للتأكد من أن المشتركين على استعداد لدفع ثمن خدمات البيانات مثل بعض الخدمات المنزلية المتصلة، أو على سبيل المثال دفع اشتراك استخدام الفيس بوك لمدة ساعة، أو وسائل التواصل الاجتماعية لمدة أسبوع، يمكن أن نتخيل العديد من نماذج الأعمال المختلفة، عندما يحدث هذا التحول نحتاج إلى تحويل ليس فقط الشبكة، ولكن نحتاج إلى تحويل منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ككل، مما يعنى أننا نحتاج إلى تطوير كيفية الشحن والفوترة الخاصة بالمشتركين وتطوير كيفية إدارة خدمة العملاء الخاصة بالمشغلين، وكيفية إدارة محفظة العملاء وكيفية الوصول إلى خدمات أكثر مرونة.
وهو ما يعنى بطبيعة الحال تطوير المؤسسة بالكامل، وهذا هو نوع من المناقشات التى أجريناها مع المشغلين وهى كيف نطور هذه الصناعة بأكملها.
وعن تأثير الخلاف بين المشغلين على تطورات السوق، أشار إلى أن جهاز تنظيم الاتصالات فى النهاية هو حماية المستهلكين، بحيث يحصل المستهلك على أفضل خدمة ممكنة من شركات الاتصالات، وهذا يتحقق من خلال المنافسة بين الشركات وهذا ما يحدث بين شركات الاتصالات فى مصر.
مسئولية جهاز تنظيم الاتصالات ليست سهلة، فمن جهة لديه مسئولية بمراقبة رسوم الاتصال وإيجاد التنافسية لتخفيض رسوم الاتصال على المشغلين، ومن جهة أخرى التأكد من أن المستهلكين فى مصر يستفيدون من جميع الخدمات المقدمة لهم إلى أقصى حد ممكن.
وفى الوقت نفسه، فالجهاز يسعى دائماً للتوازن بحيث يحتاج أيضاً للتأكد من أنه لا يضغط كثيراً على المشغلين، لأننا عندئذ فى النهاية سوف ينتهى بنا الأمر كما هو الحال فى أوروبا مثلاً حيث يوجد ضغط كبير على المشغلين بدرجة تجعلهم أحياناً غير قادرين على استكمال استثماراتهم.
الدراسات تؤكد أن انتشار الإنترنت بشكل أكثر يتيح الفرصة للحصول على ميجابايت أكثر فى السرعة، وهذا أفضل لأنه يؤثر إيجاباً على الناتج المحلى الإجمالى الخاص بالبلاد، وذلك طبيعة الحال يتطلب الكثير من المسئولية من أى شخص فى الوظائف العامة، أو يعمل فى أى جهة تنظيمية لاتخاذ موقف، ولكن علينا التأكد من أن نقوم بإنشاء البيئة المناسبة بحيث يميل المشغلون إلى الاستثمار أيضاً للحصول على فوائد من البلاد وهذا هو الجزء الصعب.
أما بالنسبة للعلاقة بين المصرية للاتصالات ومشغلى شبكات الهاتف المحمول، فإن المصرية للاتصالات شركة لخدمات الهواتف الثابتة بين ثلاث شركات لخدمات المحمول، فنحن نرى المصرية للاتصالات هى واحدة من أكبر الشركات فى مصر حيث توظف عدد كبير من الشباب المصرى الواعد وهى الآن بصدد التحول لتقديم خدمات الهاتف المحمول ونرى أن هذا التحول طبيعى فى ظل التحول السريع الذى يشهده القطاع، ففى هذه الأيام يصبح البرودباند المحمول بديلاً صالحاً جداً عن الهاتف الأرضى، لا أحد الآن أو ربما عدد قليل جداً من الناس مهتمون بالهاتف الأرضى، ولكن بالطبع الناس يبحثون عن الإنترنت، ولكن بعد ذلك يمكن أن نحصل على البرودباند المحمول كبديل، فهذا هو التطور الذى نراه لمستقبل المصرية للاتصالات بحيث يمكن أن تستمر فى أن تكون عموداً فى الحياة الاجتماعية المصرية، وفى نفس الوقت تكون قادرة على تقديم خدمة مجدية تجارياً.
وحول فرص المصرية للاتصالات فى سوق المحمول، قال أندش ليندبلد إن المنافسة أمر مهم للغاية، وظروف الأسواق هى التى تحدد عدد المنافسين الذين يمكن لهم البقاء فى السوق، فقد واجه مشغلو شبكات الهاتف المحمول العديد من التحديات الهائلة فى ظل الأوضاع الصعبة التى تعيشها مصر الآن خلال العامين أو الثلاثة أعوام الأخيرة وفى ظل التضخم المالى الذى تعيشه البلاد مما ساهم فى تأخر الاستثمارات.
وإذا كنت تريد أن ترى كيف تم نجاح مشغلى شبكات الهاتف المحمول بالمقارنة مع مشغلى شبكات الهاتف المحمول الأخرى فى السوق، عليك البحث فى خلفية هذه المرحلة وأعتقد أنه ربما يكون من الصعب جداً أن ننظر إلى رحلة لمشغل ثابت، فيمكنك دراسة تطور الاتصالات الإيطالية أو البريطانية للاتصالات أو اتصالات الهولندية، وبالتالى فهى تحتاج إلى وضعها فى سياق الوضع السياسى وهذا يجعلها معقدة للغاية ولكن من ناحية أخرى ننظر إلى مشغلى شبكات الهاتف المحمول التى هى نموذج ناجح فى مجال الإنترنت والتى قدمت شيئاً مختلفاً، هناك بعض الدراسات المثيرة للاهتمام فى هذا الشأن، ولقد قمنا بدراسة نحو 150 شركة للاتصالات على مستوى العالم وحاولنا العثور على أنجح الشركات منها، ووجدنا 6 من مشغلى شبكات الهاتف المحمول ومن ثم حاولنا أن ننظر لمقارنتها مع أقرانهم فى كل سوق وبحثنا فى عوامل نجاحها من خلال التفوق فى المنافسة سواء على مستوى النمو حيث تمكنوا من تنمية إيراداتهم بحيث يصبح لديهم نمواً أفضل على الدخل التشغيلى لتشغيل الهاتف المحمول والجانب التسويقى أيضاً الجانب الفنى أو إلى دفع طريقة معالجة السوق واحتياجات المستهلك بطريقة مختلفة فى نفس الوقت علينا التأكد من أن الشبكة متفوقة وقادرة على المنافسة الحقيقية حتى نستثمر المزيد.








