«المعمارى» تعتمد نظاماً إنشائياً باستخدام الحديد الخفيف من «بحوث الإسكان»

النظام أقل وزناً بنسبة 90% من المبانى التقليدية ويوفر %70 من وقت التنفيذ

600 مليون جنيه أعمالاً مستهدفة العام الأول.. والنظام يوفر %40 من الطاقة

نسعى للقاء مسئولى شركة أرابتك القابضة للمشاركة فى مشروع المليون وحدة

التواصل مع شركات «إعمار» و«سوديك» و«أوراسكوم» لتنفيذ وحدات ضمن مشروعاتها بمصر
اعتمدت شركة المعمارى للمقاولات نظاماً إنشائياً باستخدام الحديد الخفيف يوفر %40 من الطاقة من مركز بحوث الإسكان والبناء، وتدرس الشركة البدء فى العمل بالنظام الجديد بعد تنفيذ مصنع فى محافظة السويس بشراكة إماراتية لإنتاج الخامات، وتستهدف أعمالاً بقيمة 600 مليون جنيه خلال العام الأول.
قال المهندس محمد عبادى، نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة المعمارى للمقاولات لـ «البورصة»، إن شركته اعتمدت نظاماً إنشائياً بالتقنية الكندية من مركز بحوث الإسكان والبناء وأصدرت كوداً خاصاً بالنظام ضمن المنشآت المعدنية، بعد أن أجرى المركز جميع الاختبارات على النظام، إضافة إلى زيارة وفد من أساتذة المركز مصنع الإمارات.
أوضح أن شركته أبرمت قبل عام عقد وكالة حصرية مع شركة جينيسيس لمنازل الهياكل الحديدية لتنفيذ مبانٍ بنظام إنشائى حديث فى مصر والسودان، تستخدم فيه قطاعات الحديد الخفيف التى تنتج فى مصنع خاص، على أن تنقل إلى مواقع الإنشاء وبعد تركيبها تغلف بخامات وعوازل محلية تضم الصوف الصخرى والألواح المصنعة من المغنسيوم وغيرها.

أوضح أن النظام الإنشائى باستخدام ألواح الفولاذ الخفيف يوفر %70 من الوقت الذى يستخدم فى الإنشاء حال استخدام الأنظمة التقليدية، حيث تبدأ مراحل العمل بتصميم المبنى وترسل القطاعات إلى المصنع الذى يتولى تشكيلها إلكترونيا، وثم تركب فى مواقع الإنشاء بعد وضع أساسات خفيفة تتناسب مع إرتفاع المبنى، ويمكن تنفيذ ارتفاعات حتى 8 ادوار ومسافات بين الحوائط تصل إلى 7 أمتار.
أوضح أن هذه الخطوات تستغرق وقتاً قصيراً بعدها تبدأ أعمال التغليف والتشطيبات، موضحاً أن هذا الأفضل فى الحالات العاجلة والمشروعات القومية، إضافة إلى سرعة إنشاء المشروعات الخاصة بالمطورين.
تابع أن هذا النظام يوفر %40 من الطاقة المستخدمة فى المنازل، حيث أن الحوائط تغلف بـ 3 أنواع من العوازل من بينها الصوف الصخرى الذى يستخدم فى هياكل الثلاجات الذى يحافظ على درجة حرارته لفترة طويلة، موضحاً أن أساتذة مركز البحوث اعتمدوا هذا النظام.
أضاف أن وزن المنشأ الذى يقام بهذا النظام يمثل %9 من المبانى التقليدية، حيث إن طابق الخرسانة يزن 9 طوابق من المنفذة بالحديد الخفيف، وبالتالى فهو لا يحتاج إلى أساسات ضخمة، إضافة إلى إمكانية الاستفادة منه فى أعمال التعلية.
تابع أن النظام أكثر مقاومة للعوامل الجوية والزلازل، علاوة على أن جميع الخامات المستخدمة صديقة للبيئة لا يصدر عنها انبعاثات مضرة وغير قابلة للتأكسد والعفن أو الاشتعال، وتعمل على ضبط كميات البخار ودرجات الحرارة.
أوضح أن الخامات المستخدمة فى هذا النظام قابلة للتدوير وإعادة تدويرها لعدة مرات، مع الحفاظ على قيمتها وقدرتها على التحمل والبقاء، حيث إن عمرها الافتراضى 250 عاماً.
لفت إلى أنه من الأنظمة الجافة فى الإنشاء ولا يحتاج إلى المياه، وهو ما يعتبر ميزة كبيرة للمشروعات التى تقام فى الصحراء وتحتاج كميات كبيرة من المياه عند الإنشاء بالطريقة التقليدية مما يخفض التكلفة.
أضاف أن المبانى المنفذة بهذا النظام أقل تكلفة فى أعمال الصيانة، حيث يمكن فك الألواح وإجراء عمليات الصيانة وتركيبها مرة أخرى، مؤكداً أن جميع الخامات المستخدمة به متوافرة بكثرة فى السوق المحلى وأقل تكلفة إنشائية عن الخامات التقليدية.
أشار إلى أن هذا النظام يمكن استخدامه فى جميع أنواع الإنشاءات بما فيها السكنية والتجارية والخدمية ويمنح المصمم مساحة أكبر للابتكار ويستخدم فى الجدران والأسقف والأرضيات خامات بمواصفات عالمية مقاومة للحريق وعزل الصوت وضبط الحرارة، حيث يستخدم فى الجدران ألواح المغنسيوم ومادة xps وعازل الصوف الصخرى وحاجز الأبخرة.
تابع أن كثيراً من المبانى الخدمية نفذت بهذا النظام فى العديد من دول العالم سواء كانت مولات تجارية أو منشآت إدارية ومستشفيات وفنادق، لاسيما أن تكلفة الصيانة منخفضة ولا تعطل النشاط بالمبنى.
أشار إلى أن الشركة تستهدف إنشاء مصنع لإنتاج قطاعات الحديد الخفيف فى محافظة السويس بالقرب من الميناء، حيث تستهدف التصدير إلى الأسواق الافريقية، موضحا أن المبيعات المستهدفة من إنتاج المصنع 600 مليون جنيه العام الأول على أن يتضاعف خلال السنوات التالية.
أوضح أن الشركة عرضت النظام على استشارى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشكلت لجنة لدراسة النظام وخلصت إلى صلاحيته لتنفيذ مشروعات، وذلك قبل أن تحصل على اعتماد مركز البحوث، فيما تسعى لعقد لقاء ثان خلال الفترة المقبلة لبدء التعاون مع الهيئة الهندسية.
وأجرت الشركة لقاءات مع عدد من المطورين حيث التقت بمسئولى شركات كبرى من بينها اعمار وأراسكوم وسوديك لتقديم عرض فنى وهندسى للنظام، وهو ما لاقى قبولاً كبيراً، وتسهدف تجديد هذه القاءات قبيل إفتتاح المصنع.
لفت إلى أن «المعمارى» بدأت الاتصال بشركة ارابتك القابضة بالامارات بهدف المشاركة فى مشروع المليون وحدة الذى تنفذه فى مصر بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
أكد أن الشركة لم تتعاقد مع أى من الجهات أو الشركات للعمل بالنظام فى انتظار إنشاء المصنع الذى يحتاج نحو 6 أشهر لبدء الانتاج، موضحاً أن الشركة تبحث عن أراض فى الإمارات لإنشاء مصنع ثان فى ظل صعوبة توفير الطلبات على المنتج، خاصة أن إنتاجه يصدر لعدد من البلدان العربية.
أوضح أن هذا النظام مستخدم فى أمريكا ودول أوروبية منذ نحو 20 عاما وحديثا فى الإمارات، لاسيما أنه أكثر تحملاً للزلازل والأعاصير ومقاوم للحرائق بنسبة أعلى من الخرسانة، مؤكدا أن الحديد المستخدم مجلفن وبالتالى لا يصدأ ويقبل جميع أنواع التشطيبات.
تابع أن أساتذة من مركز البحوث تابعوا جميع مراحل الإنشاء داخل المصنع بالإمارات، فيما نفذت الشركة نموذجاً أجريت عليه الاختبارات التى أكدت جميع مميزات النظام الجديد الذى يسمح بالعمارة الخضراء واستخدام الطاقة الشمسية.
لفت إلى أن النظام يساعد على تنفيذ تشطيبات بجودة عالية، حيث إن الألواح مستوية بعيداً عن المحارة التى تتسبب فى كثيراً من مشكلات التشطيب، إضافة إلى قابليته جميع خامات التشطيب.
أوضح أن التكلفة فى النظام لا تزيد على الخرسانة، ويمكن خفضها مع تزايد إنتاج المصنع وإبرام حجم تعاقدات كبير، متوقعاً أن يحقق النظام انتشاراً كبيراً خلال سنوات قليلة.
تابع أن العمارة السكنية بهذا النظام يمكن نقلها من المصنع إلى موقع الإنشاء على سيارتى نقل فقط، وبالتالى يوفر فى عدد المركبات المستخدمة فى أعمال تنقل الخامات من رمل وزلط وأسمنت وغيرها.
أكد انه من غير الطبيعى إغفال نظام فى مصر يتضمن هذا العدد من المميزات، لاسيما أننا فى طريقنا لتنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية الضخمة معظمها فى الصحراء وهو النظام الأكثر ملاءمة مع هذه النوعية المناطق، موضحا أن الإنتاج فى المصنع يختزل مشاكل المواقع من نقل الخامات والحراسة والمياه وغيرها.
لفت إلى أن النظام يتناسب مع مساكن الشباب التى تعانى عادة من مستوى تشطيب منخفض، حيث إن التعاقد على تنفيذ أعداد كبيرة يوفر فى التكلفة.
أكد أن نشاطاً ملحوظاً بدأ فى قطاع التشييد والبناء مؤخراً بعد البدء فى مشروعات قومية على رأسها قناة السويس الجديدة والإعلان عن أخرى مستهدفة، وهو ما شجع رجال أعمال على ضخ استثمارات جديدة واستئناف النشاطات المتوقفة.
أوضح أن النظام يمكن الاستفادة منه فى مشروعات تنمية الساحل الشمالى الغربى مع مميزاته التى تتوافق وطبيعة المنطقة، فيما ستقام أغلب المنشآت على أدوار محدودة.
أشار إلى أن عمل الشركة فى الإمارات دفعها للبحث عن التطور ونقل التكنولوجيا الحديثة إلى مصر والاستفادة منها.
تابع أن النظام مستخدم فى الإمارات بكثرة، وتعتبر مدينة مصدر بأبوظبى من المدن العالمية التى تعتمد على نظام العمارة الخضراء وتضم عدداً من المنشآت بهذا النظام.
أضاف أن النظام هو التجربة الأولى من نوعها فى مصر الذى يحصل على موافقة مركز البحوث بأكواد خاصة، فيما توجد مجموعة من الأنظمة المشابهة المستخدمة فى عدد من بلدان العالم، لكن الشركة فضلت التكنولوجيا الكندية التى تعد أفضلها.
أكد أن السوق المصرى وضع قدمه على بداية الطريق للعمل بنظام المبانى الخضراء، خاصة أن المطورين لديهم رغبة فى مواكبة التطورات العالمية، وهو ما يتطلب الاستفادة من تجارب البلدان الأخرى، ونشر ثقافة هذه الأنظمة الإنشائية الحديثة التى يجب أن تلقى قبولاً مجتمعياً.
أكد أن على المطورين دوراً فى استقدام الخبرات والتجارب الخارجية، والتوجه إلى العمارة الصديقة للبيئة واستخدام الطاقات البديلة فى المشروعات، لاسيما الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء وتسخين المياه.