خسرت أسهم البنوك المكاسب الأولية التى حققتها قبل يومين رداً على نتائج اختبارات التحمل التى أجراها البنك المركزى الاوروبى، نظراً لتحول التفاؤل إلى نظرة تشاؤمية بشأن التحديات التى مازالت تواجه القطاع المصرفى فى المنطقة.
وارتفع مؤشر «يورو ستوكس» لقطاع البنوك ارتفاعاً هائلاً فى البداية ولكنه أغلق منخفضا بنسبة %1.7 وعلى رأسها بنك «مونتى دى باتشى سيينا» الذى هبط بما يزيد على الخمس بعد أن ظهر القطاع المصرفى الايطالى كأكبر قطاع فشل فى اختبارات التحمل.
وقال محلل لدى «مورجان ستانلي»، هيو فان، من الواضح أن توقعات الاقتصاد الكلى مازالت ضعيفة ولايزال هناك مخاوف بشأن حجم القروض المعدومة.
وعلى الجانب الآخر تباين رد فعل أسواق أدوات الدين الحكومية فى أوروبا تجاه نتائج اختبارات التحمل.
وازداد الطلب على السندات الحكومية الايطالية على خلفية نتائج الاختبارات، مما دفع عائدات السندات لأجل عشر سنوات إلى التراجع نسبيا، إلا أن الأسعار ارتفعت مرة أخرى مساء يوم الاثنين، لترتفع العائدات بنحو 3 نقاط أساس لتبلغ نسبة التراجع %2.55.
وارتفعت نسبيا أيضا عائدات السندات الحكومية فى اليونان والبرتغال مساء أمس الأول، فى حين انخفضت عائدات السندات الإسبانية لأجل عشر سنوات بنحو 5 نقاط أساس لتبلغ %2.14 وذلك نظرا لاجتياز جميع البنوك الإسبانية اختبارات التحمل.
وازداد الطلب على سندات الحكومة الالمانية، التى تعد أكبر وأكثر أسواق السندات سيولة، مما أدى إلى انخفاض عائدات السندات لأجل عشر سنوات بنحو 3 نقطة أساس لتصل إلى %0.86 وجاء ذلك فى أعقاب البيانات التى أظهرت تراجع ثقة الشركات الالمانية للشهر السادس على التوالى.
وقال خبير استراتيجى لدى مجموعة «سيتي»، بيتر جوفز، إن اختبارات التحمل للبنك المركزى الأوروبى لها تأثير أكبر على سوق الأسهم منها على السندات السيادية، ولم تعتبر النتائج سلبية بالنسبة للائتمان السيادى نظراً لأنها لا تؤثر على أساسيات الاقتصاد الكلى مثل استدامة الديون السيادية، وتحركات سندات الحكومة الألمانية أكثر ارتباطاً بضعف بيانات الاقتصاد الألماني.
وأثار ضعف النمو وانخفاض معدلات التضخم فى أنحاء منطقة اليورو إمكانية قيام المركزى الاوروبى بشراء المزيد من السندات لتحفيز النمو، وبدأ البنك الأسبوع الماضى برنامجه الخاص بشراء السندات المغطاة، وهى جزء من خطته للمساعدة فى تحفيز الإقراض فى جميع أنحاء المنطقة.