هروب الشركات الأجنبية والتضخم يلتهم زيادة الرواتب
بعد قرابة عام من استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم، يناضل رجل موسكو فى القرم، أوليج سافيليف، من أجل مهمة تبدو عادية وهى دفع الفواتير، ومثله مثل أى شخص فى شبه الجزيرة المتنازع عليها، يعيش سافيليف فى ظل أجواء اقتصادية غامضة.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” فى تقرير لها، أن جميع البنوك الدولية رحلت مثل «يونيكريديت» والكروت الائتمانية مثل «ماستركارد» و»فيزا»، والعلامات التجارية العالمية مثل «ماكدونالدز».
وانسحبت العديد من الشركات الدولية من القرم وحل محلها قلة من الشركات الروسية، وقال نيكولاى بيتروف، أستاذ العلوم السياسية فى المعهد العالى للعلوم الاقتصادية فى موسكو، إن العديد من الشركات رغبت فى تجنب العقوبات الممكنة بسبب وجودهم فى القرم التى تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى محتلة.
ويلقى سافيليف باللوم على أوكرانيا والولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين فى الأوضاع الاقتصادية المتردية فى شبه جزيرة القرم، وفى مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان يعيش مليونان من سكان القرم، بمن فى ذلك قاطنو العاصمة، أما اليوم فهم يعيشون فى روسيا، بعد التصويت الساحق فى الاستفتاء الذى وصفته أوكرانيا وحلفاؤها بأنه غير شرعي.
وبالنسبة لغالبية سكان القرم، فإن مصدر القلق الاقتصادى الأكبر هو ارتفاع تكاليف الغذاء، فمن المعتاد أن يتم استيراد معظم المنتجات من أوكرانيا، ولكن رفض “كييف” الاعتراف بالحدود يعنى أن الشركات الأوكرانية لا تستطيع قانوناً تصدير المنتجات إلى القرم.
وبعد ضم شبه جزيرة القرم ضاعفت موسكو المعاشات لنحو 560 ألف متقاعد وزيادة الرواتب لما يقرب من 200 ألف عامل فى القطاع العام، ولكن مع الارتفاع الهائل فى الأسعار، فهذه الزيادات باتت وكأنها لم تكن، حيث ارتفع التضخم إلى %38 بنهاية العام الماضى، وبالتالى فإن 681 مليار روبل، أى ما يعادل 10.9 مليار دولار، التى وافقت روسيا على إنفاقها على القرم بدءاً من العام الجارى حتى عام 2020، بما فى ذلك الإنفاق على مشروعات البنية التحتية، لن تكون كافية لتلبية احتياجات المواطنين.
وتضرر قطاع السياحة، الذى تعتمد عليه عائلة من بين كل ثلاث عائلات فى القرم، تضرراً كبيراً، حيث تراجع عدد السائحين بنحو الثلث العام الماضى ليصلوا إلى 4 ملايين سائح، وكان %80 من إجمالى السائحين فى القرم روسيين، أى بارتفاع من %25 فى عام 2013، فى حين اختفى السائحون الأوكرانيون الذين شكلوا %70 من السائحين قبل انضمام القرم إلى روسيا.








