حضرنى الصوت الساحر لقيثارة الغناء فيروز وأنا أُتابع ما يحدث فى مدينة شرم الشيخ بأغنيتها « مصر عادت شمسك الذهب».. نعم ما حدث ويحدث الآن فى مدينة شرم الشيخ يؤكد عودة مصر القوية العفية التى نعرفها وكنا نفخر بها.. لقد كانت شرم الشيخ مدينة السلام حاضنة للعالم أجمع فى تظاهرة عالمية فى حب مصر.. العالم جاء مسانداً وداعماً لمصر.. الأشقاء والأصدقاء الكل قال نعم لعودة مصر الكبيرة بتاريخها ودورها الريادى والمحورى فى العالم والمنطقة.. عادت مصر إلى أحضان أبنائها البسطاء الذين قضوا يوم الجمعة فى فرحة عارمة لم يعيشوها منذ سنوات لم ترهبهم أصوات الانفجارات.. بل كان فخرهم ببلادهم هو الطاغى وهم يشاهدون كل هؤلاء الذين جاءوا من مختلف دول العالم ليلبوا دعوة مصر فى دعم ومساندة الاقتصاد المصرى.
وبالفعل نستطيع أن نقول إن مؤتمر شرم الشيخ قد نجح فى تحقيق أهدافه فى تقديم الاقتصاد المصرى للعالم بأنه اقتصاد واعد ومحفز.. ولكنى أرى أن المؤتمر تجاوز هذه الأهداف الاقتصادية إلى أهداف أخرى أكثر استراتيجية فهذا الحضور الكبير لمختلف دول العالم اعتراف سياسى جديد للتحولات التى حدثت فى مصر خلال العامين الماضيين بل ودعم لمصر فى محاربتها للإرهاب ولصواب رؤيتها فى أن الإرهاب خطر على الجميع.
نجح المؤتمر أيضاً فى أن يدعم علاقات مصر بأشقائها العرب وأن يرد على شائعات بتغير مواقف بعضها تجاه مصر مؤخراً خاصة السعودية.. أو أن هذه الدول ستقلص مساعداتها لمصر.. ولعل الحضور الافريقى المتميز أحد نجاحات المؤتمر فمصر طوال العام الماضى وهى تعاود دورها فى القارة الافريقية نظراً لأهمية ذلك على الأمن القومى وعلى المستوى الاقتصادى وكان أبرز تعبير عن هذه العلاقة بين مصر وافريقيا ما قاله رئيس وزراء اثيوبيا للرئيس السيسى «إما أن نعوم معاً أو نغرق معاً».. وهذا الحضور الروسى والصينى والايطالى والأمريكى أشبه بمناورات سياسية بين الدول الكبرى لتأكيد علاقاتها بمصر سياسياً واقتصادياً وتجارياً.
إن هذا الحضور الكبير من جانب هذه الدول التى جاءت أغلبها بهدف تبادل المصالح تدرك ما كنا نتعلمه فى كتب التاريخ والجغرافيا عن الموقع الاستراتيجى لمصر.. هذه الدول تدرك جيداً وعملياً أهمية موقع مصر وتحديداً على الجانب الاقتصادى بالنسبة لأسواق افريقيا وأوروبا.
إن مصر قد حصدت الكثير من هذا المؤتمر وان مدينة شرم الشيخ الجميلة طوال أيام المؤتمر وسماؤها تمطر ذهباً ما بين فرص استثمارية للمستثمرين وما بين لقاءات وعلاقات سياسية ما بين زعماء دول وما بين مسئولين ورؤساء شركات وما بين روية واقعية للاستثمار السياحى فى مصر بصفة عامة وشرم الشيخ بصفة خاصة.. إننا استطعنا ان نحصد كثيراً من الفرص الذهبية فى هذا المؤتمر وعلينا حكومة وشعباً ان نستغلها وان ندرك قيمة مصر جيداً كما يدركها العالم الذى جاء من كل حدب وصوب لينال من خيرها الذهب.








