• الشركات العائلية في الشرق الأوسط تحافظ على مرونتها وصمودها، حيث حققت 79% منها نمواً في المبيعات خلال العام الماضي وتتطلع 40% منها إلى تحقيق نمو سريع خلال السنوات الخمس المقبلة
• التعاقب أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث توجد لدى 14% فقط من الشركات العائلية في المنطقة خطط و إجراءات تعاقب واضحة، وهذا يقل عن المعدل العالمي البالغ 16%
•
• الشركات العائلية في الشرق الأوسط ابدت قلقا حيال أثر البيئة التنظيمية على اعمالها (68% في الشرق الأوسط مقارنة بـ 33% عالمياً)
أظهرت شركة بى دبليو سى “PWC” فى استطلاع رأى حول الشركات العائلية بالشرق الأوسط،أن على الشركات أن تتكيف بسرعة أكبر، وعليها أن تبادر للابتكار وإضفاء الطابع المهني على أعمالها إذا ما كانت ترغب في استمرار نجاحها. هذه النتائج وغيرها تم تناولها في استطلاع بي دبليو سي الثاني الذي شاركت فيه 44 شركة عائلية في الشرق الأوسط بعنوان عنصر العائلة: إضفاء الطابع المهني على الشركات العائلية في الشرق الأوسط يمثل التقرير الخاص بالشرق الأوسط جزءاً من استطلاع بي دبليو العالمي حول الشركات العائلية والذي شاركت فيه 2,400 شركة في أكثر من 44 دولة.
تشير النتائج العامة لاستطلاع هذا العام إلى أن الشركات العائلية ما زالت تتمتع بالمرونة والصمود على الرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية وتزايد الضغوط المرتبطة بنقص المهارات والحاجة للابتكار والحوكمة. ومع ذلك، فإن الشركات في الشرق الأوسط قد حققت نجاحا أكبر بشكل ملحوظ من نظيراتها في مختلف أنحاء العالم، حيث سجلت 79% منها نموا في المبيعات في السنة الماضية مقارنة بنسبة 65% على مستوى العالم.
كما أن الشركات العائلية في الشرق الأوسط أكثر طموحا على المدى المتوسط، حيث تتطلع 40% منها لتحقيق نمو قوي في السنوات الخمس القادمة- وهذا ثاني أعلى معدل في الاستطلاع بكامله – و 98% ممن يتوقعون هذا النمو يرون بأنهم على ثقة من تحقيقه. وهذا يتوافق مع نتائج الشرق الأوسط في استطلاع بي دبليو سي العالمي السنوي السابع عشر للرؤساء التنفيذيين، حيث أفاد 66% من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة بأنهم على ثقة من تحقيق توقعات النمو لشركاتهم.
وفي حين أن شركات الشرق الأوسط متفائلة بشكل واضح في توقعاتها، إلا أن أحوال السوق تبقى هاجسا فعليا، وتشعر هذه الشركات بقلق أكبر فيما يتعلق بتأثير التشريعات الحكومية (68% في الشرق الأوسط مقارنة بـ 33% عالميا). وهذا يمثل ارتفاعاً كبيراً مقارنة باستطلاع السنة الماضية، والذي توصل إلى أن 46% فقط من الشركات العائلية في الشرق الأوسط كانت مهتمة بأثر البيئة التنظيمية.
ومن النتائج اللافتة في استطلاع هذا العام أن ضرورة إضفاء الطابع المهني على الأعمال والعائلة على حد سواء تكتسب زخماً باعتبارها مصدر الاهتمام الرئيسي للشركات العائلية، ومدفوعة في ذلك بفعل مجموعة من ظروف الضغوط التنافسية المواتية إلى حد ما وارتفاع التكاليف والاتجاهات العالمية السائدة.
يقول أمين ناصر الشريك و المسؤول عن الخدمات الاستشارية للشركات الخاصة :”إن الشركات العائلية في الشرق الأوسط، مثل نظيراتها في العالم، بحاجة إلى التكيف بسرعة أكبر وإضفاء المزيد من الطابع المهني على طريقة تسيير أعمالها إذا ما كانت ترغب في المحافظة على نجاحها.” وعلى وجه الخصوص، يتعين على هذه الشركات مواجهة التحديات المتعلقة بالابتكار وخطط التعاقب والحوكمة بنفس درجة الالتزام والطاقة التي تخصصها للمبيعات وخطط النمو وإدارة أعمالها اليومية. سوف تسهم هذه العوامل كلها في إضفاء الطابع المهني على الشركات والعائلات على حد سواء.”
إضفاء المهنية على الشركات
ماذا يعني “إضفاء المهنية” بالنسبة للشركات العائلية؟ يتعلق الأمر بإنشاء هيكلية وإضفاء الانضباط على تلك الرؤية والعزم كما يظهر عادةً لدى الشركات العائلية الريادية. وهذا يساعد تلك الشركات على الابتكار بشكل أفضل، وتنويع أعمالها على نحو أكثر فعالية، وزيادة صادراتها والنمو بسرعة أكبر.
إضفاء الطابع المهني على العائلة
وقد أفاد أحد المشاركين بالاستطلاع بأن “الشركات العائلية تفشل بشكل عام لأسباب عائلية”. وعليه فإن إضفاء الطابع المهني على الشركات ليس كافياً بحد ذاته، وإنما يجب أن يكون مصحوباً بمنهج مماثل لإضفاء الطابع المهني على العائلة. وهذا يعني، على سبيل المثال، تفعيل الإجراءات التي تحكم الطريقة التي تتفاعل بها العائلة مع الشركة بما في ذلك إنشاء بنية تحتية لاتخاذ القرارات وقنوات رسمية للتواصل. وهذه العناصر مهمة جداً في أوقات التوتر أو النزاعات. إن الأمر يتعلق بصون مصالح العائلة وحماية بقاء الشركة.
إنجاح خطة التعاقب الوظيفي
أكثر العناصر اهمية في منهجية إضفاء الطابع المهني على الشركات هو التعاقب. ما زالت نسبة كبيرة من الشركات العائلية بعيدة عن إدراك أهمية هذا الموضوع الحساس. إن 14% فقط من الشركات العائلية بالشرق الأوسط لديها خطة للتعاقب الوظيفي تم مناقشتها وتوثيقها، غير أن هذا المعدل لايزال أقل من المتوسط العالمي البالغ 16%. لقد كان “تسليم الراية” دائما أمرا محفوفا بالمخاطر للشركة العائلية، ويجتمع العديد من العوامل في وقت واحد مما يجعل عملية التعاقب الوظيفي أكثر خطورة مما كانت عليه في أي وقت مضى.
أكثر اهتماماً بالموظفين ذوي المهارة من نظيراتها العالمية
ارتفع عدد المستطلعين الذين يشعرون بالقلق حيال قدرتهم على استقطاب العمالة الماهرة قد بشكل جوهري منذ استطلاع 2010، وسوف تبقى هذه أكبر مشكلة داخلية تواجهها الشركات العائلية في الشرق الأوسط على مدار الشهور الاثني عشر القادمة. فقد أشار 34% من هذه الشركات إلى أن ذلك كان بمثابة مصدر قلق رئيسي في 2010، وارتفعت النسبة إلى 45% في 2012، إلى أن ارتفعت حاليا إلى 64%. وهذه النسبة تعتبر أعلى بشكل ملحوظ من المتوسط العالمي البالغ 49% هذا العام.
يمثل استقطاب القدرات تحدياً كبيراً، حيث تتوقع 41% من الشركات العائلية بالشرق الأوسط أن تحتاج إلى تعيين الكوادر لمساعدتها على تحقيق استراتيجيات النمو الخاصة بها وتطبيق التغيرات التنظيمية.
الحتمية الرقمية
وقد اتجهت منطقتنا إلى التخلف عن الأسواق النامية الأخرى فيما يتعلق بتبنيها للتقنية الرقمية، ولكن هناك الآن دلائل على أن هذا الوضع آخذ في التغير، وخاصة في قطاعات مثل التجزئة، والذي كان واحدا من أول وأسرع القطاعات تأثرا بتقنية الإنترنت، و لا يزال عنصرا مهما للغاية في الاقتصاد الإقليمي.
إن استغلال الإمكانات الرقمية الكاملة يشمل كل النواحي من الطريقة التي تدار بها الشركات داخليا، إلى كيفية وصولها لعملائها خارجيا. وللقيام بذلك بشكل صحيح يمكن أن يتطلب الأمر استثمارا لرأس المال بشكل كبير للغاية، ولكن الشركات العائلية في الشرق الأوسط أكثر حظا من غيرها في أماكن أخرى من العالم من حيث سهولة الإجراءات في القطاع المصرفي واستعداده للإقراض.
الأقل سناً هم الأسرع تكيفاً
فالشركات التي تدار من خلال أجيال أصغر سنا وأكثر طموحا هي تلك التي على الأرجح تشيد بإضفاء الطابع المهني على الأعمال باعتباره هدفا وهي أكثر إدراكا للفرص والمخاطر التي تكتنف عملية الانتقال إلى التقنية الرقمية. وسوف يدرسون احتمالية وضع استراتيجية للتخارج من شركات الأسهم الخاصة، وسوف ندرك بأن هؤلاء المستثمرين يتطلعون إلى عمليات تشغيل مدارة ومنضبطة بشكل جيد. وينطبق هذا أيضا على تلك الشركات التي تتطلع لإجراء اكتتاب عام على أسهمها.








