وسط كل الأزمات والتحديات الاقتصادية التى تعيشها الأسواق الناشئة والمتقدمة، قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إنه من الجيد أن نكتشف بعض الأخبار الجيدة، إذ أشارت البيانات التى صدرت يوم الاثنين الماضى، إلى ارتفاع مؤشر مديرى المبيعات الرئيسى فى أفريقيا لأعلى مستوى فى 28 شهراً.
وارتفع المؤشر من 59.3 نقطة فى يوليو إلى 60.2 نقطة- فى مقياس تعد فيه نقطة 50 الخط الفاصل بين التوسع والانكماش فى النشاط – وهو ما يعتبر أعلى معدل منذ مايو 2013- وتعد هذه الأخبار «رائعة» – بحسب الصحيفة- التى أضافت: «ولكننا نعلم أن أفريقيا ليست محصنة ضد الفوضى الاقتصادية والمالية التى تجتاح العالم».
وانخفضت واردات الصين من أفريقيا بما يزيد على 40% من الذروة التى وصلت إليها، جراء انهيار أسعار البترول والسلع الأخرى.
ويشير تراجع واردات أفريقيا من الصين، إلى أن هذا الضعف وصل إلى إنفاق المستهلك.
وتستنزف العديد من الاقتصادات الأفريقية احتياطياتها من النقد الأجنبى فى ظل نضالها من أجل وقف أو على الأقل إبطاء وتيرة انخفاض قيمة عملاتها، ويجبر هذا الضغط البنوك المركزية الحفاظ على السياسة النقدية المشددة بقدر لا تتحمله اقتصاداتهم المحلية.
ويتوقع صندوق النقد الدولى، أن يتباطأ النمو الاقتصادى لمنطقة أفريقيا جنوب الصحراء إلى 4.5% العام الحالى، انخفاضاً من 5% فى عام 2014، وبالنسبة لدول شمال أفريقيا الرئيسية، مثل مصر والجزائر، مازالت توقعات النمو ضعيفة، إذ بلغت 4% و2.6% على التوالى.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» فى تقرير لها، أن نيجيريا تتمتع حالياً بأعلى قراءة لمؤشر مديرى المبيعات عند 66.3، وتليها مصر 64.2، ثم الجزائر 58.9، وأخيراً جنوب أفريقيا 53.6.
ويقول جوزيف روم، مدير محفظة الأسهم الأفريقية لدى «إنفيستك أسيت مانيجمنت»، إن النمو فى نيجيريا جاء من قطاعات التصنيع والخدمات مع ركود قطاع البترول على نحو كبير خلال العقد الماضى.
وفى دول مثل نيجيريا وكينيا التى أعادت حسابات ناتج نموها الإجمالى، كانت قطاعات الخدمات مثل الاتصالات والإعلام والتصنيع أكبر من المتوقع، وقال روم: «فى عالم يتراجع فيه نمو الأسواق الناشئة وتقع أسعار السلع تحت ضغط، أرى أن هناك بعض الأسس السليمة، وأصبحت تكلفة العمالة أرخص مقارنة مع الصين».
بالإضافة إلى ذلك، فرغم البيانات التى توضح تراجع التجارة الأفريقية مع الصين، يرى روم أن التجارة بين الدول الأفريقية آخذة فى الارتفاع، وإن كان من مستوى منخفض وسط الجهود الرامية إلى إزالة عوائق مثل هذا النشاط.
بينما يقول ويليام جاكسون، كبير خبراء الاقتصاد لدى «كابيتال ايكينوميكس»: «نرى أن النمو فى أفريقيا يتباطأ تباطؤاً حاداً».
ويرى أن الاقتصاد المصرى تباطأ جراء قيود الوصول إلى العملة الأجنبية، الأمر الذى ألحق ضرراً كبيراً بالشركات المصنعة، فى حين تضرر اقتصاد الجزائر بسبب اعتماده على صادرات البترول والغاز، ولكنه يرى أن بعض الدول المصدرة للمنتجات الغذائية والزراعية أقل تضرراً.