طرأت لدى حكومة الصين فى منتصف يوليو الماضي، فكرة منع الطروحات الأولية للسيطرة على هبوط أسواق الأسهم فى البلاد، على أمل أن نقص العرض يعنى أن أسعار السوق الثانوية ستبقى مرتفعة.
وفى الوقت ذاته، كان العديد من المتداولين فى الأسواق المتقدمة، يساورهم القلق من أن اضطرابات البورصة الصينية سيتردد صداها عبر النظام المالى وتأجيل الإدراجات الجديدة من قبل الشركات فى منطقة اليورو والولايات المتحدة.
ومع بداية النصف الثانى من شهر سبتمبر، توجد علامات على عودة سوق الاكتتابات الأوروبى إلى الحياة، مع إعلان شركة «باير» البدء فى حملة ترويجية لخصخصتها الجزئية.
ورغم أن التوقعات تبدو أكثر إشراقاً بعد تقلبات السوق الوحشية خلال شهر أغسطس، فإن آفاق الطروحات العامة الأولية ستتغير على خلفية مجموعة من العوامل، بما فى ذلك تأثير انخفاض أسعار السلع والارتفاع المحتمل لأسعار الفائدة الأمريكية وانتعاش الإيرادات الوليد فى أوروبا.
وبوجه عام، شهدت الأسواق الأوروبية انخفاضاً من حيث قيمة الطروحات العامة الأولية بنسبة 28% منذ بداية العام حتى الآن، مقابل الفترة ذاتها العام الماضي، مع انخفاض إجمالى الأموال التى تم جمعها من الاكتتابات من 56 مليار دولار إلى 40 مليار دولار، وفقاً للبيانات التى جمعتها مؤسسة «ديلوجيك».
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، فى تقرير لها أن حجم الطروحات الأولية انخفض جراء قيام صناديق الاستثمار المباشر ببيع العديد من الأوراق المالية التى كانت تحملها قبل الأزمة. وأفادت وكالة «إرنست أند يونج» بأن 112 شركة مدعومة من صناديق الاستثمار المباشر تقدمت بطلب طرح أسهمها للاكتتاب خلال النصف الأول من 2015، وهو ما يعد تراجعاً بنسبة 40% مقابل الفترة ذاتها العام الماضي.
قال مارتن ستينباك، رئيس قسم الطروحات الأولية فى «إرنست آند يونج»، إن الاستثمار المباشر لايزال محرك نشاط الاكتتابات. ولكن النشاطات الأخرى مثل عمليات الاندماج والاستحواذ والمبيعات التجارية هى الأكثر فاعلية بالنسبة لاستراتيجية التخارج من الاستثمارات المباشرة.