“العجار”: ضخ 4 ملايين جنيه استثمارات جديدة لإضافة خطى إنتاج.. واستيراد ماكينات من الهند والدنمارك
خطة لإنشاء مصنع مستلزمات بمحور القناة.. وزيادة الطاقة الإنتاجية لـ5 ملايين وحدة شهرياً
الشركة توجه %25 من إنتاجها للتصدير وتخطط لدخول أسواق أمريكا اللاتينية
تستهدف شركة “ألترا ميد” للمستلزمات الطبية، تحقيق مبيعات بقيمة 60 مليون جنيه خلال العام الحالى، مقابل 51.2 مليون جنيه العام الماضى بنمو نسبته 17%.
قال شادى العجار، مدير عام الشركة، إنها تخطط لرفع قيمة مبيعاتها خلال السنوات المقبلة، عبر إضافة خطى إنتاج جديدين وتحويل العمل فى المصنع للنظام الآلى بدلاً من اليدوى.
وأوضح العجار لـ”البورصة”، أن الشركة تعتزم استيراد ماكينات جديدة من الهند والدنمارك بقيمة 900 ألف دولار، تساهم فى زيادة الإنتاج بنسبة 25% شهرياً، ليصل الى 5 ملايين وحدة، وتتفاوض “ألترا” مع عدد من البنوك، لتمويل شراء خطى الإنتاج، وتنفيذ توسعات رأسية بالمصنع تساعد على تحقيق خطة الشركة.
و”الترا ميد” شركة مساهمة مصرية تأسست عام 2003، بشراكة مصرية هندية بين “مجموعة العجار” و”بوليماد” الهندية، وتتخصص فى إنتاج نحو 35 نوعاً من المستلزمات الطبية، وتستحوذ الشركة الهندية على 23% من أسهم “الترا ميد” مقابل 77% لمجموعة العجار.
وأوضح العجار، أن اختيار الشريك الهندى للمساهمة فى المصنع، جاء بدعم من تقدم الهند فى مجال إنتاج المستلزمات الطبية على مستوى العالم، كما أن شركة “بوليماد” تعد من أكبر 3 شركات تصنع المستلزمات فى الهند.
وتمتلك “الترا ميد” مصنعاً فى المنطقة الصناعية بمحافظة أسيوط، باستثمارات 23 مليون جنيه، ويقع المصنع على مساحة 12 ألف متر، ويضم 15 خط إنتاج متخصص فى إنتاج الحقن وأجهزة السحب والتعقيم، بطاقة إنتاجية 4 ملايين وحدة شهرياً.
ويضم المصنع 200 عامل أساسى، و300 عامل موسمى، وتخاطب الشركة وزارة القوى العاملة، لتوفير العمالة الجديدة التى يحتاجها المصنع، كما تتعامل مع مدارس “مبارك كول” لتوفير العمالة المدربة على الصيانة أو الميكانيكا و الكهرباء.
وتصدّر “الترا ميد” 25% من إنتاجها لـ35 دولة حول العالم، وتستهدف التوسع بالتصدير فى عدد من أسواق أمريكا اللاتينية خلال الفترة المقبلة.
قال العجار، إن “ألترا ميد” أعدت دراسة لإنشاء مصنع بمحور قناة السويس، وستعرضها على الشريك الهندى للمساهمة فيها، موضحاً ان الشركة تستهدف استغلال الموقع الاستراتيجى للقناة والمناطق الصناعية واللوجيستية المزمع انشاؤها هناك.
وأضاف أن الشركة تستهدف توجيه كامل إنتاج المصنع الجديد للتصدير، استغلالاً لقربها من الموانئ، بما سيساهم فى توفير عمليات النقل والشحن من الصعيد لمنطقة القناة، مشيراً الى أن الشركة ستعرض الأمر على المستثمر الهندى وإمكانية المساهمة فيه.
وتعتمد الشركة على خامات الإنتاج المحلية بنسبة 100%، وهو ما جنبها الوقوع تحت تأثير أزمة الدولار التى واجهت شركات القطاع فى الفترة الأخيرة.
وأكد أن قطاع المستلزمات الطبية أصبح يتحكم فيه الصناع المصريين فى الفترة الحالية، عكس ما كان عليه الوضع منذ 10 سنوات، إذ كانت الهند والصين تسيطران سيطرة كاملة على السوق، مشيراً إلى ان غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات تشجع الشركات المحلية للحصول على الشهادات الدولية فى الجودة والتحديث الدائم.
ويضم قطاع المستلزمات الطبية نحو 210 مصانع باستثمارات تتجاوز 6 مليارات جنيه، ويوفر 160 ألف فرصة عمل، وفقاً لبيانات شعبة المستلزمات الطبية بالاتحاد العام للغرف التجارية.
وحقق القطاع مبيعات بقيمة 10 مليارات جنيه خلال 2014، بالإضافة إلى أن الإنتاج المحلى يغطى 60% من احتياجات السوق المصرى من المستلزمات.
أشار العجار، إلى أن المناخ الاستثمارى فى مصر جاذب للاستثمار، رغم الصعوبات التى واجهتها الشركات منذ ثورة 25 يناير، نتيجة البيروقراطية الشديدة وتعقيد الاجراءات، التى تعرقل جذب الاستثمارات، خصوصاً الأجنبية منها.
وقال إن جذب استثمارات أجنبية مرهون بتحقيق الاستقرار الاقتصادى من حيث سعر الصرف والتشريعات الميسرة للدخول والخروج من السوق، مضيفاً :”هناك اهتمام من الشركات العربية بدخول السوق المصرى، والفترة المقبلة ستشهد دخول عدد من الشركات الجديدة بجانب الشركات العربية القائمة”.
وتوقع العجار، انخفاض الصادرات المصرية بنسبة 40% بنهاية العام الحالى، مرجعاً ذلك الى برنامج “رد الأعباء” عن الصادرات، وعدم التزام الحكومة بدفع قيمة الدعم للشركات.
وأوضح أن الشركات كانت تحصل على دعم تصدير يصل الى 10% سنوياً، لكن تلك النسبة انخفضت تماماً بعد برنامج رد الأعباء، مشيراً الى أن “الترا ميد” لم تحصل على دعم تصديرى منذ 15 شهراً.
وأضاف أن برنامج الصادرات المعمول به حالياً دفع الشركات لعدم الاعتماد على الدعم، ورفع الأسعار 10%، مما أضعف قدرتها التنافسية أمام المنتجات الصينية التى تدعمها حكوماتها بنسبة 15%.
وتابع: “لم تتجه الشركة لفتح أسواق جديدة الفترة الماضية، للحفاظ على تواجدها فى الأسواق التى تصدّر إليها بعد تطبيق برنامج رد الأعباء الذى هبط بهامش ربحيتها”.
وأشار الى أن الأحداث السياسية والاضطرابات التى شهدتها المنطقة العربية منذ 2012 أثرت بالسلب على الصادرات الطبية المصرية، مشيراً الى أن مصر فقدت أسواق اليمن وليبيا والعراق وسوريا والسودان منذ اندلاع الازمات السياسية هناك، بجانب اتجاه الدول العربية الاخرى لاستيراد المستلزمات الطبية من أوروبا والصين والهند.
وحقق القطاع الطبى صادرات بقيمة 4.5 مليار جنيه خلال العام الماضى، بواقع 2.1 مليار لقطاع الدواء، و1.4 مليار لمستحضرات التجميل، ومليار جنيه للمستلزمات الطبية.
قال مدير شركة “ألترا” للمستلزمات الطبية، إن القطاع الطبى تأثر بشكل بالغ بأزمة توفير الدولار فى الفترة الماضية، مطالباً البنك المركزى بتوفير العملة الصعبة، نظراً لاعتماد غالبية شركات القطاع على استيراد المواد الخام.
وأوضح أن بعض المصانع تعتمد على صادراتها لتوفير احتياجاتها من الدولار وفتح الاعتمادات لدى البنوك، بينما صادرات معظم المصانع لا تغطى وارداتها، مما يجبر الشركات على انتظار البنوك لتوفير الدولار، ويتسبب الانتظار فى فقدان العميل بجانب الخسائر المادية الكبيرة.
