تراجع الدخل الذى تتلقاه صناديق التحوط كرسوم أداء بشدة العام الجاري، وهبط فى النصف الأول من 2015 بقدر أكبر من السنوات السبع الماضية مجتمعة.
ومكمن الخوف فى أن تراجع رسوم الأداء بجانب العائدات الضعيفة عبر قطاع التحوط، قد يجبر الصناديق الجديدة والقديمة على حد سواء على الإغلاق.
ووفقاً لبيانات شركة «يوريكا هيدج»، تفرض صناديق التحوط الجديدة رسوماً تبلغ 14.5% فى المتوسط، فيما يعد تراجعاً كبيراً عن نسبة 17.1% فى 2014.
كما تضررت بشدة العديد من صناديق التحوط الشهيرة العام الجارى مثل «فورتريس» الذى تبلغ أصوله 2 مليار دولار، و«رينيسانس تكنولوجي» بقيمة مليار دولار، بعدما حققوا عائدات فقيرة للمستثمرين.
وقالت جين كيلر، مدير تنفيذى فى صندوق التحوط السويسرى «أرجوس»، لصحيفة «فاينانشال تايمز» إن الصناديق التى لن تحقق عائدات وتظهر موهبة حقيقية فى الاستثمار سوف تختفي.
وتوقعت شركة «بريكين» للبيانات الأسبوع الماضى أن العام الجارى سيكون أسوأ عام يمر على صناديق التحوط من حيث الأداء منذ 2010، نظراً لمناضلة المديرين للاستجابة لعدم اليقين المحيط بالسياسة النقدية فى الصين، ورفع الفائدة الأمريكية.
ويقول محمد حسن، كبير محللين فى «يوريكا هيدج»: «مع ازدياد المنافسة فى القطاع، قد يؤدى ارتفاع التكاليف التنظيمية، وعدم اليقين الحالى فى السوق، وتراجع الرسوم إلى الاختفاء المبكر للنماذج الاستثمارية الجيدة».
وأوضح أنه فى حال تدهور الأمور أكثر، سوف تضطر الكثير من الصناديق إلى الإغلاق على مدار العام المقبل، وسوف تكون الصناديق الأصغر فى خطورة أكبر بالنظر إلى اعتماد نموذج أعمالهم بشكل أكبر على رسوم الأداء.
وقالت شركة «يوريكاهيدج» إن التراجع فى رسوم الأداء كان الأسوأ بين صناديق التحوط التقليدية التى تستثمر فى الأسهم سوء على المدى الطويل أو القصير.
وأضافت شركة البيانات أن ظهور صناديق تقليدية تقدم استراتيجيات تشبه تلك الخاصة بصناديق التحوط ساهم فى تراجع رسوم الأداء التى وصلت لـ17% و18% منذ عام 2009، بعد تراجعها من 18.8% فى 2007.
وتوقع تروى جايسكي، شريك فى صندوق «سكاى بريدج»، المزيد من التراجع فى الرسوم فى ضوء العائدات الضعيفة فى القطاع العام الجاري.
وقال: «كان عام 2011 نقطة تحول للقطاع عندما بدأت صناديق إدارة الأموال صاحبة الاستثمارات الجذابة فى تقديم خصومات كبيرة فى الرسوم، وأصبح اتجاه الرسوم المنخفضة موجوداً منذ ذلك الحين، ولكن الأداء الضعيف فى القطاع العام الجارى سوف يسرع هذا الاتجاه».
ومع ذلك، رحب مايكل مالكوارتي، مدير فى صندوق «ألتين» الإنجليزى السويسري، بالانخفاض فى الرسوم، موضحاً أن إنشاء صندوق تحوط دائماً ما يكون عملاً تجارياً خطيراً، وسوف يبقى كذلك، لذا ربما سيصبح الثراء سريعاً صعباً قليلاً، ولكنه يقول إن هذا ليس شيئاً سيئاً.