محللون: جاذبية أسعار الأسهم ومشتريات المؤسسات تتصدى لنزيف التراجعات
تستعد البورصة المصرية لمواجهة حزمة جديدة من المؤثرات السلبية التى يتوقع ان تواصل الضغط عليها وترشحها لاستكمال انهيارات الأسبوع الماضى، إلا أن تلك السلبيات تدخل فى مواجهة حادة مع جاذبية المستويات الحالية للأسهم وآمال اكتفاء السوق بخسائر الأسبوع المنصرم ومن ثم التماسك عند 6600 نقطة.
وتدخل أزمة سقوط الطائرة الروسية منعطفاً جديداً الأسبوع الجارى، حيث حظرت روسيا رحلات شركة مصر للطيران الى أراضيها «لمراجعة اجراءات السلامة»، وذلك بخلاف زيادة العائد على أوعية ادخارية جديدة، فى الوقت الذى يعتزم بنك التنمية الصناعية طرح أوعية استثمارية بفائدة 12.75%، فضلا عن تخفيض وكالة التصنيف الائتمانى ستاندرد آند بورز للنظرة المستقبلية للتصنيف الائتمانى لمصر من إيجابى لمستقر.
وتوقعت «ستاندر آند بورز»، أن يصل متوسط معدل نمو الاقتصاد المصرى إلى 4% خلال السنوات الثلاث المقبلة، على الرغم من استهداف الحكومة نمواً يصل 5% خلال ذات الفترة.
وتخلى المتعاملون الأجانب عن 42% من صافى مشترياتهم منذ بداية العام خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلوا صافى بيع 352.8 مليون جنيه، مقابل مشتريات بصافى 826.1 مليون جنيه حتى نهاية تعاملات الأسبوع قبل الماضى.
وعلى العكس، اتجهت تعاملات العرب نحو الشراء، وضخّوا 43% من صافى مبيعاتهم طوال عام 2015، فى الأسهم المصرية خلال الأسبوع الماضى وحده، بتسجيل صافى مشتريات 197.9 مليون جنيه.
وحّذر كريم عبد العزيز المدير التنفيذى لصناديق الأسهم بالبنك الاهلى المصرى، من استمرار الضغوط البيعية المكثفة على تعاملات البورصة، ومن ثم الإطاحة بمستوى 6800 نقطة، والتى اعتبره مؤشرا سلبيا للغاية على مستقبل السوق.
وألمح عبد العزيز إلى ضرورة النظر إلى إيجابيات السوق أيضاً مثلما يحدث فى السلبيات، والتى تتمثل فى تدنى أسعار الأسهم ووصولها لمستويات جاذبة للاستثمار، ما دفع المؤسسات المصرية للشراء فى العديد من الاسهم، بعد أن شهدت تعاملات الأسبوع الماضى وصول مؤشرى EGX70 وEGX100 إلى أدنى مستوياتهما منذ سبتمبر 2013 عند مستويات 364 نقطة، و790 نقطة على التوالى.
تراجع مؤشر البورصة الرئيسى 9.7% خلال تعاملات الأسبوع الماضى، ليغلق عند 6807 نقطة، وهبط مؤشر EGX70 للأسهم المتوسطة 8%، كما انخفض مؤشر EGX100 الأوسع نطاقا 7.7%.
وذكر أن حوادث الإرهاب التى شهدتها فرنسا يوم الجمعة الماضى تدعم نسبياَ موقف مصر فى ازمة سقوط الطائرة الروسية، على اعتبار أن الإرهاب فى كل مكان وليس محصورا فى مصر، بحسب المدير التنفيذى لصناديق الأسهم بـ«الاهلى».
ويعتزم بنك التنمية الصناعية اليوم طرح اوعية استثمارية جديدة بعائد 12.75%، وقال عبد العزيز إن 90% من المستثمرين التى ضخت استثمارات فى الأوعية الادخارية ذات العوائد المرتفعة مستثمرين حولت استثماراتها من الشهادة البلاتينية إلى الشهادات ذات العوائد المرتفعة.
وذكر محمد الأعصر، مدير إدارة التحليل الفنى بشركة الوطنى كابيتال للوساطة فى الأوراق المالية العوامل السلبية، التى تواجه السوق خلال الاسبوع الحالى، وتتمثل فى تخفيض وكالة التصنيف الائتمانى «ستاندرد آند بورز»، النظرة المستقبلية للتصنيف الائتمانى لمصر من إيجابى إلى مستقر، وحظر رحلات شركة مصر للطيران إلى روسيا، فضلاً عن العوامل الفنية، إذ إن السوق فشل فى الارتداد عقب انهياره الأسبوع الماضى متحركاً بنحو 4 نقاط فقط بتعاملات نهاية الأسبوع.
وعلى أثر العوامل السابقة، توقع الأعصر أن يتحرك مؤشر البورصة الرئيسى صوب مستويات 6600 نقطة، على أن يرتد صوب 7050 نقطة خلال الأسبوع الحالي، إذ تتحرك البورصة عرضياً فى فترة نقاهتها بعد انهيارات الأسبوع الماضى.
ولفت إلى أن عدة عوامل سقطت بالسوق إلى الهاوية الأسبوع الماضي، هى الأوعية الادخارية ذات العوائد 12.5%، والملاحقات القضائية لرجال أعمال، فضلاً عن أزمة الطائرة الروسية، وبدورهم أوجدوا حالة الـ«Failure of Positve Indicators»، والأخيرة حالة فنية نادرة الحدوث تتحرك فيها الأسواق عكس تنبؤات المؤشرات الفنية، التى ترصد حركتها. وخلال الأسبوع الحالى، يمثل سهم «أوراسكوم للاتصالات» ملاذاً مستقراً للمتعاملين، إذ إن مضاعف ربحيته يصل الى 5.6 مرة مقابل 11.4 مرة للسوق بحسب بحوث «برايم»، ورجح الأعصر أن يستهدف السهم مستوى 80 قرشا مرتكزاً على 74 قرشا.
وتوقع أن يصل سهم «بالم هيلز» لمستويات 2.1 جنيه مرة اخرى خلال الاسبوع الجديد، إذ كان أفضل حالاً خلال اسبوع انهيار مؤشرات البورصة، حيث خسر فيه 6% من قيمته رغم فقدان مؤشره نحو 10%، واغلق السهم عند 2.03 جنيه، والذى يتداول عند مضاعف ربحية 5.3 مرة وفقاً للمركز المالى للشركة فى 30 سبتمبر والذى أظهر نصيب السهم فى الارباح عند 38 قرشا، مقابل مضاعف ربحية للسوق 11.4 مرة بحسب بحوث «برايم».
وأبقت بحوث برايم نظرتها للسوق خلال الأسبوع الجديد، إذ استقرت على أن المؤشرات الفنية لم تعطِ إشارات تؤكدإمكانية الارتداد من منطقة 6800 نقطة – 6600 نقطة، على الرغم من ثبات المؤشر أعلى مستويات 6800 قطة لجلستين متتاليتين.
وتوقع أسامة نجيب، مدير التحليل الفنى بشركة أراب فاينانس للوساطة فى الأوراق المالية، أن يتماسك المؤشر الرئيسى عند مستوى دعمه الأهم 6600 نقطة، والذى يعتبر قاع المؤشر لهذا العام مستهدفاً منه مستويات 7000 نقطة ثم 7150 الى 7200 نقطة، وهى المستويات التى رشًح أن تعاود القوى البيعية فى الظهور عندها.
بلغ إجمالى قيمة التداول خلال الأسبوع 5.2 مليار جنيه، من خلال تداول 1.4 مليار سهم، عبر تنفيذ 109 آلاف عملية، وذلك مقارنة بإجمالى قيمة تداول بلغت 5 مليارات جنيه، بتداول 1.2 مليار سهم عبر تنفيذ 82 ألف عملية بيع وشراء فى الأسبوع الأسبق. ونفّذ المصريون 76% من إجمالى عمليات البيع والشراء، واستحوذ الأجانب على 17% مسجلين صافى مبيعات 353 مليون جنيه، واستحوذ العرب على 6% بصافى مشتريات بلغت 198 مليون جنيه.








