كان الطابور الطويل من سيارات الأجرة أولى الملاحظات خارج مطار شرم الشيخ الدولي، بسبب وقوف السائقين خارج سياراتهم على أمل اصطياد سائح خارج من المطار.
وقال سائق السيارة الأجرة الذى يعمل فى شرم منذ 20 عاما لرجال الأمن فى نقطة التفتيش: “معى مصريان”.
وفى أثناء الطريق وصف السائق الوضع فى شرم الشيخ بالقاسى، مضيفا أنه فى يوم الخميس، كنا نرى على الأقل 70 رحلة قادمة إلى شرم الشيخ من روسيا والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، ولكن الآن ضاع كل شيء.
وأوضح السائق أنه قبل وقوع حادث الطائرة الروسية، كان يقوم بحوالى 6 رحلات من المطار على أقل تقدير يجنى منهم حوالى 700 جنيه، ولكن فى الوقت الراهن يجنى 150 جنيها يوميا، ينفقهم على السجائر ووقود السيارات.
ووفقا للسائق، هناك 60 سيارة أجرة فقط تعمل فى المطار رغم وجود 600 سيارة أجرة فى المدينة كلها.
وأضاف “خلال الثورة، كان الوضع أفضل بكثير، وكان آمنا، موضحا أن العنف وهشاشة الأمن فى الدولة لم يؤثرا على مدينة شرم الشيخ ذلك الوقت.
واستطرد قائلا “نعم، كانت هناك رحلات دولية قادمة لأخذ السياح أثناء تلك الفترة، ولكن كانوا يجلبون اخرين، أما الآن فتصل الطائرات فارغة.
وأوضح السائق أنه شهد عدة ضربات لصناعة السياحة على مدى السنوات الـ 10 الماضية، ولكن هذه المرة يبدو أن الأمر مختلف تماما.
وردا على سؤال حول الجهود الأمنية بعد وقوع الحادث، أجاب بأن الأمن كان دائما فى حالة جيدة وقوية.
وتوقع اجلاء جميع العمالة الوافدة إلى المدينة إذا استمرت شركات الطيران الدولية فى تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ.
وأكدّ على أنه فى هذا الوقت من العام، كان سائقو سيارات الأجرة يعدون أنفسهم لموسم الذروة، وهو الاحتفال برأس السنة، حيث يتوافد عدد كبير من السياح إلى المدينة للتمتع بعطلاتهم.
واضاف أن موسم عيد الميلاد العام الجارى سوف يكون للمصريين وحدهم فى المدينة.
واختلف السائق مع مطالب المصريين لزيارة شرم الشيخ لتعزيز السياحة قائلا “السياحة المصرية سوف تستفيد منها الفنادق وشركات السفر فقط. ولكن لن تكون هناك قيمة مضافة لهذا البلد من العملة الاجنبية، وسوف نواصل انتظار وفود الأجانب فليس بوسعنا فعل شىء”.
وأوضح سائق سيارة أجرة آخر أنه قبل أسبوعين كان كل سائق يكسب ما لا يقل عن 700 جنيه فى اليوم الواحد، والرحلات كانت بدون توقف من السابعة صباحا وحتى الثالثة صباح اليوم التالى.
وقال “عندما أصدرت روسيا قرار تعليق الرحلات الجوية فى الأسبوع الماضي، رأينا السياح الروس يبكون لأنهم لا يريدون مغادرة البلاد.
واضاف بنبرة تشاؤمية “نأمل فى تحسن الأمور، فزوجتى على وشك الولادة بعد أسبوعين وأنا لا أعرف متى سوف تستقر الأوضاع”.







