يناضل الاقتصاد الهش فى أوروبا من أجل التعافى فى أعقاب الهجوم الإرهابى على باريس الجمعة الماضية، وحذّر كبار صانعى السياسة، من أن العمليات الإرهابية سوف تضاعف الصعوبات التى تواجهها منطقة اليورو بالفعل.
وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن اثنين من كبار المسئولين فى البنك المركزى الأوروبى أعربا عن قلقهما من تكرار مثل هذه الهجمات، والذى يتناقض مع رد الفعل الهادئ نسبيا فى الأسواق المالية والاقتصادية فى إشارة إلى أن الإرهاب يفشل عموما فى أن يكون لها تأثير قوى على الأداء الاقتصادي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات باريس زادت الضغط الهبوطى على اليورو، وتراجعت العملة 0،7% جرّاء خوف المستثمرين من مخاطر تشديد مراقبة الحدود وغيرها من القيود على النمو فى منطقة اليورو.
وأبرز مسئولو البنك المركزى الأوروبى أكبر المخاطر الاقتصادية الكبيرة والتى تتمثل فى ضعف انفاق المستهلكين والاستثمار.
وقال فيتور كونستانسيو، نائب رئيس البنك المركزى الأوروبي، إن الهجمات الإرهابية يمكن أن تفاقم جميع المشاكل التى كنا نواجهها فى الآونة الاخيرة.
وقال بيتر برايت، اقتصادى فى البنك المركزى لوكالة أنباء «بلومبرج» بأن هذا النوع من الهجمات لا تساعد على استعادة الثقة فى الانتعاش.
وأضاف «عادة هذا النوع من الأحداث له تأثير مؤقت على الاقتصاد ولكن لن يكون سببا لتغيير الطريقة التى نرى بها تطور الاقتصاد الأوروبي».
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من نمو اقتصاد فرنسا، لا تزال معدّلات البطالة مرتفعة وعلى مقربة من مستواها الحالى البالغ ما يزيد قليلا على 10%.
وأكدّ الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، على أن الخوف يأتى من تأثير الهجمات على الإنفاق الاستثمارى وثقة المستهلك، الذى من شأنه أن يدفع إلى انخفاض معدل البطالة فى الأشهر المقبلة.
وأضاف انه لن يترشح فى انتخابات 2017 ما لم يتراجع معدل البطالة إلى الوراء.
وقال آلان دورى، الخبير الاقتصادى فى بنك جولدمان ساكس «من المرجح أن يظل الإنفاق الاستهلاكى ضعيفا لعدة أشهر جرّاء المخاوف بشأن القيام بمزيد من الهجمات الإرهابية التى لا تزال قائمة، وتوقع معظم الاقتصاديين، أن تأثير الهجمات سوف تكون محدودة واستشهدوا بتفجيرات عامى 2004 و2005 فى مدريد ولندن كدليل على أن الأسر لديها مرونة فى مواجهة التهديدات الأمنية المكثفة.
وأكدّ مالكولم بار، المحلل فى بنك جيه بى مورجان أن العواقب الاقتصادية الكلية للهجمات الإرهابية تميل إلى أن تكون محدودة وقصيرة الأجل واظهرت الأسر والشركات ذلك بوضوح.