الشباب العاطل فريسة للحركات المتطرفة وعبء على الحكومات
أوضحت وكالة أنباء “بلومبيرج” فى تقرير لها، أن العدد الكبير لسكان إفريقيا، والذين هم فى سن العمل، سيصبح فرصة ضائعة إذا لم تتمكن أسواق العمل فى القارة من اللحاق بالركب.
وأضافت أن 17 دولة فى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، سيتم تصنيفها ضمن مجموعة البلدان الأسرع نموا فى عدد السكان الذين هم فى سن العمل بحلول 2050.
ووفقا لتوقعات الأمم المتحدة لسكان العالم، ستتجاوز نيجيريا الولايات المتحدة كثالث أكبر قوة عاملة فى العالم.
وذكرت المنظمة أن كبر حجم الفئة العمرية التى تتراوح أعمارها بين 15 و64 عاما يعطى الأفارقة ميزة فى الامكانات الانتاجية والتنقل التصاعدى لانتشال المواطنين من براثن الفقر.
ولكن تسخير هذه القوى يتطلب من الحكومات الافريقية توفير مئات الملايين من فرص العمل الجديدة، وخلق تعليم أكثر قدرة على التكيف مع احتياجات العمل، والتركيز على تدريب الشباب.
وفى الوقت الراهن لا تستطيع القارة السوداء خلق فرص عمل بالسرعة الكافية، بسبب افتقارها للتعليم المتخصص. وأفاد تقرير الوكالة بأن معظم الأفارقة العاطلين عن العمل عالقين فى الاقتصاد غير الرسمي، والقطاع الخاص صغير جدا على استيعابهم. ولذلك هناك حاجة لوضع قوانين صارمة تردع استغلال رجال الأعمال لهذا الكنز غير المستغل.
وينبغى أن تستفيد الصناعات كثيفة الاستهلاك للعمالة، من الأجور المنخفضة خصوصا فى قطاع التصنيع بعيدا عن الصين وفيتنام اللتين شهدتا زيادة فى رواتب العمالة، ولم تعودا مصادر للعمالة الرخيصة كما فى السابق.
وأوضح جون أشبورنى، الاقتصادى فى «كابيتال ايكونوميكس»، أن البنية التحتية الفقيرة فى أفريقيا ترفع تكلفة ممارسة الأعمال التجارية.
وأفادت «بلومبيرج» أن ثلاثة أرباع الأفارقة لا يستطيعوا الحصول على الكهرباء. وحتى تلك الشركات المتصلة بالشبكة تعانى أيضا من انقطاع متكرر للكهرباء. لذلك غالبا ما تعتمد على مولدات الديزل الأعلى سعرا.
وأضافت أن عملية نقل البضائع أكثر تكلفة، لأن الطرق غير ممهدة، بالاضافة إلى انتشار العقبات فى الموانئ والمطارات بسبب الفساد وانعدام الأمن إضافة إلى تكلفة الاستثمار.
وقد أدى ارتفاع الدخل إلى زيادة أعداد الطلاب الأفارقة.. لكن حتى أولئك الذين يحملون شهادات جامعية فى كثير من الأحيان لا يمكنهم العثور على عمل بسبب عدم تطابق مهاراتهم مع سوق العمل، وبالتالى تتكدس صفوف العاطلين عن العمل ويصبحون عبئا على اقتصادات البلاد فى القارة السمراء.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنه رغم التحسن المستمر فى التعليم فى جميع أنحاء القارة، إلا أن النتائج لا تزال أسوأ بكثير مما هى عليه بالنظر إلى المنافسين المحتملين فى الخارج، لا سيما فى مجال التعليم الفنى والمهني، اللذان تم تجاهلهما تماما فى كثير من دول القارة الأفريقية.
وقال أشبورنى:« من الصعب أن نرى كيف يمكن إعادة هيكلة هذه الاقتصادات بسرعة كافية وبطريقة مثمرة وفعالة لاستيعاب هذا النوع من الانتفاخ الديموغرافي».
وفى بعض الحالات، يمكن أن تصبح القوى العاملة المتنامية فى خطر، وخمول الشباب وإحباطه سبب رئيسى لتجنيدهم فى الحركات الداعية إلى العنف والتطرف، لتصبح عبئا كبيرا على الخدمات الحكومية الموجودة فى أفريقيا.
وأكد البنك الدولى أن الحكومات الإفريقية يجب عليها التفكير فى المستقبل.. وينبغى عليها إبطاء النمو السكانى وخفض معدل المواليد.