خسائر قاسية.. تسريح عمالة.. شوارع ومطاعم خاوية
رصدت «البورصة» من خلال جولة فى مدينة شرم الشيخ الوضع الحالى للسياحة والفنادق والعاملين بها بعد مرور نحو شهر على حادث إسقاط الطائرة الروسية فى وسط سيناء والذى ادى الى حظر فرضته دول اجنبية ابرزها روسيا وبريطانيا على المنتجعات المصرية.

مطعم: «القلاية بقالها يومين مطلعتش بطاطس»
قال أحد العاملين فى مطاعم الوجبات السريعة فى شارع الغرقانة بمنطقة نبق فى مدينة شرم الشيخ، «مفيش شغل والحال واقف»، مؤكداً فى حديثه لمحرر «البورصة» أن الاهتمام الاعلامى منذ سقوط الطائرة الروسية يركز على ممشى خليج «نعمة» ومحاولة إظهار اعداد من السائحين تتجول فى المنطقة، ما يخالف الواقع، إذ إن اغلب من يظهرون هم من العمالة الموجودة فى المدينة».
اضاف لـ«البورصة»: «موسم رأس السنة اتضرب، حد كان يتخيل إن القلاية بقالها يومين مطلعتش بطاطساية من اول امبارح فى توقيت الموسم».

فندق: أسعار الليلة الفندقية تسجل 22 دولارا
وفى جولة داخل مجموعة من القرى السياحية داخل منطقة نبق، قال مسئول تسويق احدى القرى السياحية، إن السياح الانجليز، والروس شكلوا 90% من هيكل السياحة الاجنبية فى شرم الشيخ، مشيراً الى اعتماد اغلب الفنادق على النزلاء الداخليين، والسياح من اوكرانيا.
وأضاف أن اسعار الغرف تراجعت الى مستويات دنيا، إذ تسجل فى بعض الاحيان لسياح اوكرانين 22 دولاراً لليلة الواحدة، مؤكدأ أن الخطورة لا تكمن فى الخسائر المحققة جراء انخفاض الايرادات، الا أنها تتجلى فى تراجع المستوى الماضى والفكرى للسياح المستهدفين، ومن استدامة تراجع الايرادات.
وتابع: «مش ببساطة نقدر نعلى سعر الغرف مرة تانية، فهى فى الآخر سلعة ولازم يكون ارتفاع سعرها تدريجيا ومبنيا على أسس».

مسئول: «بتوع جمصة ميأكلوش عيش»
قال مسئول تسويق بإحدى القرى السياحية الـ«5 نجوم»، إن تراجع المستويات الاجتماعية المستهدفة لنزلاء الفنادق فى شرم الشيخ، يؤثر سلباً على جذب السياحة الاجنبية، مفًسراً رؤيته بأن الانماط الاجتماعية لشريحة كبيرة من السياحة الداخلية لا تناسب السائح الاجنبي، فضلاً عن أن الدور الرئيسى للسياحة هو جلب العملة الصعبة.
تابع: «لما نلاقى ناس مشغلين اغانى بصوت عالى فى قرية فيها سياح متعودين يناموا بدرى فى بلدهم ده يبقى ايه، المعاكسات دى ايه، نزول البحر بملابس غير مخصصة للغرض ده تبقى ايه، سوء استخدام المرافق العامة، وغيره».

عامل: «مغطيين الكافيهات بملايات مبقاش يجيلنا 10 زباين فى اليوم»
وفى جولة لـ«البورصة» داخل المناطق السياحية تظهر الصور خلوها من روادها، رغم انها مناطق من المفترض أن تكتظ بالسياحة فى مثل هذا الوقت من العام ولا سيما منطقة الكافيهات المقابلة لمجموعة القرى السياحية فى منطقة «نبق» التى تبعد 15 دقيقة عن مطار شرم الشيخ الدولي، الذى يمثل موسم عطلة نهاية العام الوقت المفضل للسياح الروس فى مصر نظراً لاعتدال الطقس.
وتظهر الصور الكافيهات وهى خاوية على عروشها، بعضها «متغطى بملايات» ما فسّره أحد العاملين بالمكان قائلاً: «كنّا بنجيب كل يوم عرض مختلف رقصات فنية مصرية واجنبية لما كان بيكون فى ناس بتكلفة توصل لـ15 الف جنيه فى اليوم وكانت الايرادات بتغطى كده دلوقتى معنديش 15 واحد اساساً اشتغل واخسر يعني».

وقال مدير شئون العاملين بإحدى القرى السياحية، إن العمالة فى الفنادق هم الأكثر تأثراً، إذ إن الادارة لا تتحصل على الايرادات التى من شأنها تحمل أجور العمالة، ما يدفعها لمنح أجازة للعاملين، على أن يتم استدعاؤهم حال وجود طاقة استيعابية جديدة للفندق.
وعن موقف المستحقات المالية للعمالة المحلية فى شرم الشيخ اكتفى بالقول «ربنا كبير».














