قالت «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن “دويتشه بنك“، الألماني، بصدد بيع حصته فى بنك «هوا شيا» الصينى بقيمة 3.7 مليار يورو، ويصعّد أكبر بنك فى ألمانيا من جهود تعزيز ميزانيته العمومية تحت رئاسة جون كريان، الرئيس التنفيذى الجديد.
وتحث الجهات التنظيمية والرقابية حول العالم البنوك العالمية، مثل «دويتشه بنك»، على تجنيب المزيد من رؤوس الأموال؛ منعاً لتكرار الأزمة المالية لعام 2008، كما أن البنك الألماني، على مدار تاريخه، مستويات الدين لديه أعلى من معظم منافسيه.
وجعل كريان، الذى خلف أنشو جاين، الرئيس السابق المشارك لـ«دويتشه بنك» فى يوليو الماضي، تعزيز موقف رأسمال البنك جزءاً حيوياً من خطته الرئيسية المقرر تنفيذها على مدار خمسة أعوام، وقد سبق أن قال، إن «دويتشه»، الذى فى طريقه لتكبد خسارة هائلة العام الجارى، لن يوزع أرباحاً عن عام 2015 أو 2016.
وأفاد “دويتشه بنك”، بأن بيع «هوا شيا» للشركة الصينية القابضة للتأمين على الممتلكات والحياة «بي. آي. سي. سي» بما يتراوح بين 23 و25.7 مليار يوان (3.2 – 3.6 مليار يورو) من شأنه أن يعزز رأس المال الأساسي، وهو مقياس رئيسى للقوة المالية، بحوالى 30- 40 نقطة أساس.
بلغ معدل كفاية رأسمال “دويتشه بنك” 11.5%، فى نهاية سبتمبر الماضي، أى فوق الحد الأدنى من المتطلبات التنظيمية، ومع ذلك، بعض المحللين يخشون من أن هذه النسبة قد تتعرض لضغوط جراء تأثير قواعد رأس المال الأكثر صرامة، وعدد من المخاوف القانونية لدى البنك.
وقال كريان، إن «الصين لا تزال سوقاًَ رئيسياً للنمو بالنسبة لدويتشه». ومع هذا أصر على أن «الآن هو الوقت المناسب لبيع هذا الاستثمار».
يأتى قرار البنك الألمانى بالتخلى عن حصته فى «هوا شيا» فى أعقاب عدد من عمليات بيع أصول غربية فى الصين، ففى يناير الماضي، باع البنك الإسبانى «بى بى فى أيه» (BBVA) حصته فى بنك «سيتيك» الصينى بحوالى 1.5 مليار يورو.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهات التنظيمية الصينية تمنع المستثمرين الأجانب من تملك أكثر من 20% فى البنوك الصينية، ولذلك يُنظر إلى الحصة فى «هوا شيا» بغير الاستراتيجية من قبل قيادة «دويتشه بنك».
ألمح يورجن فتشن، الرئيس التنفيذى المشارك المستقيل لـ”دويتشه بنك”، فى سبتمبر الماضي، إلى أن البيع قد يحدث على الأرجح، مشيراً إلى أن بنك “دويتشه” سيتعين عليه أن يعمل على كيفية تخصيص رأس المال بأكبر قدر من الكفاءة فى مواجهة القيود التى تفرضها الصين على الملكية الأجنبية، وخفض “دويتشه بنك” فى وقت لاحق من قيمة حصته لتصل إلى 649 مليون يورو، لإمكانية البيع.
ومن بين البنوك التى تخارجت أيضاً من الصين بنكا «بنك أوف أمريكا»، و«جولدمان ساكس»، من بنك الإنشاءات الصيني، وبنك الصناعة والتجارة على التوالى فى 2013.
يحيى شعراوي








