استدعت ايطاليا، أمس الجمعة، سفيرها فى مصر، للتشاور احتجاجاً على عدم إحراز الحكومة المصرية تقدماً فى تحقيقات أسباب مقتل طالب جامعة «كامبريدج» جوليو ريجينى.
وكانت إيطاليا قد حذّرت الأسبوع الماضى من الانتقام الدبلوماسى إذا استمرت حالة التراخى من الجانب المصرى فى تقديم الحقيقة كاملة عن مقتل الطالب.
وقالت صحيفة «الفاينانشيال تايمز»، إن استدعاء السفير الإيطالي قد تكون خطوة تحذيرية فقط، يتبعها خطوات أكثر جرأة مثل خفض مستوى آخر من العلاقات الدبلوماسية، وتحذير رعاياها من السفر إلى مصر، أو حتى فرض عقوبات اقتصادية.
ونوّهت صحيفة «ذا استريتس تايمز» السنغافورية بأن سحب السفير من غير المرجح أن يرضى حالة الغضب الهائجة فى إيطاليا.
وأضافت الصحيفة، أن الإجراءات والخيارات أمام إيطاليا، محدودة. ولكن قد تشمل بعض الخطوات قيد الدراسة مثل تحذير مواطنيها من السفر إلى مصر، ما قد يتسبب بالفعل فى تراجع فى أعداد السياح الإيطاليين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تدرس فيه إيطاليا، أيضاً طلب الدعم من شركائها فى الاتحاد الأوروبي، فى محاولة لممارسة الضغط على الحكومة المصرية بشأن هذه القضية.
وذكرت «الفاينانشيال تايمز»، أنه مع وصول الحالة للتهديد بعرقلة العلاقات بين البلدين اللذين تربطهما علاقات اقتصادية واستراتيجية كبرى، انتدب الجانب المصرى اثنين من أعضاء النيابة العامة وثلاثة من كبار المسئولين فى الشرطة للذهاب إلى روما، فى محاولة لطمأنة نظرائهم الإيطاليين بتقديم القتلة للعدالة.
وجاءت خطوة سحب السفير بعد يومين من المحادثات بين المحققين المصريين والإيطاليين، انتهت دون الوصول إلى قرار بشأن التوتر بين البلدين حول مصير ريجينى، البالغ من العمر 28 عاماً، والذى تعرض للتعذيب وعثر على جثته مشوهة خارج القاهرة يوم 3 فبراير الماضى.
وأصدرت الخارجية المصرية بياناً قالت فيه إنها لم تخطر رسمياً بقرار الاستدعاء، وتنتظر عودة فريق التحقيق لسماع تقييمه للاجتماعات مع الجانب الإيطالى.
وتسبب مقتل رجينى، فى خلق أزمة دبلوماسية صعبة لرئيس الوزراء ماتيو رينزي، الذى أشاد بتحركات السيسي، فى الماضى وكان واحداً من أوائل الزعماء الغربيين الذين تحركوا نحو تعزيز العلاقات بين البلدين بعد تولى السيسى، السلطة فى مصر عام 2013.
وترتبط إيطاليا، ومصر بعلاقات تجارية واستثمارية مهمة بما فى ذلك تطوير «إينى» شركة البترول والغاز الإيطالية لحقل غاز «ظهر» الضخم قبالة السواحل المصرية.
وكان رينزى، قد واجه فى الأسابيع الأخيرة مزيداً من الضغط السياسى المحلى لاتخاذ موقف صارم ضد مصر، بعد مقتل الطالب ريجينى، ما يهدد بحدوث أزمة حقيقية بين البلدين.