قالت وكالة أنباء «بلومبرج» إن سبب سقوط طائرة “مصر للطيران” يمكن أن يكون بسبب حريق أو قنبلة أو انقطاع الكهرباء لفترات متتالية أو شىء آخر تماما.
وقال المتخصصون فى شركة «ايرباص A320» والمحققون فى الحادث، إن الأدلة الأولية القاطعة حول سبب سقوط طائرة «مصر للطيران» رحلة رقم 804 الاسبوع الماضى سوف تحددها سلسلة من سبع رسائل أرسلت تلقائيا من قبل الطائرة قبل دقائق من سقوطها فى البحر الأبيض المتوسط، وهى رسائل سوف تساعد فى تضييق الاحتمالات التى حدثت للطائرة.
وقال مايكل بار، مدرب التحقيق فى الحوادث فى جامعة جنوب كاليفورنيا، فى مقابلة مع «بلومبرج» «هناك خطأ ما ونحن نعرف ذلك» وحتى يتسنى الحصول على مسجل البيانات، فإنه سيكون من الصعب التوصل إلى سبب وقوع الحادث.
ونقلت الوكالة أن حالة عدم اليقين بشأن سبب تحطم الطائرة يوم 19 مايو الجارى يؤخر أى استجابة من قبل صانعى السياسات، مثل مراجعة إجراءات السلامة لمنع مثل هذا النوع من الحوادث فى المستقبل فى حال ثبت أنه كان عملا إرهابيا من قبل أشخاص زرعوا قنبلة، ولكن بالأخير فقط تظهر نتائج التحقيق أسبابا مختلفة تماما.
وتشمل رسائل الخطأ التى ظهرت خلال اليومين الماضيين رسالتين من أجهزة إنذار منفصلة تشير إلى وجود دخان، مما يشير إلى احتمال وجود حريق قبل سقوط الطائرة فى الماء، وهو ما أسفر عن مقتل 66 شخصا كانوا على متنها.
وكشف أحد الإنذارات عن وجود الدخان فى المقصورة مباشرة تحت قمرة القيادة، حيث توجد أجهزة كمبيوتر الطائرة ومعدات إلكترونيات الطيران. وأوضح الآخر أن الدخان كان فى المرحاض.
وأشارت الوكالة إلى أن التنبيهات الأخرى أظهرت مشاكل غير محددة مع أجهزة كمبيوتر الرحلة، بما فى ذلك تلك التى يستخدمها الطيارون لتعيين معالم الرحلة مثل الارتفاع وأجهزة أخرى وهذا جزء من نظام تحكم معقد لشركة «ايرباص» وتقع كافة أجهزة الكمبيوتر فى حجرة الإلكترونيات حيث تم الكشف عن الدخان.
وأرسلت ثلاث رسائل خطأ إضافية حول النوافذ على الجانب الأيمن من قمرة القيادة، حيث يجلس مساعد الطيار.
وقال اثنان من الأشخاص الذين هم على دراية بتصميم طائرة «إيرباص A320» أنه رغم ان هذه الرسائل تشير إلى وجود حريق على الطائرة، إلا أنه لم يستبعد احتمالات أخرى.
وأشارت الوكالة إلى أن توقيت التنبيهات أمر محير أيضا، حيث بدأ الاثنان فى تمام الساعة 2:26 صباحا بالتوقيت المحلي، واستمر لمدة ثلاث دقائق.
وفى الحالات السابقة التى تفيد بوجود قنبلة أو انفجار دمر الطائرة فقد انقطعت الأنظمة الكهربائية على الفور تقريبا بدلا من بقائها عدة دقائق.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الحرائق التى أدت إلى تحطم طائرات كبيرة اتخذت عادة وقتا أطول بكثير لإسقاط الطائرة.
وكشفت الهيئة العامة للطيران المدنى لدولة الإمارات العربية أن طائرة «جامبو جيت» التى تحطمت فى عام 2010 بالقرب من مدينة دبي، بعد اندلاع حريق فى عنبر الشحن حلقت لأكثر من 27 دقيقة قبل ارتطامها بالأرض.
وحتى فى حالات الحرائق التى انتقلت بسرعة أكبر، مثل تحطم طائرة «فاليو جيت» عام 1996 بالقرب من ميامي، كان الطيارون قادرين على إجراء مكالمات تنبيه وحاولوا الهبوط اضطراريا.
وفى تحطم طائرة «مصر للطيران» لم تكن هناك استغاثة من الطيارين، وفقا لإيهاب عزمي، رئيس خدمات الملاحة الجوية الوطنية فى مصر، والذى نفى تقرير القناة الفرنسية التى قالت إن الطيارين ناقشوا وجود حريق مع وحدات التحكم المصرية.