قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إنه فى الوقت الذى تفقد فيه المنتجعات فى دول مثل تركيا ومصر وحتى فرنسا السياح بسبب التهديدات الإرهابية أو الاضطرابات الداخلية تشهد اسبانيا زيادة فى أعداد الزائرين.
وكشفت مصر انخفاضاً بنسبة 60% فى عدد الزوار منذ مطلع العام الجارى وحتى الوقت الراهن جنباً إلى جنب مع انخفاض الأعداد فى وجهات شمال أفريقيا الأخرى فى الشرق الأوسط بعد عدة سنوات من عدم الاستقرار.
جاء ذلك فى الوقت الذى تراجعت فيه حجوزات الفنادق فى منطقة الريفيرا، بجنوب فرنسا أيضاً بنسبة وصلت إلى 30% فى الأسابيع التى تلت هجوم نيس، الأخير وفقاً لوزارة الاقتصاد فى فرنسا.
وعلى النقيض من ذلك زاد عدد الزوار الأجانب إلى إسبانيا بنسبة 12% فى الأشهر الستة الأولى من العام الجارى، مقارنة بنفس الفترة من عام 2015.
وزاد الإنفاق السياحى أيضا بنسبة 12.7% فى يونيو، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضى.
وأعرب أحد الزوار عن حبه لزيارة مصر ولكنه أفاد بأن الاضطرابات هناك تحول تمنع زيارته للبلاد مضيفاً أنه يرغب أيضاً فى زيارة فرنسا، ولكن الهجمات الإرهابية تمنعه مستشهداً بما حدث مؤخراً فى نيس، وأكدّ أن اسبانيا منطقة هادئة ومفضلة بالنسبة له فى الوقت الراهن.
وعلى الرغم من موجة الاعتقالات بين صفوف الجهاديين المشتبه بهم فى جميع أنحاء البلاد، والتحذير من تنظيم «داعش» الارهابى، إلا أن اسبانيا مازالت حتى الآن بمنأى عن الهجمات العنيفة التى شهدتها بعض الأماكن فى الأشهر الأخيرة.
وتعتمد إسبانيا بصورة كبيرة أكثر من أى وقت مضى على عائدات السياحة بعد تعافيها من الركود حيث ضربها الانكماش الحاد فى بداية العقد الحالى.
وكشفت بيانات البنك المركزى الأخيرة، أن السياحة تشكل 14% من الناتج المحلى الإجمالى.
ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد الاسبانى بنسبة 2.9% العام الجارى متجاوزاً التقديرات السابقة التى بلغت 2.7%.
وأوضحت «فاينانشيال تايمز»، أن معدل البطالة فى اسبانيا يتراجع جزئياً بفضل قطاع السياحة، حيث انخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته مطلع الشهر الجارى منذ سبع سنوات.
وقال ستيفن براون، الخبير الاقتصادى الأوروبى فى «كابيتال إيكونوميكس» إن صناعة السياحة جيد جدا بالنسبة لإسبانيا وسوف تعطى دفعة للاقتصاد على المدى القصير.
وأضاف أن الشكوك حول وجهات العطلات الأخرى ساعدت أسبانيا فى السنوات الأخيرة.
وتستقبل مدن اسبانية كبيرة أيضاً المزيد من السياح فمدريد، على سبيل المثال شهدت قفزة بنسبة 11% فى عدد السياح فى النصف الأول من العام الجارى.
ومع ذلك أشار براون، أن العمل السياحى فى كثير من الأحيان لم يقدم الاستقرار أو آفاق التطور الوظيفى على المدى الطويل.
وأكدّ أن اعتماد الحكومة كثيراً على قطاع السياحة لتبرير تحسين أنماط العمالة بمثابة خطر كبير، حيث أن هذه وظائف ذات مهارة منخفضة ويمكن أن تختفى بسهولة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشكل فيه الظروف المتغيرة للسائح البريطانى أكبر الزوار إلى إسبانيا خطراً آخر بعد أن فقد الاسترلينى نحو عُشر قيمته أمام اليورو منذ التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبى قبل 6 أسابيع.








