50 مليون سائح يجوبون العالم.. ودبى وباكستان الأكثر استفادة
سعد: يجب منح تسهيلات وحوافز لشركات الطيران
فتحى: التراجع الكبير فى الأسعار يعطى انطباعات سلبية
توقعت منظمة السياحة العالمية، وصول عدد السائحين الهنود لـ 50 مليوناً بحلول عام 2020، وهو ما يجعلها من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة فى العالم، ضمن قائمة تتربع على عرشها الصين.
وبالنظر إلى دولة اﻻمارات كمنافس فى المنطقة، فإن الهند، حافظت على موقعها فى صدارة أكبر الأسواق السياحية الخارجية فى إمارة أبوظبى من ناحية عدد النزلاء من مواطنيها بالمنشآت الفندقية، الذين بلغ عددهم 33 ألف نزيل فى شهر سبتمبر.
ووصل عدد السيّاح الهنود فى دبى، سواء الجدد أو ممن زاروها من قبل، نحو 1.8 مليون سائح بنمو نسبته 12%، تلتها باكستان، والتى تعتبر من الأسواق العشرة الأولى التى شهدت كذلك زيادة بواقع 18% خلال الفترة ذاتها بواقع 607 آلاف سائح.
وتبدأ شركة «جى دبليو تى»، المتخصصة فى الترويج لمصر، حملة كبرى فى السوق الهندى خلال أسابيع فى محاولة منها لزيادة الأعداد الوافدة من هناك.
وقالت هيدى حماية، مدير خطة الحملات الترويجية بشركة «JWT – جى دبليو تى»، إن الشركة ستبدأ حملتها الترويجية الجديدة بالهند خلال أسابيع، موضحة أنه جارى حالياً وضع ملامح الحملة.
أضافت أن الأعداد الوافدة من الهند ليست كبيرة وتسعى الشركة لزيادتها بعد إطلاق الحملة الترويجية، وجارى العمل على وضع ملامح الحملة حالياً.
وقال سامح سعد المستشار السابق لوزير السياحة، إن السياحة الوافدة من السوق الهندى من الأنواع الثقافية، لكنها تزور الشواطئ بشكل قليل.
وكشف أن الأعداد الوافدة من الهند منذ بداية العام، لا تزيد على 70 ألفاً حتى الآن، ومن المتوقع ألا تتجاوز 100 ألف مع نهاية العام، إذ توجد 3 رحلات فقط أسبوعية بين مصر والهند وما تجلبه لا يصل إلى 4 آلاف سائح شهرياً.
وأرجع سعد قلة اأعداد الوافدة من الهند إلى عدم توافر رحلات الطيران بشكل كافٍ، إذ أن الهند سوق كبير ويصدر عدداً كبيراً من السائحين سنوياً، وتلزمه خطة واضحة لتسيير رحلات بينها وبين المقصد السياحى المصرى.
ولفت إلى عدم قدرة القطاع على إجبار شركات الطيران الخاصة على تسيير الرحلات من الهند، وقال رئيس مجلس إدارة شركة Visit Egypt tours إن مصر لا تحصل على النصيب الكافى لها من السياحة الهندية بسبب تراجع الأسعار بشكل كبير، مما يكون عاملاً أساسياً فى خفض الأعداد الوافدة، نظراً للانطباع بعدم جودة المنتج السياحى المصرى لدى الهنود مصر، لأنها علاقات تجارية بحتة ولا يتدخل فيها أحد، والشركات ستتهافت على تسيير الرحلات إذا وجدت طلباً من السوق الهندى على السفر لمصر.
وشدد على أن الأعداد من الهند لا يمكن أن تأتى عن طريق الإعلانات فقط، لكنها تحتاج إلى العلاقات العامة وبث الأخبار بكثرة عن مصر، مما يزيد رغبة الهنود فى الزيارة القاهرة، وطالب بمنح شركات الطيران، التسهيلات والحوافز لتشجيعها على السفر للهند وتسيير الرحلات من هناك إلى مصر، موضحاً أن السعودية قامت بذلك ويأتى إليها سنوياً ما يزيد على 500 ألف سائح هندى، وانتقد اعتماد الدولة على مكتب وحيد فى مومباى للإشراف على ثلث سكان الكرة الأرضية، إذ يقوم بالعمل على أسواق اليابان والهند استراليا، كما انتقد سياسة حرق الأسعار التى يتبناها العاملون فى القطاع، لأن ذلك يعطى انطباعاً سيئاً عن السياحة فى مصر، فانخفاض الأسعار يعنى تراجع جودة المنتج.
وطالب بتقنين الأسعار ومنع البيع بسعر التكلفة، لافتاً إلى أن البرنامج كان فى السابق بـ700 دوﻻر للأقصر وأصبح حالياً بـ 300 دولار أسبوعياً، وأضاف أن السائح الهندى من السائحين الأعلى إنفاقاً عالمياً، إذ إن متوسط إنفاقه يتراوح بين 200 و300 دولار يومياً فى دبى ولندن، فى حين لا يزيد على 50 دولاراً فى مصر، كما أن الوفود الهندية لا تكون فردية، وإنما تكون أنواع سياحة العائلات، وشدد على ضرورة وجود ورش عمل بين الشركات المصرية ونظيراتها الهندية وكذلك الفنادق، للتعرف على رغبات السياح الهنود.
وقال محمد فتحى رئيس مجلس إدارة شركة Visit Egypt tours، إن مصر لا تحصل على النصيب الكافى لها من السياحة الهندية بسبب تراجع الأسعار بشكل كبير، مما يكون عاملاً أساسياً فى خفض الأعداد الوافدة، نظراً للانطباع بعدم جودة المنتج السياحى المصرى لدى الهنود.
وانتقد السياسة المتبعة حالياً من جانب المتعاملين فى القطاع، وخفضهم أسعار البرامج بشكل كبير، إذ أصبحت الأسعار أقل من سعر التكلفة للمنتج ذو الجودة العادية وليس عالى الجودة.
وشدد على إمكانية ضبط الأسعار، مضيفاً أن الشركات العاملة على السوق الهندى لا تزيد على 15 شركة سياحية، ويمكن للجهات الرقابية فى السياحة السيطرة عليها وإلزامها بأسعار مناسبة.
ولفت إلى أن أزمة عدم وجود رحلات طيران كافية بين مصر والهند يمكن التغلب عليها من خلال تكوين اتحاد بين شركات الطيران الخاصة وهيئة تنشيط السياحة، عن طريق تبنيها لبرامج تشمل حوافز لأصحاب الشركات مع بث الحملات الترويجية لمصر بالهند لزيادة الإقبال على السفر.
أوضح أن شركة مصر للطيران لا تغطى كل المقاصد السياحية ولا يمكنها استيعاب ذلك، مما يبرز أهمية القطاع الخاص فى هذا الصدد لكن شرط وجود الربحية له.
وحذر من تنفيذ رحلات «شارتر» بين مصر والهند لأن ذلك لا يضمن استمرار الرحلات من هناك، لكن يجب الاتفاق على وجود خط طيران منتظم بين البلدين لضمان تحقيق الأعداد المستهدفة، كما أن الطيران« الشارتر» لا يتم تنظيمه على المقاصد النائية لأنه يعتمد فقط على الطلب.
وانتقد آليات الترويج التى تتبعها الحكومة للمقصد المصرى فى الخارج، واصفاً إياها بـ«أفلام الأبيض والأسود» التى لا تتناسب مع الوقت الحالى، كما أنها لا تتناسب مع ثقافات الدول التى يتم الترويج بها.
ولفت إلى ضرورة اتباع الحكومة، سياسة خلق الأحداث التى تمكنها من الترويج للمقصد المصرى إلى جانب دراسة ثقافة الدول المستهدفة والعمل وفقاً لهذه الدراسات.
وقال محمد الحسانين رئيس مجلس إدارة شركة جلاكسيا تورز للسياحة، إن السياحة الهندية من أنواع السياحة الثقافية عالية الإنفاق، ويجب على الحكومة العمل على هذا السوق باعتباره من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة.
وأوضح أن المقصد المصرى معروف فى هذا النوع من السياحة، لذلك لن تعانى الحكومة عند بث الحملات الترويجية لمصر، مع إذاعة الأخبار عن مدى توافر الأمن والأمان، ولفت إلى أن الأعداد الوافدة من السوق الهندى قليلة، ومع ذلك تعد مرضية فى ظل عدم وجود رحلات مكثفة بين البلدين، مطالباً بضرورة زيادة الرحلات فى الفترة المقبلة لمضاعفة الأعداد الموجودة حالياً.
