#البورصة_10_سنوات_من_التاثير
بهذه العبارة الصغيرة فى عدد كلماتها والكبيرة فى معناها، أبدأ مقالى بخالص التهانى لجميع العاملين بمؤسسة «بزنس نيوز» بمرور السنوات العشر الأولى على انطلاق جريدة البورصة.
«من لم يشكر الناس لم يشكر الله» ولذا وجب شكر كل من آمن بقدراتى وشجعنى وعلمنى وساعدنى أن أكون حجراً فى هذا الصرح والمنزل الكبير.
شكراً لأخى الكبير أشرف شوبك شكراً لمعلمى الأول استاذ محمود حلمى، شكراً لأساتذتى أسامة عبداللطيف ومحمد سلامة ومصطفى الخلاف وسعيد الأطروش وسعيد جمال الدين وأعتذر إلى من خانتنى الذاكرة ولم أذكرهم.
10 سنوات قضيتها بين جدران هذه المؤسسة بمقراتها الثلاثة شارع شريف بوسط البلد البطل أحمد عبد العزيز وشارع هارون بالدقى، ذكرياتى بين جدرانها كثيرة لا تسعها المقالات ولن تحتويها الكتب.
انتمائى لـ «البورصة» يختلف عن جميع الزملاء وعن مؤسسيها أنفسهم لأنها تجربتى الأولى فى بلاط صاحبة الجلالة، ولدنا سوياً فى 4 مايو 2008، حيث العدد الأول للجريدة، وأولى كتاباتى الصحفية.
«البورصة» كغيرها من المؤسسات الصحفية المستقلة، تعرضت لزلزال كبير عام 2009 عقب الأزمة المالية العالمية، التى هددت مؤسسات إعلامية كبرى على مستوى العالم، أتذكر جيداً عبارة الاستاذ مصطفى صقر «ده حلمنا كلنا ومعندناش خيار تانى غير النجاح والاستمرار مهما كان الثمن».
تعاهدنا منذ الأزمة الأولى على الاستمرار وأن يكون هدفنا الوحيد هو الحفاظ على طباعة هذه الصحيفة فى موعدها يوم الأحد من كل أسبوع «لو هترسى نسيب الشقة دى وكل واحد يجيب اللاب توب بتاعه ونقعد على القهوة نطلع الجرنان طالما قدرنا نوفر فلوس الطباعة».
«هكذا كان الحلم وهكذا ظل العهد» لتصبح جريدة «البورصة» واحدة من أهم المؤسسات الصحفية المستقلة، التى اتخذت من الشفافية ودقة المعلومات والتحرى عن صحتها مبدأ يرفض الحياد عنه تحت أى ظرف.
تعرضت الجريدة للعديد من الأزمات منها المتعمد لتعطيل مسيرتها، ومنها ما كان لأسباب سياسة واقتصادية مرت بها البلاد، وبالتأكد كان هناك أخطأ وقعنا فيها لنتعلم منها ونطور من أنفسنا.
بفضل الله وحده ثم روح الفريق وتكاتف الجميع وتحمل الصعاب تجاوزنا الأزمات، ووصلنا لقمة الصحافة الاقتصادية بشهادة الزملاء من صحفيين وإعلاميين اتخذوا من جريدتنا مصدرا موثقا فيه لنقل المعلومات.
10 سنوات و3 أشهر، قضيتها بين جدران «البورصة» بحلوها ومرها بجدها وهزلها بضحكها وحزنها بليلها ونهارها، أخطأت خلالها وأصبت، اجتهدت وحاولت أن أكون عضواً مؤثراً فيها تعلمت الكثير من اساتذتى «القائد» و«الساحر» أحياناً مصطفى صقر والأب الروحى حسين عبدربه والملهم والعقل المدبر سعد زغلول، فضلاً عن أصدقائى الذين تقاسمت معهم الحلم والطعام وفى أوقات كثيرة «المرتب».
فى 2009 جاءت نقطة التحول فى علاقتى بالبورصة عندما تم تعينى ضمن أوائل الخريجين فى إحدى مراكز الشباب المجاورة لقريتى.
فرحت أمى وإخوتى للوظيفة الحكومية والعودة إلى جوارهم بعيداً عن الغربة، والمبدأ السائد «إن فاتك الميرى اتمرغ فى ترابة» وفى حماسة ذهبت واستلمت خطاب التعيين.
ذهبت إلى الاستاذ مصطفى صقر لأعرض عليه الأمر، جلسنا ما يقرب من النصف ساعة وهنا كان السحر فى طريقة الإقناع تبدلت قناعتى 180 درجة.
ذهبت لمنزلى وجلست أنظر لسقف غرفتى ولسان الحال يقول…. ماذا أفعل.
رجعت فى اليوم الثالث وقد قررت الاستمرار فى العمل بالصحافة، القرار الذى كان بمثابة الصاعقة على أسرتى وفى هذه الليله «بكت أمى» لعدم عودتى إلى قريتى الصغيرة.







