نماذج لتحليل البيانات لرصد الإمكانات المتاحة فى كل بلد تدريب الكوادر المحلية على برامج تحليل المعلومات لتحديث التقديرات
طورت أفريقيا من نمط التخطيط لديها لخدمة أهداف زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة مما خلق أعمالاً ليست وطنية فحسب بل وإقليمية تتمتع بإطار قوى لبناء المعرفة والقدرات التقنية وأنشأت بيئات استثمارية أكثر ملاءمة فى عدد متزايد من البلدان ويمكن أن يعزى هذا النجاح إلى العديد من العوامل الرئيسية.
1- الاعتماد على الالتزام والدعم السياسى رفيعى المستوى من قبل الحكومات:
تعتمد مرحلة التنفيذ باستمرار على كفاءة القيادة والتوجيه المحليين وكان هذا الالتزام واضح منذ وضع استراتيجية تنفيذ الممر الأفريقى للطاقة النظيفة (ACEC) من خلال الوزراء المعنيين الذين أقروا خطة عمل مشتركة فى يناير 2014 وساهموا فى تطوير برنامج العمل المناخى الرئيسى ومبادرة الطاقة المتجددة فى أفريقيا.
وجرى اعتماد ممر غرب أفريقيا للطاقة النظيفة (WACEC)، الذى يتمتع بدعم سياسى إقليمى واسع، من قبل مجلس وزراء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) كمرفق لمعاهدة الإيكواس فى ديسمبر 2016، كما جرى اعتماد ذلك فى قمة رؤساء دول وحكومات الإكواس يونيو 2017.
2- الدعم القارى:
أوصى الاتحاد الأفريقى بدمج ممرات الطاقة النظيفة فى جداول الأعمال الوطنية للطاقة المتجددة وتغير المناخ كما تبنت جامعة الدول العربية مبادرة الطاقة النظيفة فى حين أن خريطة الطريق لتجمع دول وسط أفريقيا تم المصادقة عليها تقنياً فى نوفمبر 2018.
3- خلق شراكات استراتيجية:
وتكون تلك الشراكات موجهة نحو تحقيق نتائج محددة لمختلف المنظمات الأفريقية وشركاء التنمية النشطين فى مجال مصادر الطاقة المتجددة ما أدى لتعزيز الجهود الحالية وتجنب الازدواجية وتعظيم الأثر طويل الأجل، وتساعد الروابط القوية بالبرامج والمبادرات الإقليمية فى الاستفادة من أوجه التعاون والتكامل.
4- تطوير البنية التحتية:
منذ البداية تمت مواءمة جميع الجهود مع برنامج تطوير البنية التحتية فى أفريقيا (PIDA) ومنذ مارس 2018 تحتفظ الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بمركز المراقب لدى اللجنة التوجيهية بالبرنامج وشاركت مع الاتحاد الأفريقى والشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (NEPAD) فى صياغة المرحلة التالية من هذا البرنامج الطموح.
وتهدف المرحلة التالية إلى تسخير إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة فى أفريقيا من خلال التخطيط للبنية التحتية القارية حتى عام 2030، بما يتجاوز التركيز الحالى على الطاقة الكهرومائية والموارد الحرارية الأرضية.
5- وفرة البيانات:
تعتمد الخطط الاستراتيجية للطاقة على الأطلس العالمى للطاقة المتجددة والذى يضم بيانات صادرة عن أكثر من 50 مؤسسة بحثية دولية وأكبر مجموعة فى العالم من الخرائط العامة الحديثة والدقيقة لموارد الطاقة المتجددة.
ويلعب هذا الأطلس العالمى دوراً رئيسياً فى مشاريع أفريقيا وبناءً على معلومات الرياح والطاقة الشمسية فى الأطلس تم رسم خرائط تقسيم المناطق لجميع الدول المشاركة فى برامج التطوير.
وترصد هذه المراكز والدراسات تقييمات لكمية موارد الطاقة المتجددة المحتملة بالإضافة إلى العديد من المعايير التي تدعم قرارات الاستثمار، مثل التضاريس والمسافة والشبكة المحلية ومراكز التحميل والبنية التحتية للنقل والمناطق المحمية.
وتم تدريب أصحاب المصلحة فى الدول المتعاونة على استخدام هذه المنهجية والخرائط حتى يتمكنوا لاحقاً من إعادة تشغيل النموذج ببيانات جديدة أو محدثة للحصول على نتائج تقسيم المناطق حسب إمكاناتها.
ووضعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أيضاً تقييماً لإمكانات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح باستخدام خرائط الأقمار الصناعية لنظام المعلومات الجغرافية من الأطلس العالمى لدعم التخطيط طويل الأجل للطاقة.
ومن بين البيانات المهمة يساعد تحليل الملاءمة فى تحديد المناطق المناسبة لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتصلة بالشبكة وخارجها وجرى تنفيذ هذا التمرين على المستوى الإقليمى فى غرب إفريقيا وكشف عن إمكانات تقنية إجمالية تصل إلى 171 جيجا وات للرياح و1830 جيجاوات الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وعند محاولة إنشاء إمكانات الطاقة المتجددة لمنطقة كبيرة، يعد تحليل الملاءمة وتقسيم المناطق من الأدوات الجغرافية المكانية المتميزة ولكن المتكاملة.
6- وفرة البيانات التحليل المالى:
لدعم استثمارات الطاقة المتجددة والقرارات المالية التى حددتها البلدان الأفريقية ذات الأولوية طورت الوكالة الدولية خدمة أخرى بخلاف تقييم الموقع وهى التحليل المالى للجدوى الاقتصادية لتقديم تعريفة قياسية للكهرباء للمساعدة فى توجيه التفاعلات بين الحكومات ومطورى المشاريع وبهذه الطريقة فإن السلطات المحلية ومطورى المشاريع المحتملين يكتسبون فهماً أوضح للجدوى الاقتصادية والاستثمار اللازم لتطوير المواقع.
وتم استخدام خدمة تقييم الموقع حتى الآن لتقييم 92 موقعًا من مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح فى كاب فيردى وجزر القمر وإسواتينى ومالى وموزمبيق ونيجيريا والسودان وتوغو وزامبيا وزيمبابوى يصل حجمها إلى 262 ميجاوات من الطاقة الشمسية الكهروضوئية و1184 ميجاوات من مشاريع الرياح.