قلل محللون ومصرفيون من أثر فيروس كورونا على الجنيه، مرجحين أن يكون مؤقتًا، على أن يقل تدريجيًا مع دخول فصل الصيف، مع احتمالات باضطرابات قصيرة، يقلل من حدتها دعم المركزى عبر آلية سعر الفائدة.
واعتبر المحللون، أن الفترة المقبلة فرصة لاختبار مدى مرونة سعر الصرف، الذى ارتفع فيه سعر الدولار مقابل الجنيه 8 قروش، مقلصاً خسائرة منذ بداية العام إلى 41 قرشاً ليسجل 15.68 جنيه للبيع، وقال صندوق النقد الدولى، فى مراجعته الأخيرة للاقتصاد المصرى، ضرورة أن نرى الجنيه ينخفض مثلما كان قادراً على الارتفاع.
وقال طارق عامر محافظ البنك المركزى، إن الاقتصاد المصرى أصبح أكثر قدرة على التعامل مع الصدمات والأزمات الخارجية فى ضوء المرونة التى بات يتميز بها الاقتصاد؛ بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادى.
أضاف -فى مقابلة مع شبكة “سى إن بى سى” الإخبارية، إن مصرتتأثر بالأزمات والأحداث الخارجية، لكن التجارب التى مر بها الاقتصاد المصرى جعلته خضع للاختبار فى قدرته على التعامل مع الأحداث، وذكر أن الاقتصاد المصرى واجه اختباراً فى عام 2018 بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التى أثرت على العديد من الأسواق الناشئة، وفقد الكثير من الأموال فى ذلك العام، ولكن ذلك لم يؤثر على البرنامج الاقتصادى لمصر أو مؤشرات الاقتصاد الكلى، وهو ما يؤكد على مرونة الاقتصاد المصرى.
شهدت أسواق الأسهم العالمية موجة انخفاض عنيفة خلال الأسبوع الماضى وفقدت ما يزيد على 6تريليونات دولار، وبلغ التصاعد ذروته فى تداولات نهاية الأسبوع تزامنًا مع رفع منظمة الصحة العالمية لتقييمها لمخاطر كورونا المستجد إلى مرتفعة جدًا، وقفزت تكلفة التأمين على الديون السيادية 90 نقطة أساس، فى أقل من 4 أيام حيث أغلقت الجمعة عند 330 نقطة أساس مقابل 260 نقطة أساس فى ختام تعاملات الجمعة السابقة له.
وقالت رضوى السويفى، رئيس قطاع البحوث فى بنك الاستثمار فاروس، إن التنبؤ بحجم تأثير المخاوف على الدولار صعب، لكن على الأرجح ستستمر حتى دخول فصل الصيف واحتواء انتشار الفيروس.
أضافت أن المركزى قد يرجئ خفض الفائدة لحين استيضاح الرؤية العالمية وهو ما نوه له فى بيان لجنة السياسات النقدية الأخير.
ومن جانبه قال هيثم عبدالفتاح رئيس قطاع الخزانة فى بنك التنمية الصناعية، إن ارتفاع الدولار البسيط خلال الأيام الأخيرة أمر طبيعى بعد ارتفاعات مستمرة للجنيه منذ بداية العام الماضى.
السويفى: تأثير مؤقت يتلاشى مع دخول فصل الصيف والسيطرة على الفيروس
وأضاف عبدالفتاح، أن هذا الارتفاع من الممكن أن يكون نتيجة إعادة تقدير المستثمرين للموقف واستثماراتهم فى ظل الاحداث العالمية وتفشى فيروس كورونا فى عدد من الدول، مؤكداً على أنه لا يوجد أى ضغوط على الجنيه المصرى سواء من المستثمرين المحليين أو الأجانب بل بالعكس هناك تقديرات بدخول استثمارات فى الدين المحلى من الاجانب بقيمة 4 مليارت دولار منذ بداية العام الحالى.
وأشار عبدالفتاح إلى أن الاقتصاد المصرى ليس بمعزل عن اقتصاديات العالم وأى توترات بالتأكيد لها تأثيرات، موضحاً أن أسواق المال العالمية شهدت الأيام الماضية مستويات دنيا لم تتعرض لها منذ 2008.
واستبعد رئيس قطاع الخزانة إمكانية توقع سعر للجنيه الفترات المقبلة، مشيراً إلى أننا مازالنا من الاقتصاديات الناشئة والمنظومة المالية لدينا فى طور التشكيل، ولكنه أكد أن جميع المؤشرات إيجابية وفى صالح الجنيه المصرى، وهناك حالة من الاستقرار السياسى والاقتصادى تعيشها البلاد حالياً.
وقال محلل بأحد بنوك الاستثمار، إن فيروس كورونا، سيكون له تأثير عرضى على سعرالصرف فى مصر، فى ظل اتجاه المستثمرين نحو الأصول الآمنة وشهية المخاطر المضطربة، فحينما ستقل ربحية الأصول سيعاود المستثمرين من الجديد الانكشاف على الاسواق الناشئة ثم تنشأ ضغوط لجنى الأرباح، وستكون تلك الضغوط بوتيرة أسرع من دورتها الطبيعية مع كل تصاعد لانتشار الفيروس، وذكر أن المركزى على الأرجح سيلجأ للفائدة لحماية الجنيه والحفاظ على موازنة المخاطر والعوائد فى صالح الأصول المصرية.
ومن جانبه، قال محلل قطاع البنوك بأحد بنوك الأستثمار أن الارتفاع فى الدولار حالياً بسيط ولا يمكن الحكم على اتجاهاته، خاصة وأن الدولار بدأ موجه من الهبوط خلال الـ14 شهراً الماضية.
وأشار إلى أن هناك حالة من الأضطراب العالمى بسبب فيروس كورونا الذى سيعيد بالتأكيد مختلف الحسابات وسيؤثر على الخريطة الاقتصادية بشكل عام، مشيرة إلى أنه حتى وقتنا الحالى لا يوجد ما يسبب القلق بشأن مصير العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، خاصة الدولار ولكن مع تدهور الأحداث بالتأكيد سيكون هناك تغيرات وتأثيرات فى أسعار العملة، لاسيما وأننا مازلنا نعتمد بشكل كبير على الواردات.