فى الوقت الذى يشعر فيه عدد أكبر من الناس بالقلق بشأن الإصابة بفيروس “كورونا” إثر لمس وسائل الدفع النقدى وبطاقات الائتمان، تزدهر التكنولوجيا المتخصصة فى الدفع الرقمى.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج” إن استخدام وسائل الدفع اللاتلامسية القائمة على الهواتف المحمولة آخذة فى الارتفاع، حيث يعتقد الناس أن هواتفهم المحمولة هى الطريقة الأكثر أمانا للدفع.
ويستخدم هؤلاء الناس أيضا تطبيقات الهاتف المتعلقة بعمليات المدفوعات، مثل خدمة “أمازون برايم ناو”، لتحديد طلب معين أو استلامه من محلات البقالة.
وأوضحت “بلومبرج” أن وزارة الخزانة ربما تسمح للأشخاص، الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية، بتلقى شيكات الإغاثة من فيروس “كورونا” عبر خدمات الدفع من خلال الهاتف المحمول مثل خدمة “فينمو”.
قال ريتشارد كرون، المدير التنفيذى لشركة أبحاث الدفع عبر الهاتف المحمول “كرون كونسلتينج”: “لا ينبغى لنا لمس شئ”، متوقعا أن تستحوذ وسائل الدفع اللاتلامسية على ما يتراوح بين 10% و20% إضافية من المعاملات فى المتاجر وأجهزة الصراف الآلى نتيجة تفشى الوباء.
ومن السهل إدراك السبب وراء التوجه إلى وسائل الدفع اللاتلامسية، التى تعمل من خلال ربط حساب مصرفى أو بطاقة ائتمان بهاتفك المحمول ثم مرر الجهاز فوق القارئ دون تلامس لتبدأ عملية السداد، حيث يبرز التعامل مع النقد أو لمس لوحات مفاتيح الدفع كخطر كبير، حتى فى ظل تنظيف متاجر البيع بالتجزئة – إذا كانت مفتوحة فى الأساس – بشكل أكثر من ذى قبل.
ووفقا لدراسة استطلاعية أجرتها مجموعة “Strawhecker” وجمعية المعاملات الإلكترونية على 361 شركة فى أبريل، شهدت 27% من الشركات الصغيرة فى الولايات المتحدة بالفعل ارتفاعا فى أعداد العملاء الذين يستخدمون خدمات، مثل “أبل باى”.
فعلى سبيل المثال، سرعت سلسلة السوبر ماركت الأمريكية “بابليكس” انتقالها إلى وسائل الدفع غير التلامسية بسبب “كورونا”، حيث أصبح كافة المستهلكين فى جميع متاجر “بابليكس” قادرين على استخدام خدمات مثل “آبل باى” و”جوجل باى” بداية من أبريل الحالى.
وقبل أسبوعين، قام عملاق التجزئة “وول مارت” بتعديل نظام أكشاك الفحص والدفع الذاتى ليصبح بدون اتصال تماما عندما يستخدم المتسوقون تطبيق “وول مارت باى”، ففى السابق كان يتعين على المتسوقين لمس زر “ادفع الآن” بعد مسح البقالة ذاتيا، ولكن الآن يمكن قراءة رمز الاستجابة السريعة للدفع عبر الهاتف المحمول.
بالإضافة إلى ذلك، توقف العديد من البائعين فى أسواق المزارعين عن قبول النقدية، ولجأوا لاستخدام تطبيقات مثل “فينمو” الذى تملكه شركة “باى بل هولدينجز”.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن الإغلاق الناتج عن تفشى “كورونا” قد أضر ببعض أنواع خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول بينما أجبر الآخرين على التكيف مع الأمر.
ويعتقد الخبراء أن سلوك المستهلكين سيتغير إلى الأفضل للأبد، فى ظل تبنى المزيد من الناس للتكنولوجيا التى لا تعتمد على التلامس والتعود على الدفع بهذه الطريقة.