إتلقيت بمحسن أثناء دراسة الماجستير في منتصف 2006 وكانت الصدفة البحته أننا كنا نعمل مع بعض فى شركة بايونيرز وأثناء عملنا اقتربت من محسن أكثر حيث تعلمت منه الاجتهاد والصبر ، وكانت فرصة بحكم قرب أعمارنا من بعض أننا نقترب أكثر وأتعرف علي شخصية محسن وكيفية التعامل مع فريق عملة ، ومع الوقت أصبحتُ ومحسن فريق عمل واحد في خدمة طلاب الجامعات وكانت البداية في الجامعة الألمانية بالقاهرة حيث اقيمت ورشة عمل لدعم طلاب كلية إدارة أعمال بالجامعة ، وكانت المفاجأة بعد انتهاء محاضرة محسن للطلاب عن كيفية الاستثمار في الأوراق المالية ، بدأ الطلاب يطلبون من محسن أن يلتقي بهم مرة أخرة لأن فعلا كانت محاضرة محسن قيمه جدا واستفاد منها معظم طلاب الكلية ، وكانت الزيارة الثانية لنا في الكلية الكندية الدولية والقي محسن محاضرة لم أنسها في حياتي لطلاب الكلية ، ثم جاء تكليف محسن لرئيسة هيئة الاستثمار ولم يتوقف محسن عن دعم الطلاب وبالفعل أقمنا ورش عمل بالعديد من الجامعات.
محسن كان بالنسبة لي أخا فعلا لم تلده أمي ، أتذكر مرة كنت أبحث عن دواء لولدى غير موجود في مصر وكتبت علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك عن اسم الدواء الذى أبحث عنه ، وما إن قرأ محسن البوست رغم انشغاله بمهامه الجديدة بهيئة الاستثمار اتصل بي الساعة العاشرة مساء وقال لي : أنا أحضرت لك الدواء مع صلاح زميلنا تواصل معه وخد الدواء منه ، تخيل إزاى محسن كان شخصية فعلا خدومة لكل اصدقائة .
آخر مقابلة بيننا كان في بيت الخبرة قبل رمضان بحوالي خمس ايام وكان زعلان مني عشان أنا لم أزره في مكتبة الجديد ببيت الخبرة حيث إنه قريب من منزلي في المعادى ، ورغم كدة كانت الابتسامة لم تغيب عن وجه ، وكانت المقابله لأكثر من ساعتين ، كأن في رساله بتقول إننا مش هنشوف بعض تاني ، وبالفعل كانت آخر لقاء بينا .
لم أتخيل يوما إني أكون منتظر محسن خارج المستشفي لألتقي به فى آخر لقاء لنا ، كانت فعلا لحظة صعبه علي ما بين ذكريات جميلة وفراق أخ عزيز عليّ ، خرجت سيارة الإسعاف بداخلها محسن إلي مثواه الأخير في مقابر 15 مايو وكل من كان متواجدا لم يتخيل ان الغالي محسن عادل رحل عنا .
هكذا انتهت قصة الأخ الذى لم تلده أمي من حب وتقدير من معظم الناس له أثناء مرضه وأيضا الدعاء له عند رحيله . وداعا صديقي الغالي محسن عادل نسأل الله عز وجل أن يجمعنا معه في الفردوس الأعلي .
بقلم د / محمد شعراوي رئيس قطاع التدريب بشركة بايونيرز