«عبدالسلام»: تلقينا 475 طلب انضمام للمبادرة الرئاسية «ما يغلاش عليك»
بدأ عدد من مصانع الملابس الجاهزة، تحويل خطوط الإنتاج إلى تصنيع المستلزمات الطبية القماشية، ومنها «الأفرول الطبى» والكمامات، لتتناسب مع مستجدات الطلب فى ظل جائحة كورونا.
قال الدكتور محمد عبدالسلام، رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، إنَّ أبرز المحاور التى اعتمدت عليها الغرفة خلال الفترة الأخيرة، هو مساعدة نحو 1000 مصنع وتوجيهها لتصنيع مستلزمات طبية، كالكمامة والأفرول الطبى وغيرهما من المنتجات التى يمكن تصنيعها فى مصانع القطاع، والتى كان لها دور فى تخفيف الأضرار التى لحقت بالمصانع خلال فترة تفشى فيروس كورونا.
أضاف «عبدالسلام»، فى حواره لـ«البورصة»، أن 475 مصنعاً من منتجى الملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية، قدمت طلبات للانضمام إلى المبادرة الرئاسية لتخفيض الأسعار وتحفيز الاستهلاك التى تحمل شعار«ما يغلاش عليك»؛ رغبة منها فى تنشيط حركة المبيعات لتعويض انكماش الطلب خلال الفترة الأخيرة.
وقال إن المصانع ستقدم خصومات 20% على مختلف منتجاتها خلال مدة المبادرة. متابعاً: «تعافى قطاع الملابس الجاهزة سريعاً خلال الفترة المقبلة سيكون له مردود جيد على الاقتصاد عموما، خصوصاً أن هذه الصناعة كثيفة العمالة، وتخدم معظم المحافظات، وتضم ملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة».
توقع «عبدالسلام»، أن يكون للمبادرة أثر إيجابى على حركة الأسواق، خلال الفترة المقبلة، وعلى زيادة الإنتاج فى المصانع، خصوصاً بعدما تأثرت بالتراجع الشديد فى الطلب تزامناً مع تقليل ساعات عمل المحال وغلقها أوقات الحظر.
وتستهدف المبادرة تنشيط الاقتصاد المصرى، ودعم المصانع التى توقفت بعد أزمة كورونا.
وتشتمل المبادرة الرئاسية «ما يغلاش عليك»، على الأجهزة المنزلية والإلكترونية والأثاث، والسلع الغذائية بخصومات تصل إلى 20%، ولا تقل عن 10%، وبدأ تفعيلها الأحد الماضى 26 يوليو وتستمر لمدة 3 أشهر.
أكد «عبدالسلام»، أن الغرفة بدأت العمل على تعميق التصنيع المحلى، ونجحت بالفعل مع مجموعة من المصانع فى توفير مستلزمات الإنتاج وتصنيعها محلياً بدلاً من استيرادها، حتى ترفع تنافسية المنتج المصرى فى السوقين المحلى والعالمى.
وأشار إلى أن تصنيع مستلزمات الإنتاج محلياً سيرفع نسبة المكون المحلى فى المنتج، ويقلل فاتورة الاستيراد، إذ اتجهت مجموعة من الشركات للاستثمار فى تصنيع بعض أنواع الأقمشة والإكسسوارات والتى ستعود بالنفع على الصناعة، خصوصاً أنها أقل فى التكلفة عن المنتج المستورد.
وتتطلب عملية استيراد مستلزمات الإنتاج، التعاقد على كميات ضخمة من المنتج فى الشحنة الواحدة ما يؤثر على السيولة النقدية لدى الشركات. لكن تصنيع المنتج محلياً يوفر السيولة مهما كانت صغيرة، ويتيح للشركات توجيهها طبقاً للاحتياجات الأهم للمصانع.
قال رئيس غرفة الملابس الجاهزة، إنَّ تفشى فيروس كورونا حفَّز الشركات على الاستثمار فى قطاع مستلزمات الإنتاج خصوصاً أنه يعتمد على حجم استثمارات صغير، مقارنة بالتكلفة الاستثمارية لمصانع الملابس الجاهزة، كما حفَّز الشركات على تحسين وتطوير منتجاتها، وأوجد مرونة لدى المصانع لتصنيع منتجات متعددة.
أضاف أن تفشى فيروس كورونا وجه أنظار القطاع نحو آليات التحول نحو التسويق الإلكترونى لمنتجات الملابس الجاهزة فى ظل التوجه العالمى نحو التعايش مع أزمة انتشار فيروس كورونا.
كما عقدت الغرفة ندوة بحثت خلالها احتياجات الشركات بشأن التسويق الإلكترونى خلال المرحلة المقبلة.
الوباء حفز الشركات على الاستثمار فى مستلزمات الإنتاج
وفيما يخص التصدير، أوضح «عبدالسلام»، أنَّ الشركات التى تعتمد بشكل أساسى على التصدير هى الأكثر تضرراً من تبعات الفترة الماضية، فى ظل توقف التصدير مع إغلاق الدول الكبرى فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية خلال الأشهر الماضية.
كما أكد أهمية سرعة صرف مستحقات الشركات من برنامج المساندة التصديرية، إذ توقف الصرف منذ 2017، لافتاً إلى أن توفير السيولة المالية للشركات هو أنسب الوسائل لدفعها نحو تجاوز خسائر المرحلة الأخيرة، ولكى تستطيع مواصلة نشاطها وشراء مستلزمات الإنتاج.
وكانت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، أعلنت أنه يجرى حالياً صياغة برنامج جديد للمساندة التصديرية بالتنسيق مع جميع القطاعات التصديرية؛ بهدف الوصول إلى برنامج أكثر فعالية من البرنامج الذى تم إقراره العام الماضى، والذى واجه العديد من التحديات فى عملية التطبيق.
أوضحت «جامع»، أنها التقت مجموعة من المجالس التصديرية؛ لبحث مشكلات التصدير وصياغة برنامج جديد للصادرات أكثر مرونة وقابلية للتنفيذ، ومن المتوقع أن يضم البرنامج الجديد مستلزمات الإنتاج ضمن برنامج المساندة.
قال «عبدالسلام»، إنه ينبغى ضم قطاع مستلزمات الإنتاج إلى برنامج المساندة التصديرية الجديد، والذى سيكون له مردود إيجابى على زيادة حجم صادرات القطاع خلال الفترة المقبلة وتطوير المنتج، قائلاً: «المساندة توفر للشركات دعما تستطيع من خلاله المنافسة خارجياً، خصوصاً أن المنافسة شرسة فى السوق العالمى فى هذا القطاع».
وأوضح أن مصر تصدر مستلزمات إنتاج كثيرة من الخيوط والأزرار إلى تركيا، ولبعض الدول الأفريقية والناشئة فى صناعة الملابس الجاهزة مثل إثيوبيا، وضم هذا القطاع سيمكن المنتج المصرى من الدخول لعدد أكبر من الأسواق خلال الفترة المقبلة.
أشار «عبدالسلام»، إلى أن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة، خلال الفترة الماضية، من مصالحات ضريبية وتأجيل أقساط القروض وغيرها من حوافز قادرة على مساعدة الشركات على تجاوز تبعات فترة تفشى فيروس كورونا سريعاً، وستساعد القطاع على رسم خريطة جديدة له سواء فى زيادة نسبة المكون المحلى وتطوير المنتج أو الاتجاه إلى زيادة الاستثمار فى قطاع مستلزمات الإنتاج، فضلاً عن تحديد دول جديدة للتصدير إليها خلال الفترة المقبلة.
وكان من أبرز الإجراءات التى أعلنتها الحكومة للحد من التأثيرات السلبية لتفشى فيروس كورونا، قرارات البنك المركزى بخفض سعر الفائدة، وتأجيل جميع الاستحقاقات الائتمانية للعملاء من المؤسسات والأفراد لمدة 6 أشهر، وإتاحة التمويل اللازم لاستيراد السلع الاستراتيجية ودعم الشركات الأكثر تضرراً، وإطلاق مبادرة لإحلال وتجديد الفنادق.
وشملت القرارات الحكومية 4 تقسيمات، وهى الإجراءات الداعمة للسياسات المالية والنقدية والمصرفية، والإجراءات الخاصة بدعم القطاعات المتضررة، وإجراءات احتواء الفيروس، والإجراءات المتعلقة بدعم الأسر المتضررة من الأزمة.