لأول مرة في مصر، يستخدم مطعم روبوت للمساعدة في خدمة الزبائن، وتعزيز التباعد الاجتماعي من أجل مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19”.
وفي مطعم وكافيه “كيمبو” في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، كان روبوت يطلق عليه اسم “موزو”، وهي كلمة إسبانية تعني نادل، يرحب بالزبائن ويتلقى طلباتهم.
“إنها لتجربة مثيرة أن اتعامل مع روبوت يقدم الطلبات، مما يقلل من الاحتكاك البشري”، قال محمد بسام أحد زبائن المطعم لوكالة أنباء “شينخوا” بينما كان يضغط على شاشة الروبوت لاختيار وجبته.
وأضاف بسام، وهو موظف فى أحد البنوك، أن موزو سيجذب انتباه الكبار والصغار الذين سيحبون التجربة الجديدة، مشيرا إلى أنه يتمنى رؤية المزيد من الروبوت في المطاعم والمحلات الكبيرة في مصر، مثلما هو الحال في العديد من الدول الأوروبية والصين واليابان.
وتابع “نحن قلقون من الإصابة بفيروس كورونا، لكن الروبوت منحنى إحساسا بالأمان لأنه يقلص الاحتكاك البشري”.
وبلغ إجمالي المصابين بفيروس كورونا منذ ظهوره في مصر في منتصف فبراير الماضي حتى أمس الثلاثاء 92 ألفا و947 شخصا، وتوفى 4691 شخصا جراء الفيروس، بما يمثل 5.04% من حصيلة المصابين، فيما تعافى 35 ألفا و959 شخصا، يمثلون 38.6% من حصيلة المصابين.
وشاطره الرأي المهندس محمد كريم المدير التنفيذي لشركة “كيمبو مصر”، مالكة سلسلة مطاعم كيمبو، قائلا إن الروبوت طمأن الزبائن حول إمكانية تطبيق التباعد الاجتماعي عبر التكنولوجيا.
وأوضح كريم لـ”شينخوا”، أن “أزمة فيروس كورونا أعطتنا حافزا للتفكير خارج الصندوق، من أجل التعايش مع هذا الفيروس، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وسوف يكون للروبوت استخدمات أكثر خلال الفترة المقبلة”.
وأكد أن الإقبال على المطعم زاد بعد استخدام الروبوت، حيث يطلب الزبائن بمجرد دخولهم المطعم أن يقدم لهم موزو الطلبات.
وأضاف أن النادل الجديد ينهى مهمته بنجاح دون احتكاك يذكر مقارنة بالعنصر البشري.
وأردف أنه يتم تعقيم الروبوت بالكامل بعد كل طلب، ونوه بأنه تم تدريب الروبوت على الإجابة على الأسئلة الشائعة للزبائن حول الطعام، وكيفية الوصول للطاولات دون حوادث.
وأشار إلى أن الكثير من العملاء يشعرون بالإثارة عند التعامل مع الروبوت، بينما على الجانب الآخر تلقى المطعم بعض التعليقات السلبية من آخرين يفضلون التعامل مع العنصر البشري.
ويتم استخدام الروبوت موزو في فرع واحد من سلسلة مطاعم كيمبو، لكن كريم أكد أنه سيتم استخدامه مستقبلا في بقية الفروع.
ويستخدم موزو كلمات ترحيبية فور رؤيته للزبون، مثل “أهلا وسهلا”، وبعد ذلك يتلقى طلب الطعام منه، ليقوم فريق العمل في المطبخ بإعداده، ثم يتولى موزو توصيل المشروبات والمأكولات للزبون.
ويصدر الروبوت صوتا عندما يحضر الطعام، وبمجرد أن يأخذه الزبون يرسل زر حساس إشارات للروبوت بالمغادرة.
وبمجرد انتهاء الزبائن من الطعام، يقول لهم موزو “بالهناء والشفاء”، ويعود للمطبخ بالأكواب والأطباق المستعملة.
ويعتبر الروبوت موزو صناعة مصرية 100%، وتتراوح تكلفته بين 10 إلى 50 ألف دولار حسب الإمكانيات المطلوبة فى الروبوت، حسبما ذكر المهندس علاء الحويني مدير مبيعات شركة MARSES Robotic Solutions، المصنعة للروبوت.
وقلل الحويني، من مخاوف تقليل عدد العمال بسبب استخدام الروبوت، مشيرا إلى أن كل الدراسات حتى الآن توضح أن استخدام الروبوت فى دول العالم سيخفض العمالة خلال 15 عاما بنسبة 1% فقط.
وأكد ذلك أيضا عاصم عبدالله مدير العمال في المطعم، قائلا إن الروبوت لن يقلل عدد العمال بل أنه يساعدهم على إنجاز العمل بسرعة.
وأشار إلى أن أغلب الزبائن سعداء بسبب استخدام الروبوت في المطعم، بل أن هناك من يأتي خصيصا لرؤيته.
وبدأت مصر في 27 يونيو الماضي خطة للتعايش مع مرض فيروس كورونا، تم خلالها تخفيف الإجراءات الاحترازية، ومن بينها رفع حظر التجوال تماما، واستئناف الأنشطة المختلفة ومن بينها فتح المطاعم والمقاهي وغيرها.
وأعلنت الحكومة المصرية يوم الأربعاء الماضي اتخاذ إجراءات جديدة لتخفيف قيود مواجهة فيروس كورونا، من بينها السماح للمقاهي والكافتيريات والمطاعم باستقبال الجمهور حتى منتصف الليل بـ 50% من الطاقة الاستيعابية.
