دعا مجلس الوحدة العربية التابع لجامعة الدول العربية، جميع الدول العربية للمشاركة فى عمل استراتيجية حقيقة للنهضة بالقطاع الصناعي للمنطقة بدلا من الاعتماد على استيراد جميع السلع ومدخلات الإنتاج.
وقال محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، إن أغلب الدول العربية تستورد جميع مدخلات الإنتاج من الدول الأوروبية فى حين أنها تمتلك إمكانيات وموارد هائلة تمكنها من الريادة العالمية خلال فترة قريبة لذلك لابد من التشارك فيما بينها وتصنيع تلك المدخلات محليًا.
وأضاف الربيع، على هامش الاجتماع الثالث والخمسين للاتحادات العربية النوعية المتخصصة، أن الدول العربية تتنافس فيما بينها على 5% من الإنتاج الصناعي فقط، في حين تستورد 95% من احتياجاتها من الخارج لذلك يجب على جميع رؤساء الدول العربية أن تعيد النظر فى صناعاتها المحلية ومحاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة.
ودعا الربيع، جميع الاتحادات النوعية فى المجلس (73 اتحاد) للتشارك فيما بينها من أجل خلق صناعة حقيقية، والمحافظة على تبادل الخبرات وتقاسم الفرص الاستثمارية، مؤكدًا على أن أغلب الدول العربية نجحت فى العبور من جائحة كورونا بأفل الخسائر وضربت أمثلة تعلمت منها الدول الأوروبية.
وأضاف على هامش الاجتماع، أنه رغم الموارد الطبيعية فى الدول العربية، لم تتمكن بعد من تحقيق جميع متطلباتها، فضلا عن عجزها عن منافسة الدول الغربية التي تسيطر على كل شيء فى العالم من خلال منتجاتها.
كما طالب جميع الدول العربية بتبني استراتيجيات جديدة ذات نظرة مستقبلية تتماشي مع التطورات التكنولوجيا فى العالم، وتدشين مبادرة جادة لإعادة إعمار الدول التى أنهكتها الحروب مثل ليبيا، واليمن، وسوريا.
وذكر أن توحيد الصف العربي بات ضروريًا من أجل مواجهة التحديات التي تضرب اقتصاديات الدول العربية، لذلك طالب المجلس جميع الدول بعمل استراتيجية مشتركة تمكنها من التواجد على خريطة الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن السوق العربي من أكبر الأسواق الاستهلاكية فى العالم، نظرًا لارتفاع معدل المواليد والتي تستقبل نحو 12 مليون مولود سنويا، ما يضعها فى المرتبة الأولي عالميًا من حيث زيادة نسبة المواليد.
وذكر أن الاقتصاد العربي غني وكبير، وعلى المجتمع العربي التفكير في الاستثمار والاتجاه إلى الإنتاج بدلا من الاستهلاك فقط، وهذا يتطلب دعم وجهود مشتركة خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، قال خالد عابد، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للتطوير والتنمية، إن جائحة كورونا كان لها تاثير سلبي على تنفيذ قطاعات اقتصادية جديدة فى المنطقة، ومع التراجع التدريجي خلال الفترة المقبلة ستمكن جميع المستثمرين ورجال الأعمال من استئناف أنشطتهم.
وأضاف أن الدول العربية فى حاجة إلى معاودة التكاتف مجددًا من أجل الخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية الطاحنة التي أفقدتها الريادة لسنوات طويلة لذلك لابد من الاتفاق على استراتيجية موحدة تصطف خلفها جميع الدول.
وعن خطة إنشاء مصنع الروبوتات الذي كان يرغب الاتحاد فى الانتهاء منه بنهاية عام 2020، قال خالد عابد إن الاتحاد لازال يدرس المشروع حتى الآن ومن المزمع أن يتم تبدأ أعمال الإنشاءات خلال العام الجاري.
وأضاف عابد لـ “البورصة”، أن الاتحاد رصد نحو 6 ملايين دولار لإنشاء المصنع وكان يدرس إقامته فى واحدة من 4 دول عربية هي مصر، أو الأردن، أو الإمارات أو السعودية، إلا أن تلك الدراسة توقفت ومن المتوقع تحديد مكان إقامة المشروع خلال الفترة المقبلة على أن يتم الإنتهاء من المصنع نهاية العام الجاري.
وذكر أن الاتحاد عرض تلك الفكرة على جميع الدول العربية وبلغ إجمالي الدول المشاركة فى المشروع حتى الآن 9 دول منها البحرين ومصر والسعودية والإمارات والأردن وعمان والسودان.
وذكر أن الطاقة الإنتاجية للمصنع ستغطى نحو 20% من السوق العربى خلال السنوات الثلاث الأولى لتشغيله، وفى حالة الترويج والانتشار للمنتج العربي سيتم مضاعفة هذه النسبة.
وأوضح أن المصنع سينتج جميع أنواع “الربورتات”، سواء تعليمية أو خدمية أو تصنيعية، مستشهدًا بتوجه الدول الغربية للاعتماد بشكل كبير على الروبوتات فى عدد من الصناعات المختلفة من بينها لدواء لتقليل معدل المخاطر للأفراد.
ولفت إلى أن الاتحاد استطاع تطويع خبراته التكنولوجية فى تصنيع روبوتات لعدد من الدول العربية منها السعودية بقيمة 27 مليون ريال، و34 مليون درهم للإمارات وبلغت المبيعات فى مصر نحو 9 ملايين جنيه.