“لا تعاتب.. غادر فقط”، قبل شهرين كتب الصديق والزميل رئيس قسم العقارات فى جريدة البورصة، “بدوى بيه شلبى” – كما يُحب أن يُنادى – هذا المنشور على صفحته بموقع فيس بوك، وهكذا تركنا لم يعاتبنا ولكنه غادر عالمنا، مع الكثير من الذكريات والمآثر والمواقف التى ستظل فى الذاكرة إلى أن يجمعنا الله به فى رحمته بجنة الخلد إن شاء الله.
بدوى الذى تتذكر رائحته العطرة وابتسامته المعهودة وردوده القوية وثقافته الواسعة، كان أكثر الناس تنظيماً وترتيباً وتأثيراً، يجمع بين الريفى الشرقاوى بلهجته عند الغضب، وبين البرنس ابن القصور، لا يمكنك منع نفسك من الابتسام والضحك فى جده وهزله، أو حتى ردود أفعاله، وانفعالاته.
لفترة ليست بالقصيرة فى بلاط صاحبة الجلالة، لم أجد من هو أكثر منه تنظيماً وترتيباً وتواصلا سواء مع مجتمع عمله أو مجتمعه الشخصى، يكتب رسائل قصيرة من أمثلة كتابات الراحل أحمد رجب فى “نص كلمة”، ولكنها تستوقفك.
يقدم عبر حسابه على فيس بوك نشرة دسمة المحتوى، وعبر مجموعاته الخاصة ملخص لكل مصدر وفق اهتماماته يقرأ كل شيء وينتقى الأفضل ويزنه ويلخصه.
سيفتقده عالمنا الصحفى والإنسانى، وأفتقده بشكل خاص، ولا أظن سأتوقف عن بكائه إلى أن يشاء الله، ولا نزكيه على الله، فقد كان محتسباً لما أصابه ونسأل الله أن يتغمده برحمته ويرزق أهله الصبر ويثبت قلب أمه وزوجته ويبارك أبناءه.