لم أتخيل أن يأتى يوم أنعى فيه صديقى العزيز بدوى شلبى، رفيق صالة التحرير، ذلك الشاب الذى أتى إلينا منذ عدة سنوات بكل حماس وطاقة وطموح للعمل بالجريدة.
ابتسامته ونوادره المستمرة لا تزال تراود ذاكرتى، ومصطلحاته الخاصة ما زالت عالقة فى أذنى، أتذكر جيداً أول لقاء جمعنا فى أرشيف الجريدة حين علمت أنه من محافظة الشرقية العزيزة على قلبى، والتى قضيت فيها سنوات دراستى.
ذلك الشاب المجتهد كان من نفس الجامعة والكلية أيضاً، وقتها تجاذبنا أطراف الحديث حول الأساتذة ومن تبقى منهم ومن رحل، فقد كنت بالنسبة له من الدفعات القديمة.
ومع مرور الأيام والسنوات بدأت علاقة الصداقة تكبر شيئاً فشيئاً، والمناوشات اليومية وخاصة الكروية تزيد، فبدوى رحمة الله عليه كان زملكاوياً، وأنا أهلاوى متعصب، وبين الحين والآخر تحدث المناقشات الرياضية الساخنة التى تنتهى بالضحك والابتسامة التى لم تكن تفارقه.
وجود بدوى شلبى، رحمة الله عليه، فى صالة التحرير كان يعنى القفشات والضحك والعمل أيضاً، لم أره عبوساً أو متجهماً فى يوم من الأيام.
لم يكتف بدوى بإرسال ابتساماته اليومية أو السلام من بعيد، فكان حريصاً- حين يأتى- على السلام على كل الزملاء يداً بيد وإلقاء كلمة أو دعابة لكل شخص حسب مَعزته لديه.
رحمة الله عليه كان الوجه المبتسم والصحفى المجتهد الواثق من قلمه، رحل سريعاً دون سلامنا المعتاد، اللهمَّ لا اعتراض على حكمك وقدرك، والحمد لله على كل حال.. هاتوحشنى يا صديقى العزيز.








