تلقت صناعة الملابس والمفروشات ضربة موجعة جديدة بزيادة أسعار الغزول بنوعيها المحلى والمستورد.
وتجاوزت الزيادة %50 فى أقل من شهرين، لتربكها وتضعها فى حرج، إذ كيف يقدم التجار على رفع الأسعار فى ظل انكماش السوق وتراجع الطلب؟.
قال المهندس محمود الفوطى عضو غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إن الزيادة الأخيرة بمثابة ضربة مزدوجة لصناعة المفروشات والتى تعانى من زيادة التكلفة فى الوقت الذى تدخل فيه المنتجات التركية بأسعار أقل تزامنا مع انخفاض الليرة.
وأشار إلى ارتفاع التكلفة وتراجع الطلب مما أجبر بعض مصانع المفروشات على خفض طاقتها الإنتاجية إلى يومين فقط أسبوعيًا.
أضاف الفوطى، أن الشركات تواجه صعوبة فى رفع أسعارها، خلال الفترة الراهنة، إذ يوجد منتج تركى منخفض السعر يضغط على المنتج المصرى فى السوقين المحلية والعالمية.
ولفت إلى زيادة أسعار الصباغة بنسبة %50، فضلا عن زيادة %100 فى أسعار المواد الكيماوية المستخدمة فى صناعة المفروشات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فضلا عن زيادة أسعار الشحن على الواردات والصادرات.
وتخوف من تراجع الصادرات خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع أسعار الغزول المحلية، وعدم تقبل المشترين الدوليين الأسعار الجديدة مع هذه الزيادات.
وأشار إلى أن طن الغزل المحلى ارتفع من 56 ألف جنيه إلى 78 ألف جنيه، قائلا: «زيادة أسعار الشحن الدولى وقفزة أسعار الخامات المستوردة جعل الشركات تتجه إلى الخامات المحلية».
قال الفوطى، إن السوق يعانى من تراجع ملحوظ فى الطلب، كما تراجعت القوة الشرائية تزامنا مع عودة المدارس، إذ تعتمد المفروشات على موسمها الرئيسى وهو الصيف مع زيادة الطلب على الفوط فى المصايف وتجهيزات العرائس وطلب الفنادق، متوقعا زيادة أسعار المفروشات بنسبة %50 خلال الفترة المقبلة.
قال جمال مناع نائب رئيس الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الغزول ارتفعت على مدار الشهرين الماضيين بنحو 5 زيادات متتالية لتصل إجمالى الزيادة %60 للغزول المستوردة خلال هذه الفترة.
لفت إلى ارتفاع باقى مدخلات الإنتاج والإكسسوارات المستوردة والتى ستظهر تبعياتها فى أسعار الموسم الصيفى المقبل.
توقع ارتفاع الأسعار بنسبة تتجاوز %60؛ لاعتماد صناعة الملابس الجاهزة على %70 من مكونات الإنتاج المستوردة، فضلا عن الزيادات المحلية فى باقى المدخلات تباعًا لزيادة أسعار المحروقات ورفع الحد الأدنى للتأمينات الاجتماعية.
أشار إلى أن مصر تعتمد على استيراد نحو %60 من الغزول، وغالبيتها تُستورد من الهند وباكستان، فى حين تعتمد على %40 من الإنتاج المحلى.
وفيما يخص تأمين المصانع لاحتياجاتها من الخامات للموسم الصيفى فى ظل الغلق الذى يحدث فى دول عديدة حاليا مع متحور كورونا الجديد «أوميكرون»، قال إن غالبية المصانع لديها خاماتها التى تكفيها للموسم الصيفى لكنها ستعانى من ارتفاع التكلفة.
وارتفع سعر كيلو الغزل من 2.5 دولار إلى 5 دولارات فى ظل ارتفاع الأسعار العالمية للقطن بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن الدولى وإغلاق بعض الدول وإيقاف التصدير بها.
قال مناع إن السوق يعانى حاليا من ركود أجبر بعض المحال والمصانع على خفض أسعارها مبكرًا لجذب المستهلك نحو شراء المنتج الشتوى بداية من نوفمبر الماضى.
من جانبه قال جمال طنة رئيس مجلس إدارة شركة بيجامودا للملابس الجاهزة، إن سوق الملابس الجاهزة يعانى من ارتفاع تكلفة الإنتاج وتحدى أمام المصانع فى زيادة الأسعار.
وأوضح أن الخامات المستوردة تدخل بصعوبة حاليا فى ظل ارتفاع أسعار الشحن وتراجع المعروض العالمى، لافتًا إلى ارتفاع خامات «سنجل ليكرا» من 145 إلى 200 جنيه للكيلو.
وتخوف من زيادات جديدة خلال الفترة المقبلة فى أسعار الخامات بالتزامن مع عودة الدول لغلق حدودها مرة أخرى فى ظل متحور فيروس كورونا الجديد «أوميكرون» ونقص الحاويات بشكل أكبر وتراجع إنتاج المصانع الكبرى.
أضاف أإن إجمالى الزيادة فى تكلفة الإنتاج خلال 3 أشهر سجلت %50 مما تسبب فى زيادة السعر النهائى للمنتج بنفس النسبة ووضع الشركات فى حرج نظرا لزيادة أسعارها فى الوقت الذى يعانى فيه السوق من انكماش الطلب.







